لاحت بوادر انفراج محدود في العلاقة الملبّدة بين موسكو وواشنطن، ومهّدت روسيا لزيارة هي الأولى منذ سنتين لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بتأكيد «انفتاحها على التعاون في ملفات العلاقة الثنائية والملفات الإقليمية الساخنة».
وأكدت وزارتا الخارجية في روسيا والولايات المتحدة أن كيري سيُجري محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف في سوتشي اليوم.
واعتبر ديبلوماسي روسي بارز أن إدراج اللقاء مع بوتين على جدول أعمال زيارة كيري، يعدُّ مؤشراً إلى الأهمية التي توليها موسكو للزيارة وللملفات المطروحة على طاولة البحث. وزاد أن لزيارة الوزير الأميركي روسيا «مدلولاً بعدما ألغى زيارات مراراً، وحتى لو لم يسجّل هذا اللقاء اختراقاً، يبقى مهماً جداً».
ويعكس لقاء كيري الروسي اليوم، رغبة أميركية في إعادة تحريك المسار السياسي في سورية، وسط مخاوف مشتركة من تنامي ما تراه واشنطن وموسكو نفوذ المجموعات المتطرفة في البلاد.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» أن كيري يريد البحث في «إمكانية الدفع بحل سياسي في سورية». وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى مخاوف «مشتركة» لروسيا والولايات المتحدة من تنامي «نفوذ المتطرفين» بعد المكاسب التي حققتها المعارضة في شمال سورية وجنوبها. وتأمل واشنطن بضغط روسي مباشر على نظام الرئيس بشار الأسد للتوصل إلى حل سياسي يستثني الأخير من مستقبل سورية.
وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو «تأمل بأن تساهم زيارة كيري في تطبيع علاقات البلدين التي يعتمد عليها كثيراً الاستقرار الدولي». وشددت على أن روسيا «منفتحة للتعاون على أساس التساوي وعدم التدخُّل في الشؤون الداخلية والأخذ في الاعتبار المصالح الروسية والامتناع الكامل عن ممارسة الضغط علينا». وأشارت إلى أن العلاقات الأميركية – الروسية «تعيش فترة صعبة بسبب تصرفات غير ودية من واشنطن، منها فرض العقوبات، وتمدُّد الحلف الأطلسي في أوروبا الشرقية، ونشر منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في المنطقة، إضافة إلى الظهور المنتظم لسفن البحرية الأميركية في البحر الأسود».
ولفتت الخارجية إلى أن موسكو «اضطرت للرد على خطوات واشنطن، واتخاذ إجراءات ترمي إلى ضمان أمنها».
مصدر ديبلوماسي روسي نبّه إلى أن موسكو «تأمل بأن يحمل كيري اقتراحات جديدة حول أوكرانيا والعلاقات الثنائية». ونقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية عنه أن المحادثات ستتركز على الوضع في أوكرانيا واليمن وإيران وسورية. واستدرك: «لم نتهرب من الحديث في هذه الملفات بل نُجري حواراً نشطاً حول هذه المسائل».
في واشنطن قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، أن كيري سيبحث مع بوتين ولافروف طيفاً واسعاً من القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك إيران وسورية وأوكرانيا.
وأضافت أن الوزير سيُجري بعد لقاءاته في سوتشي الروسية، مشاورات غداً في تركيا مع الحلفاء في الحلف الأطلسي، يعود بعد ذلك إلى واشنطن للمشاركة في محادثات الرئيس الأميركي باراك أوباما مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وزادت أن رحلة الوزير كيري هي «جزء من مساعينا المتواصلة للحفاظ على خطوط اتصال مباشرة مع كبار المسؤولين الروس، ولضمان نقل وجهات النظر الأميركية في شكل واضح».
الحياة