ايران تربط إبرام اتفاق برفع أميركا العقوبات

تحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، عن تحقيق «تقدّم كبير» في المفاوضات التي تجريها بلاده مع الدول الست المعنية بملفها النووي، لكنه ربط إبرام اتفاق نهائي برفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على طهران.

وفي خطوة لافتة، أرسل الرئيس الإيراني حسن روحاني مدير مكتبه محمد نهاونديان إلى فيينا، في «مهمة خاصة» للمشاركة في المفاوضات. جاء هذا القرار بعد ساعات على زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو طهران، ولقائه روحاني وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني. ولمّح أمانو إلى أن زيارته لم تحقّق اختراقاً في قضية «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني، إذ أشار إلى «حاجة لمزيد من العمل». لكن مسؤولاً إيرانياً أعلن أن بلاده والوكالة الذرية «توصلتا إلى اتفاق لوضع جدول زمني لتسوية المسائل العالقة». (للمزيد)

ظريف الذي التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في فيينا أمس، تحدث عن «تحقيق تقدّم كبير» في المفاوضات، مستدركاً: «لكن تبقى مسائل فنية وبنود يجري صوغها، بحاجة إلى إرادة سياسية من الطرف الآخر».

وأشاد الوزير الإيراني بنظيره الأميركي، قائلاً: «جون رجل واقعي». وزاد: «الصفقة ستنجح أو تفشل، عندما تقرّر الولايات المتحدة رفع العقوبات أو إبقائها». وشدد على أن إيران «اتخذت قراراً استراتيجياً بالتعامل مع الدول الست لتسوية الملف النووي».

في الوقت ذاته، ذكّر عباس عراقجي، نائب ظريف، الدول الست بوجوب «احترام خطوط حمر» وضعتها طهران، وتابع: «من دون ذلك، لن نتوصل إلى اتفاق» نووي.

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن عضو في الوفد النووي الإيراني إن «أي جزء من اتفاق نهائي» محتمل، لن يكون «سرياً»، مؤكداً نشر «كل الوثائق والملاحق»، لكي «يطلع عليها الجميع». وذكّر بنشر «أطراف مفاوضين تفسيراً خاصاً، بدل نصوص مُتفَق عليها». ويشير بذلك إلى نشر واشنطن «ورقة حقائق» بعد إبرام إيران والدول الست اتفاق لوزان في نيسان (أبريل) الماضي، اعتبرت طهران أنها تتضمن مغالطات.

وأفادت «إرنا» بأن نهاونديان توجّه إلى فيينا في «مهمة خاصة»، حيث سيُجري «مشاورات» مع الوفد الإيراني. أما وكالة «فارس» فأفادت بأن نهاونديان «سينضم إلى الوفد الإيراني لتزويده بالاستشارة». ونشر نهاونديان على تطبيق «إنستغرام» صورة لطائرة، وطلب من الإيرانيين الدعاء له.

وكان مسؤول إيراني بارز في فيينا قال إن بلاده ستنضم إلى البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وستطبقه موقتاً في بداية تنفيذ اتفاق محتمل، ثم يصادق عليه مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني. ويتيح البروتوكول الإضافي لخبراء الوكالة الذرية إجراء عمليات تفتيش مفاجئة لمنشآت نووية.

ورجّح المسؤول أن توافق طهران أيضاً على نظام لـ «دخول مُنظَّم» إلى مواقع عسكرية يقتصر على حماية أسرار عسكرية وصناعية مشروعة. وذكر أن إيران تتوقع «إلغاء» العقوبات الدولية الرئيسة المفروضة عليها، علماً أن الغرب يتحدث عن تجميدها.

ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي بارز قوله: «نقترب من النهاية. إما أن نتوصل إلى اتفاق وإما لا. الأمر ما زال صعباً جداً».
الحياة

Comments (0)
Add Comment