كشف مصدر اطَّلَعَ على نقاشات داخل تنظيم «جبهة النصرة»، سبقت مقابلة أميرها أبو محمد الجولاني الأخيرة مع قناة «الجزيرة»، أن ضغوطاً تركية مورست على التنظيم بهدف إعلان انفصاله عن «القاعدة»، لكن قيادة «النصرة» رأت أن الثمن الذي سيدفعه التنظيم في حال أقدم على ذلك، سيكون أكبر من النتائج التي يمكن أن تحققها الخطوة، لذلك جاء كلام الجولاني حاسماً لجهة مبايعته زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري.
المصدر أشار إلى أن الظواهري ما كان ليمانع في الخطوة في حال رأى أنها تصب في مصلحة الجماعة، ولفت إلى أن القيادة الدولية للتنظيم غير متمسكة بفرعها «الشامي»، وتعتقد بأنه ما عاد ممكناً التمسك بوحدة «القاعدة». لكن الظواهري يعرف أن انشقاق «النصرة» عن «القاعدة» سيخدم تنظيم «داعش»، وأن مئات من المقاتلين الأجانب لن يجدوا لهم مكاناً في «النصرة» في حال أعلنت نفسها جماعة سوريّة، كما كان الأتراك يرغبون في أن تفعل، وهؤلاء المقاتلون هم عنصر تفوّق الجماعة، وسر تماسكها.
ويبدو أن الضغوط التركية على «النصرة» تزامنت مع إطلاق «جيش الفتح» الذي تسعى أنقرة إلى تسويقه كقوة سوريّة مقاتلة في الشمال، وتعتبر «النصرة» أحد تشكيلاته الأساسية. وأنقرة تعرف أن إدراج الولايات المتحدة «النصرة» على لائحة الإرهاب، كواحد من فروع «القاعدة»، سيعيق انتزاع اعتراف دولي وإقليمي بـ «جيش الفتح». ويبدو أن عقدة «النصرة» هذه انسحبت على الجنوب السوري، وهي المنطقة التي لا تتمتع فيها أنقرة بنفوذ يُذكر، ما يفسّر فشل التحالف التركي- القطري في تكرار تجربة «جيش الفتح» في جنوب سورية.
الحياة