روّج الرئيس باراك أوباما في كلمته الأسبوعية أمس، لـ «الاتفاق الإطار النووي مع إيران»، مؤكداً انه سيضمن عدم حيازتها سلاحاً نووياً، في محاولة حشد تأييد شعبي في مواجهة معارضي الاتفاق في الكونغرس الذين توقع اوباما «جدلاً واسعاً» معهم. وأجرى اتصالات هاتفية برئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر وزعيمة الديموقراطيين في المجلس نانسي بيلوسي، وزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل، وزعيم الديموقراطيين فيه هاري ريد.
وفي أول تباين علني في سياق تفسير الاتفاق، اعتبر نائب وزير الخارجية الايراني أبرز المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي ان قراءة البيت الابيض الاتفاق الاطار «لا تنسجم مع ما توصل اليه الجانبان» في شأن تزامن توقيع الاتفاق النهائي مع رفع العقوبات المفروضة على ايران.
واللافت دعوة مايكل فوكس، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المستشارة الألمانية انغيلا مركل، الى تخفيف العقوبات «في أسرع وقت» عن إيران، في وقت رحب عدد من الاتحادات الاقتصادية الكبيرة في المانيا بالاتفاق الاطار المبرم بين إيران والدول الست، ومنها المانيا، واعتبره «مؤشراً ايجابياً الى استئناف العلاقات التجارية المهمة مع طهران».
وفي ظل تمسك طهران بضرورة ازالة كل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وفق تفاهمات «الاتفاق الاطار»، واجه الرئيس حسن روحاني تساؤلات المتشددين في إيران حول آلية ازالة هذه العقوبات، والاجراءات الفنية المتخذة في البرنامج النووي الايراني، قائلاً: «اكدنا حقنا في تخصيب اليورانيوم، وستستخدم منشأة آراك التي تعمل بالماء الثقيل تكنولوجيا جديدة، على غرار منشأتي نطنز وفوردو اللتين ستعملان خلافاً لما كانت تطالب به الدول الغربية».
ورد كبير المفاوضيين الايرانيين عباس عراقجي في شكل غير مباشر على تلميح المتشددين الى ابرام «اتفاقات مرحلية خلافاً لتوجيهات مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي»، قائلاً ان «المفاوضين أدرجوا كل التفاهمات التي أنجزت، ولكن لم يُتفق علی أي وثيقة نهائية».
واعلن ان ايران ستنفذ البرتوكول الاضافي الذي يسمح بدخول فرق التفتيش منشآتها النووية بلا إذن مسبق، قبل ان يصادق مجلس الشوری (البرلمان) عليه. لكنه اعتبر ان «قراءة الناطق باسم البيت الأبيض الاتفاق الاطار لا تنسجم مع ما توصل اليه الجانبان في شأن إلغاء العقوبات بالتزامن مع توقيع الاتفاق» النهائي. وأكد ان إيران ستفعّل العمل في منشأة فوردو التي تخصّب اليورانيوم على مستوى مرتفع «اذا لمسنا عدم التزام الطرف الآخر بالاتفاق».
والتقی وزير الخارجية محمد جواد ظريف رئيس مجلس الشوری علي لاريجاني، وسيجتمع اليوم مع اعضاء لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في المجلس لإطلاعهم على اطار المفاوضات ونتائجها.
الى ذلك، رأی الكاتب المتشدد حسين شريعتمداري (المقرّب من المرشد علي خامنئي) في افتتاحيته بصحيفة «كيهان» ان «ايران خُدعت في جولة مفاوضات لوزان، وكل الاجراءات التي فرضت عليها كانت شفافة وواضحة، في مقابل ضبابية في التزامات الدول الغربية». أما صحيفة «اعتماد» الاصلاحية فرأت أن «ظريف نجح في الحفاظ علی صناعة ايران النووية ودعم مكانة الجمهورية الاسلامية علی المستوی الدولي، كما استطاع الغاء المقاطعة (العقوبات) وجعل ايران شريكاً للدول النووية».
واعتبر حسين مرعشي، عضو حزب «عمال البناء» القريب من هاشمي رفسنجاني ان ما تحقق في لوزان «لم يكن في الانتظار، وازالة العقوبات خطوة خطوة لا تقلل من أهمية الاتفاق». وشدّد المرشح الرئاسي سابقاً رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف على ان «النظر الى الاتفاق الاطار من الزاوية الحزبية الضيقة يعتبر جريمة كبيرة، وخيانة لقيم الثورة ومستقبل الشعب والوحدة الوطنية»
الحياة