أكد حواس عكيد عضو حركة الاصلاح الكوردي في سوريا وممثل المجلس الوطني الكوردي في الائتلاف الوطني السوري في لقاء له مع موقع إيلاف حول علاقة اقليم كردستان مع اسرائيل أن بعض النشطاء والمثقفين كل فترة يرمون بهذه الورقة على المواقع الالكترونية، بينما أنفسهم يتناسون العلاقات الإسرائيلية العربية والاسرائيلية التركية والتي تأسست في آذار/مارس 1949 عندما أصبحت تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة (بعد إيران عام 1948)، حيث تعترف بدولة إسرائيل، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيس للسلاح لتركيا، وحققت حكومة البلدين تعاونًا مهمًا في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، الاستراتيجية، في 1958″.
نص اللقاء
دافع القيادي الكردي السوري، حواس خليل عكيد، عن كردستان العراق، وما قيل عن علاقة الإقليم بإسرائيل من خلال بيع النفط لتل أبيب، معتبرًا أن ترديد مثل هذه الأخبار وتناقلها هو محاولة لشرخ العلاقة بين العرب والكرد فقط.
مواقع الكترونية كانت نقلت عن الموقع البريطانيّ “فايننشال تايمز” أنّه في الأشهر الثلاثة الأخيرة منذ شهر أيار/مايو، وحتى بداية شهر آب/اغسطس، استوردت إسرائيل من الإقليم الكردي في شمال العراق 19 مليون برميل نفط. وتمثّل هذه الكمية 75% من إجمالي استهلاك النفط في إسرائيل.
وقال القيادي السوري، حواس عكيد لـ “إيلاف” إنه في الآونة الأخيرة راح بعض المواقع الالكترونية “ينشر خبر العلاقة بين اسرائيل واقليم كردستان العراق، وأن اسرائيل تعتمد بشكل رئيس على نفط اقليم كردستان علماً أن اسرائيل يعود تأسيسها الى عام 1947 أي أنها تستهلك النفط وتستورده منذ تأسيس ذلك الكيان من دول مختلفة والتي يتم التغافل عنها بينما يتم ذكر اقليم كردستان الذي لا يزال قيد التأسيس بأنه يصدر النفط الى اسرائيل”.
وأشار عكيد الى أنه على مدى السنوات الـ 25 الماضية، استوردت إسرائيل الوقود بكميات كبيرة من”أنغولا وكولومبيا والمكسيك وجمهورية مصر العربية والنرويج، وفي الآونة الأخيرة، تحولت إلى روسيا، وكازاخستان، وغيرها من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، حيث يُستورد النفط أيضًا بمعظمه إلى إسرائيل من بلاد كانت في الماضي تحت حكم الاتحاد السوفييتي، بواسطة أنبوب النفط باكو – تبليسي – جيهان (BTC) الذي يربط بحر قزوين مع البحر المتوسط ويمر عبر جورجيا وتركيا”.
ومن جانب آخر، أوضح عكيد أن العلاقة بين دولة قطر مع إسرائيل تعود الى توقيت ما بعد مؤتمر مدريد، وكان أول لقاء قطري إسرائيلي مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، وقتها شيمون بيريز بعد زيارته قطر عام 1996 وتم وقتها افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
وأضاف أن قطر صرّحت بالفعل بعلاقتها بإسرائيل في معاهدة التجارة الحرة الجات فهذه الاتفاقية لها شروطها ومنها انه لا توجد مقاطعة، وأكد أن العلاقات القطرية الإسرائيلية جيدة والعلاقات مع الولايات المتحدة ممتازة وإن كانت هناك اشكاليات في الرأي بين الطرفين.
