وجه الرئيس مسعود البارزاني رسالة الى الشعب الكوردي فيما يتعلق بالاحداث التي حصلت مؤخرا بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني وبين في رسالته أن قضية الشعب الكوردي العادلة هي فوق كل شيء ولن تحل المشاكل بالحروب والتشجيع عليها والشعارات التي تحفزها والتي لن تحل المشاكل واعتقد ان الحل الاحسن والتعاون الاكثر ايجابا لي ان يعود الجميع لطاولة الحوار واستمرار عملية السلام لان استمرار الحرب لها اضرار كبيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير كوردستان الحبيبة
فيما يتعلق بالاحداث التي حصلت مؤخرا بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني رأيت من الضروري أن اعلن عن موقفي الشخصي لانني سمعت العديد من التحليلات الشخصية المزاجية واحكاما مسبقة بعيدة عن الحقيقة
الكورد قومية مقسمة من دون ارادتهم و هذا تقسيم واقع مرير مفروض علينا .من اجل تغيير هذا الواقع سال دماء كثيرة و مازال الواقع كما هي من ناحية الجغرافية و الحدود الدولية كما هي و لكننا بالدم استطعنا ان نحافظ على هويتنا القومية.
منذ مئة عام قاتل الكورد وحاربوا ضد الظلم والاستبداد لم نستطع تغيير الواقع ولم يستطع اعداؤنا تدميرنا ومحونا لذا توصلت لقناعة مفادها ان الحرب لا مكاسب فيها ويجب علينا الاستفادة من كل فرص السلام وان نخطو نحوه.
بعد حرب الكويت واجهنا مصاعب كثيرة، لكننا شهدنا اقامة كيان معترف به دوليا واصبح املا لكل فرد كوردي فى كل مكان. وقد بذلنا انا شخصيا وحكومة الاقليم الكثير من الجهود لمساعدة اخواننا الكورد في كوردستان عامة بعيدا عن كل المزايدات. ولو نظرنا للواقع نرى بانه وقبل حكم حزب العدالة والتنمية كانت كل العلامات الدالة لاي شيء كوردي كان ممنوعا وكانت تسمية الكورد وكوردستان ممنوعة تماما واللغة الكوردية ممنوعة .حاولنا كثيرا لخلق ارضية لعملية السلام ، بعد ان اتضح لنا ان حزب العدالة والتنمية وشخص السيد اردوغان لهم توجه مختلف وسياسة جديدة تجاه الكورد تختلف عن السياسات السابقة للاحزاب التي حكمت تركيا وحاولنا ان يكون حزب العمال الكوردستاني وشخص السيد اوجلان مشاركين في المباحثات بشكل مباشر حيث كان يتعرض السيد اوجلان لكثير من الاهانات وكان لهذا الامر نتائج ايجابية وسارت في الطريق الصحيح مع انها وللاسف تعرضت لكثير من المعوقات الا انها وبعد التاكيد على التزام الدولة التركية والسيد اوجلان وحزب الشعوب الديمقراطية HDP كتب لها الاستمرار وكنا نتامل ان تخطو العملية هذه العقبات. و نحن كنا ابدينا استعدادنا لمساعدة الطرفين و الان نطلب مرة اخرى بدا عملية السلام لوصول الكورد لاهدافهم و احلال الامن و الاستقرار.
فيما يتعلق بموقف تركيا و حزب العمال الكوردستانى نحن لا نرسم سياسة تركيا و غير مسؤلين عن سياسة حزب العمال الكوردستانى. نحن نستطيع فقط ان نساعدهم لنقارب وجهات النظر و خلق فرص المحاورة .
للتأريخ اود ان اذكركم لقد شاهدنا مواقف و خطوات ايجابية من الحكومة تركية ، و لكن مع الاسف بعض الجهات لا يستوعبون و لاحظنا بانهم مصابون بالغرور.مرات عديدة طلبت من حزب العمال الكوردستاني ان يكونوا صبورين لان سلام عملية صعبة سينتصر بالصبر.اكدت لهم بان قتل الشرطيين لن يؤثر على تركيا و الان لديهم اكبر فرصة عن طريق التصويت في صناديق الانتخابات ،بالقلم و سياسة الحوار و النضال السلمي نستطيع ان نصل الى الاهداف و ليس عن طريق السلاح.
و الان نعتقد بأن الاتفاق بين حزب الشعوب الديموقراطية و حزب العدالة و التنمية لتشكيل حكومة جديدة سيكون مكسبا كبيرا للكورد و تركيا و المنطقة.
ومنذ البداية اكدنا على ان عدم الرجوع للسيد اوجلان وحزب الشعوب الديمقراطية حول مسالة وقف القتال خطوة خاطئة من قبل قيادة حزب العمال الكوردستاني لان ذلك سيحفز تركيا على عدم التعامل مع السيد اوجلان كطرف في الحوار وان يضع حزب الشعوب الديمقراطي في مازق سياسي وضغط برلماني كبير بعد الانتصار الكبير الذي حققه. هناك الان حرب كبيرة في المنطقة يجب ان يكون للتحالف الاقليمي فيها دورا كبيرا مع التحالف الدولي ونحن في غنى عن حروب وصراعات جانبية لا نتائج لها ويجب ان يعمل الجميع في المنطقة لتدمير ظاهرة داعش واسبابه ونتائجه وتاثيراته . ونعتقد ان الافاق التركي الاميركي لضرب داعش خطوة مهمة وسيكون لها نتائج وتاثيرات ايجابية كبيرة وان المشاركة العسكرية التركية في هذه الحرب سيكون لها نتائج كبيرة وحاسمة بالتعاون مع الولايات المتحدة ويجب علينا قراءة هذه النتائج بتمعن ودقة. انني قلق جدا من هذا الظرف الجديد وظهور رائحة البارود مرة اخرى ولا احب الحرب ابدا ولا افضلها ولم اؤيد ابدا اي ثانية من الحربومع الملاحظات الكثيرة حول سياسة حزب العمال الكوردستاني وبالاخص فيما يتعلق بتدخلهم في شؤون اقليم كوردستان واجزاء كوردستان الاخرى واستغلال واحتكار الساحة السياسية في غرب كوردستان الا انني ارى ان قضية الشعب الكوردي العادلة هي فوق كل شيء ولن تحل المشاكل بالحروب والتشجيع عليها والشعارات التي تحفزها والتي لن تحل المشاكل واعتقد ان الحل الاحسن والتعاون الاكثر ايجابا لي ان يعود الجميع لطاولة الحوار واستمرار عملية السلام لان استمرار الحرب لها اضرار كبيرة على الناس وسكان المناطق الحدودية لاقليم كوردستان. ولهم الحق ان يسالوا لم سيصبح اقليم كوردستان ساحة للحرب ولم تعكير الحياة والاستقرار؟ وختاما نؤكد ان العودة لعملية السلام و الحوار هو الحل الوحيد لكل المشاكل وسنبذل كل ما في وسعنا لعودة الحياة لعملية السلام ولنساعد في سيرها.
مسعود بارزاني
رئيس اقليم كوردستان
2015/7/26