بعد ولادة المنظمة الارهابية داعش من جبهة النصرة في سوريا ورغم رفضنا لتوجهاتها الراديكالية المتطرفة توقعنا زيادة في عدد الجبهات المعارضة والمحاربة لنظام بشار الاسد . الا ان داعش وجهت تركيزها على المناطق السنية العربية والكوردية فضلا عن باقي المكونات كالمسيحين والايزيديين . ومن ثم انتقلوا الى العراق بطريقة اشبه بالمؤامرة المدروسة بسبب سهولة انتقالهم وسيطرتهم القوية على المنطقة الغربية وخاصة على احدى اكبر مدن العراق الموصل, ولم نعهد انسحاب جيش نظامي من مناطق ومدن مهمة وكبيرة وتركها لقمة سائغة لمنظمة ارهابية !!! , وكلنا يعلم ان قيادة الجيش كانت تعود لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي , ونعلم جميعا ايضا مدى ارتباطه بالنظام الايراني فالموضوع لم يعد خافيا إذ اصبح جلياً للقاصي والداني ارتباط الاحزاب الشيعية بالنظام الايراني , وهذه العلاقة مع ايران تجاوزت كل المقاييس حتى أصبحت تمس السيادة الوطنية فعلى سبيل المثال : لا يمكن اختيار رئيس وزراء العراق واغلب المناصب المهمة في العراق من دون الرجوع الى موافقة ايران . ولحكومة اقليم كوردستان ايضاً علاقة مع ايران الا انها لا تخرج عن إطار المصالح الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية لكلا الطرفين دون ان تتدخل احداهما بالشان الداخلي للأخر, فضلا عن وجود تفاوت بين الاحزاب الكوردية ومستوى علاقتها مع ايران ,وفي كل الاحوال فإن المسالة لا ترتقي لمستوى سيطرة ايران على الاحزاب الشيعية والاخيرة التي تعلن صراحة ولاءها لها . وبذلك يكون مدخل ايران للعراق من خلال الاحزاب الشيعية التي تستمد منها امتدادها وقوتها لتصل لحدودها ولابد ان تعزز من علاقتها مع الاحزاب الشيعية وتذلل العقبات الممكنة لقوتها في العراق على ان لا يتجاوز ذلك حدود امكانية السيطرة عليها .
وطالما كانت حكومة اقليم كوردستان بيضة القبان للحكومة الاتحادية المركزية في عهد الجعفري ومن ثم المالكي والان العبادي مما يوجه الانظار الى كوردستان لتحد من قوتها وتأثيرها مع الأخذ بنظر الاعتبار عدم تأثير ذلك على كورد ايران وزعزعة امنها , فوضع كوبانى في كوردستان سوريا كان له تأثير كبير على كورد العراق وتركيا , وبذلك جاءت حرب داعش على كوردستان العراق بشكل يجعل الكورد يكرسون كل جهودهم لردع خطر الارهاب الداعشي والحفاظ على امن واستقرار الاقليم فضلا عن القيام بجهود حثيثة لانهاء العقوبات الاقتصادية والتي فرضت على الاقليم من قبل الحكومة المركزية .
ومن جانب اخر تواجد وتمركز داعش في المناطق السنية العربية اشبه بالسرطان الذي يقتل ويهدم ويهلك الحرث والنسل في المناطق الخاضعة لنفوذهم , وهذا ما يجعلنا نعتقد ان هدف داعش الرئيس يتمثل في تضعيف وتدمير المناطق العربية السنية التي طالما حلم اَهلها ان يرجع العراق الى المربع الاول قبل سقوط نظام صدام حسين خاصة بعد انكار نوري المالكي لحقوق اهل السنة واهمال مناطقهم , فبوجود داعش الارهابي جعل من عرب السنة شغلهم الشاغل هو كيفية الحفاظ على ارواح عوائلهم من القتل والتهجير والنزوح , وعليه اصبح لا مجال للعرب السنة حتى ان يحلموا.
وقد يسال سائل: هل كان العرب الشيعة في منأى عن ارهاب داعش ؟ ونعلم اننا لايمكن ان ننكر ذلك بشكل قطعي , ولكن بالامكان التاكد على عدم تأثر العرب الشيعة في سوريا وفي العراق , وقد كشفت البيانات الاخيرة حول جريمة قاعدة سبايكر بان الاطراف المتورطة بهذه الجريبة هي بعثية وتتمثل في ازلام واقارب النظام السابق صدام حسين ولا دخل لمنظمة داعش الارهابية في ذلك .
كل ماذكرناه انفاً فضلا عن المعطيات السياسية والعسكرية الايرانية الأنية في سوريا والعراق وحتى اليمن ولبنان ومناطق اخرى لايسعنا الا ان نقول ان داعش تعمل لصالح ايران .
سوزان آميدي