ولفت الى أن “كل تلك العلاقات الرسمية والعلنية لبعض الدول العربية وايران وتركيا لا تثير أية حساسية لدى الكتاب والمثقفين الباحثين عن اية ثغرة للعمل على شرخ العلاقة التاريخية بين الكرد والعرب لغايات بأنفسهم”، مؤكداً “أنه إذا ما كان هنالك نوع من الحميمية بين اسرائيل وبعض دول المنطقة، فإن الاكراد هم في نهاية الطابور الذي يقوم بالعلاقة مع اسرائيل وليس وجهاً لوجه، انما من خلال وسيط من دول المنطقة وهي حالياً تركيا، لأن نفط اقليم كردستان يُضخ الى تركيا، وتركيا حرة في إرساله الى أية دولة أخرى في العالم ان كانت لخدمةً مصالحها الاقتصادية أم لخدمة دولة إسرائيل”.
أما بالنسبة إلى تأييد بعض الطلاب الكرد لإقامة العلاقات مع دولة اسرائيل، قال عكيد “إن هذا التأييد قد نلحظه لدى شرائح معينة في معظم الدول العربية، ومع ذلك ما من علاقات رسمية ومباشرة بين دولة اسرائيل واقليم كردستان على الرغم من انه ما من عداوة مباشرة بين الكرد ودولة اسرائيل على غرار العداوة التاريخية بين الدول العربية واسرائيل والتي رغم تلك العداوة يتمتع بعضها علناً بعلاقات اقتصادية متينة مع اسرائيل”.
وكان قد نقل موقع “المصدر” إعلان طلاب أكراد في العراق” أنّهم يؤيّدون إقامة العلاقات مع دولة إسرائيل حيث شارك مئات الطلاب الأكراد في مناسبة في جامعة كردستان وسُئلوا إذا كانوا يؤيّدون إقامة علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل، وأجاب معظمهم بالإيجاب. وقالت ممثّلة الجامعة في مقابلة أجريتْ معها: “ركّزت حجج الفريق الفائز على العلاقات التاريخية بين الشعب اليهودي والكردي. أنا أيضًا أعتقد أنّه يمكن أن تكون هناك علاقات مثمرة مع إسرائيل””.
ورأى المعارض الكردي في حديثه الى “إيلاف” أن “بعض النشطاء والمثقفين كل فترة يرمون بهذه الورقة على المواقع الالكترونية، بينما أنفسهم يتناسون العلاقات الإسرائيلية العربية والاسرائيلية التركية والتي تأسست في آذار/مارس 1949 عندما أصبحت تركيا ثاني أكبر بلد ذات أغلبية مسلمة (بعد إيران عام 1948)، حيث تعترف بدولة إسرائيل، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيس للسلاح لتركيا، وحققت حكومة البلدين تعاونًا مهمًا في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، الاستراتيجية، في 1958”.
وأضاف أنه “في 1986 عينت الحكومة التركية سفيراً كقائم بالأعمال في تل أبيب، وفي 1991، تبادلت الحكومتان السفراء، وفي فبراير وأغسطس 1996، وقعت حكومتا تركيا وإسرائيل اتفاقيات تعاون عسكري، وقد وقع رئيس الأركان التركي چڤيق بير Çevik Bir على تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات مشتركة، وهي تدريبات بحرية بدأت في يناير 1998، والعملية أورتشارد للقوات الجوية، كما يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية، وتشتري جمهورية تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة وكذلك تقوم إسرائيل بتحديث دبابات وطائرات تركية، ومنذ 1 كانون الثاني/يناير 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية، ولكن كل هذا يتم تناسيه من قبل أصحاب تلك الاقلام المغرضة”.
وأكد عكيد أن” ثمة حقيقة غائبة وحاضرة وهي أن إسرائيل تستورد النفط الإيراني والخليجي على نطاق واسع جداً رغم ادعاء ايران ودول عربية لعداوتهم مع اسرائيل في وسائل الاعلام، وذلك على الرغم من مقاطعة الاتصالات والتجارة مع إيران وغيرها حيث تحصل إسرائيل على النفط عبر شركات أوروبية وسيطة.” وفق تعبيره.
إيلاف