أكد البيت الابيض على وحدة الاراضي العراقية رافضاً 100 الف توقيع جمع خلال حملة شارك فيها 100 الف شخص الاسبوع الماضي تأييداً لاستقلال كوردستان.
بدأت القصة بأكملها في تموز من العام الماضي 2014، قبل اسبوع من هجوم تنظيم داعش على اقليم كوردستان، والذي أدى الى تدخل التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد التنظيم، عندما بدأ شاب أمريكي يدعى جاناسن سكور بحملة جمع تواقيع يطالب فيها الرئيس الامريكي باراك اوباما تأييد استقلال كوردستان عن العراق.
وفي رده الرسمي على الحملة كتب البيت الابيض: “الرئيس ملزم بعراق ديمقراطي، فدرالي، موحد، كما جاء في الدستور”، وقال جاناسن سكور في هذا الخصوص: “هذه الاجابة كانت محبطة بالنسبة لحملة شارك فيها أكثر من 100 الف شخص، حيث كانوا ينتظرون ان تجري امريكا تغييراً على سياستها تجاه العراق”، مضيفاً: “لكن الاجابة ايضا كانت منتظرة”.
وأشار سكور الى تقسيم منطقة الشرق الاوسط من قبل الدول العظمى، قائلاً: “الولايات المتحدة لا زالت تؤيد عراقاً موحدا، هذه الحدود وضعت من قبل الدول الاوربية العظمى بعد الحرب العالمية الاولى، دون ان التفاتة الى الاختلاف الديني والقومي السائد في المنطقة”.
وكان رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني، قد تحدث عن اجراء استفتاء عام على استقلال كوردستان قبل ان يدق داعش ناقوس الحرب على قوات البيشمركة ويخوض معاركه ضدها، وفي زيارة له الى واشنطن قال البارزاني لقناة PBS الامريكية “ان هذه الحرب سببت بتأخير المشروع، لكن لازال المشروع له قيمته ولن نتنازل عنه”.
وقال رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان، فؤاد حسين، انه تم بحث ارادة الكورد على مشروع الاستقلال مع مسؤولين امريكيين.
ويقول احد الاساتذة من محافظة حلبجة “ان الولايات المتحدة لم تتذكر ما قدمه الكورد لها بعد حرب العراق عام 2003، حيث فتح الكورد أحضانهم للامريكان اكثر من ما فعل العرب، ورغم هذا كله الا ان امريكا صبت جل اهتمامها بالميليشيات ومسلحي الشيعة”.
واجهت كوردستان خلال السنوات الماضية الابادة الجماعية على يد النظام العراقي السابق، ومنها عمليات الانفال وقصف حلبجة بالاسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً.
ويقول احد طلاب الكورد في لندن، روا البرزنجي، “الم تكفي كل هذه المآسي ليحق للكورد ان يطلبوا الاستقلال!؟”
وتقول سارا كاروان، في احد المراكز الثقافية في السليمانية، “هذه الاجابة لا تبشر بالسعادة بالنسبة لنا ككورد، لكن برأيي هذا الوقت ليس مناسباً للاستقلال”، وتعتقد سارا ان العوامل الخارجية والداخلية لا تساعد على استقلال كوردستان، قائلة: “اريد الاستقلال كأي شخص اخر، العراق يتجه نحو انهيار تدريجي، لكن القرار الصائب هو ان ننتظر قليلاً لتحقيق حلمنا”.
لا زال سكور مصراً على استمرار ايصال مطالب الكورد، ويقول، “مع الاسف، اجابة البيت الابيض للحملة كانت موقفاً غير صحيحاً يبين خيانة مستمرة وسياسة خاطئة تجاه الكورد”.
رووداو