ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن حوالى 60 من القوات النظامية السورية، من بينهم ضباط كبار من الطائفة العلوية، قتلوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وجرى تشييع آخرين في معقل النظام غربي البلاد بعد مقتلهم في معارك مع المعارضة وتنظيم «داعش». وقال مصدر ديبلوماسي غربي إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زال «يقاوم» طلبات بتوفير حماية جوية لمقاتلي المعارضة المعتدلة الذين سينتشرون في سورية بعد تدريبهم لقتال «داعش»، بالتزامن مع تعبير واشنطن عن «قلق» من تنامي دور المتطرفين نتيجة انتصارات المعارضة.
وقال نشطاء معارضون إن جثة اللواء وائل محمد حماد، الرجل الثاني في الفرقة الرابعة بعد العميد ماهر الأسد، وصلت إلى طرطوس أمس، بالتزامن مع انتشار بيانات في المدينة تنعى اللواء الطيار نديم غانم الذي قُتل أمس في مطار بلّي في جنوب البلاد جراء انفجار طائرته، والعميد كمال محمود ديب الذي قتل في معارك جسر الشغور شمال غربي البلاد، والمقدم مرهف عارف محمد الذي قتل خلال الاشتباكات في منطقة القلمون بريف دمشق، والملازم أول غدير خليل سليمان الذي قُتل في معارك ضد «داعش» في مطار كويرس شمالاً. وذكر النشطاء أسماء 16 من قتلى عناصر النظام وضباطه و «قوات الدفاع الوطني» بعد أيام على مقتل اللواء الركن ياسين عبدو معلا قائد لواء الدفاع الجوي في مطار دير الزور العسكري، الذي شيع في قرية الرقمة في طرطوس.
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري» بأن «19 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا خلال اشتباكات جرت في الـ24 ساعة الماضية جنوب شرق مطار دير الزور العسكري وحي الصناعة في المدينة»، لافتاً الى مقتل 13 عنصراً من قوات النظام جراء انفجار طائرة في مطار بلّي العسكري الواقع بين ريف دمشق والسويداء (جنوب) إثر اشتباكات مع الفصائل الإسلامية، بينهم أربعة ضباط أحدهم برتبة لواء ركن، وهو قائد المطار، وثلاثة ضباط أحدهم برتبة عميد في الفرقة الرابعة».
وفي ريف إدلب، قال «المرصد» أمس إن 14 عسكرياً بينهم عمداء قتلوا خلال قصف واشتباكات مع فصائل إسلامية في ريف جسر الشغور، لافتاً الى مقتل سبعة عناصر من قوات النظام بينهم ضباط خلال اشتباكات مع «داعش» في محيط مطار كويرس العسكري في حلب. كما جرح 15 عنصراً للنظام في انفجار في منطقة الأوراس في مدينة حمص وسط البلاد. وكان «المرصد» أشار إلى مقتل 76 من القوات النظامية وأنصارها أول أمس.
في واشنطن، أكدت مصادر أميركية أن إدارة الرئيس باراك أوباما «قلقة وغير مرتاحة على الإطلاق» من انتصارات المعارضة في شمال غربي البلاد وغيرها، بسبب «مخاوف من تنامي نفوذ جبهة النصرة والمتطرفين بسبب التغييرات الميدانية وعدم جاهزية المعارضة المعتدلة بعد».
وبدأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، برنامج تدريب وتسليح أفراد مختارين من «المعارضة السورية المعتدلة» لتحقيق ثلاثة أهداف، بينها «التوصل الى حل سياسي» في سورية. وقال مصدر ديبلوماسي غربي إن مسؤولين أميركيين ومن حلفاء أميركا في المنطقة طلبوا من أوباما الموافقة على «توفير حماية جوية من مقاتلات التحالف ضد أي هجمات بما فيها من قوات النظام السوري، لكنه لا يزال يقاوم اتخاذ قرار كهذا».
في لاهاي قالت مصادر ديبلوماسية إن المفتشين الدوليين عثروا على آثار لغاز السارين وغاز الأعصاب «في.إكس.» في موقع للأبحاث العسكرية في سورية، لم يتم إبلاغ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بها من قبل. وأضاف: «هذا دليل قوي جداً على أنهم (النظام) كانوا يكذبون بشأن ما فعلوه بغاز السارين».
في نيويورك، تواصل الولايات المتحدة الضغط باتجاه إجراء تحقيق بتفويض من مجلس الأمن يحدد الأطراف الذين استخدموا غاز الكلور كسلاح. وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنتا باور أمس، إن على مجلس الأمن أن «يعالج النقص الحالي لجهة تحديد الجهة التي استخدمت غاز الكلور»، مشيرة الى أن «شهادات الأطباء والضحايا أكدت أن الكلور ألقي بالبراميل المتفجرة من المروحيات، ومعلوم أن النظام السوري هو الوحيد الذي يملك المروحيات في سورية».
الحياة