قطعت العلاقات الكردية مع الاتحاد الأوروبي خلال عام من الحرب ضد الإرهاب شوطا كبيرا، وبحسب المسؤولين الأكراد، الدور الأوروبي كان مهما في إسناد قوات البيشمركة في التصدي لتنظيم داعش، وتقديم المساعدات الإنسانية لإقليم كردستان في مجال إيواء النازحين واللاجئين في الإقليم.
وقال دلاور آكزيي، ممثل حكومة إقليم كردستان في الاتحاد الأوروبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاتحاد الأوروبي يؤكد دائما أنه سيواصل تأييده ودعمه لقوات البيشمركة وحكومة الإقليم في الحرب ضد مسلحي تنظيم داعش، دون تعيين أي حدود لمدة هذا الدعم، والمهم لدينا في حكومة الإقليم أن يزيدوا من هذا الدعم أكثر فأكثر».
وعن دور الدول الأوروبية في تسليح قوات البيشمركة بالأسلحة الثقيلة والمتطورة، قال آكزيي: «الأوروبيون يؤكدون دائما أن الحكومة العراقية هي المسؤولة في المرحلة الأولى على توفير تلك الأسلحة والأعتدة لقوات البيشمركة، لذا هم من جانب يضغطون على بغداد لتعطي الإقليم حصته من الأسلحة التي تشتريها الحكومة العراقية من دول العالم بشكل مباشر، ومن جانب آخر هناك تنسيق بين هذه الدول، فالبعض منها تقدم الأسلحة فيما يقدم البعض الآخر الأعتدة ومنها ما توفر طريقة نقل هذه المساعدات إلى الإقليم بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد (داعش)»، مؤكدا بالقول: «الحرب ضد (داعش) أثبتت أنه كلما كانت قوات البيشمركة قوية كان أمن واستقرار المنطقة أقوى، فالبيشمركة تحارب الآن (داعش) نيابة عن العالم كله».
بدوره قال اللواء صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدول الأوروبية قدمت لقوات البيشمركة حتى الآن الأسلحة المتوسطة والخفيفة والأعتدة، وروبوتات كشف المتفجرات، بالإضافة إلى تقديمها الأسلحة المضادة للدروع كسلاح (ميلان) الألماني، الذي كان له دور بارز في المعارك ضد (داعش)، إلى جانب تقديم الإسناد الجوي لقوات البيشمركة ضمن جهود التحالف الدولي، وهذا الدعم أثر كثيرا على تقدم البيشمركة في كل المحاور وكسر شوكة (داعش)».
وتابع فيلي: «الأوروبيون يواصلون ومنذ بداية الحرب ضد (داعش) وحتى الآن تقديم التدريب والاستشارة لقوات البيشمركة، ولديهم برنامج أوسع لتدريب قواتنا، وقسم من هذه التدريبات ستدوم لنحو ثلاث سنوات، والمدربين الأوروبيين يوجدون في الكثير من معسكرات التدريب الموزعة على محافظات الإقليم الثلاثة».
من جهته، قال الدكتور عبد الحكيم خسرو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين في أربيل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سياسة التواصل بين إقليم كردستان والاتحاد الأوروبي أثرت على دور الدول الأوروبية في تقديم الدعم للإقليم في الحرب ضد (داعش)، فعدد من الدول الأوروبية ساهمت بشكل كبير في إيصال بعض الأسلحة المتطورة والضرورية للمعركة، خاصة مضادات الدروع، لأن (داعش) وبعد سيطرتها على الموصل في يونيو (حزيران) الماضي استولت على كميات كبيرة من الأسلحة الأميركية المتطورة، التي كانت جزءا من منظومة تسليح القوات العراقية، وبسبب الخلافات العميقة بين إقليم كردستان والحكومة العراقية حول تسليح قوات البيشمركة ودفع رواتبها، بقيت الأسلحة التي تمتلكها البيشمركة أسلحة قديمة».
وأشار خسرو إلى أن أوروبا ساهمت بدرجة كبيرة في دعم إقليم كردستان من عدة نواحٍ، الناحية الأولى كانت الناحية العسكرية، التي كانت ضرورية جدا، والناحية الثانية تمثل الدعم الإنساني للنازحين في الإقليم، رغم أن هذا الدعم لا يفي باحتياجات المواطنين والنازحين في الإقليم، والناحية الثالثة هي الدعم السياسي، حيث ساهمت الدول الأوروبية في بناء جسور التواصل بين إقليم كردستان والعالم الخارجي، وساهم هذا في إعطاء صورة إيجابية عن الإقليم للمجتمع الدولي.
الشرق الاوسط