أصدر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية بياناً، اليوم السبت، أدان فيه ما أسماه “تجاوزات عديدة من قوات حماية الشعب ضد السكان المدنيين في منطقة تل أبيض”، في حين اعترضت أوساط كردية وسياسية على بيان الائتلاف متهمة لجنة تقصي الحقائق بأنها لم تنقل الواقع بموضوعية.
وجاء في البيان الصادر عن الائتلاف أن “لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الائتلاف الوطني السوري توصلت إلى وقوع تجاوزات عديدة من قوات “حماية الشعب” ضد السكان المدنيين في منطقة تل أبيض، تنوعت بين إرسال رسائل تهديد عبر الاتصالات الهاتفية، أو صفحات التواصل الاجتماعي من أشخاص محسوبين عليها مثل صفحة (خابات علي-khabat Ali) وهو ابن رئيس الإدارة المؤقتة للمجلس المحلي الكردي في تل أبيض حيث نشر قوائم المطلوبين لدى قوات الأسايش”.
وأضاف الائتلاف أنه و في أماكن عديدة “تم الاستيلاء على الآليات والمواشي والمحاصيل الزراعية، وسرقة المنازل، وكتابة عبارات عنصرية ضد العرب على الجدران”، وأن “أغلب عمليات النزوح الجماعي حدثت قبل دخول قوات الحماية إلى هذه القرى بسبب التهديدات التي كانت تصلهم، وبسبب الأخبار المروعة عن الانتهاكات المرتكبة قبل فترة وجيزة في ريف الحسكة، لكن مع هذا فقد حدثت عمليات تهجير قسرية لعدد من القرى العربية والتركمانية تحت وطأة السلاح، حدث هذا في قرى العيساوية، عبدي كوي، الثورة، باب الهوى، الضبعة، المنكلّي، مدلج، وقره شرف، ووصل الأمر في قرية “زحلة” جنوب مدينة تل أبيض، والتي كانت فارغة من الرجال تماما، ولم يكن فيها إلا النساء والأطفال حيث هجّرتهم قوة مسلحة مكونة من سبعة عشر مسلحاً وخمس سيارات بطريقة مذلّة حيث أمشوهم حفاة إلى أن وصلوا قرية “بوز الخنزير” المجاورة”، وفق البيان.
وبحسب لجنة تقصي الحقائق، فقد “كان آخر عمليات التهجير القسري ما حدث في قرى حمام التركمان حيث هجّر أهلها بشكل كامل، والناس تتحدث أنها خطة عند قوات الحماية لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، وإقامة دولة كردية على هذه الأراضي”.
وطالب الائتلاف، في بيانه، الأمم المتحدة بإرسال “بعثة تحقيق دولية بشكل فوري لدخول مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها، والوقوف على حقيقة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحماية الشعبية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات”، كما طالب “بالسماح للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بالتجول في منطقة تل أبيض لنقل الصورة للعالم ليقف على حجم المأساة والضرر الذي لحق بالمدنيين العزّل، والسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية والطبية لتخفيف المعاناة التي تزداد يومياً في منطقة فقيرة جداً وتفتقر لأبسط مقومات الحياة”.
من جهته، قال ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف، حواس خليل إن لجنة تقصي الحقائق حصل من قبلها خرقين، الأول هو أن فكرة الائتلاف أن تكون لجنة التقصي مكونة من لجان أهلية، ومنظمات مجتمع مدني، فضلاً عن أعضاء في الائتلاف، وهو ما لم يحصل، حيث تشكلت اللجنة فقط من أعضاء في الائتلاف.
وأضاف خليل أن الخرق الثاني هو أن اللجنة لم تدخل، ولم تعاين الوضع عن قرب، مما يعني أن البيان لا يستند على حقائق موثقة وشهادات عينية.
وأشار خليل إلى أن الحديث الذي سمعوه من اللجنة شفهياً، يختلف عن الذي جاء في البيان، مشيراً إلى أن التقرير النهائي للجنة كان “سياسياً أكثر مما هو واقعي”.
وأكد حواس أن “الشعب السوري، ومؤسساته السياسية كلها تقف في وجه التهجير تحت أي مبرر يكن، ومن أي جهة يكن، دون أي استثناء”.
وتجدر الإشارة إلى أن عضو الائتلاف قاسم الخطيب كان قد دخل إلى مدينة تل أبيض بالتزامن مع وصول لجنة تقصي الحقائق إلى الحدود السورية، وذكر في حديثه مع “مدار اليوم”، أن “الاوضاع في تل أبيض ومحيطها تتجه نحو الاستقرار” نافياً “ملاحظة أية خروقات تمت من جانب التحالف العربي الكردي في قتاله مع مليشيات داعش”.
مدار اليوم