تستعدّ قوات البيشمركة للدخول إلى غربي كردستان بعد تلقيها تدريبات على أيدي أكاديميين في الكلية الحربية في إقليم كردستان، بهدف الانتشار في المدن الكردية المحاصرة من قبل تنظيم داعش، ما قد يقلب موازين القوى خاصة بعد اللقاء الثلاثي بين مسعود بارزاني وصالح مسلم والسفير الأمريكي، ومشاركة وفد سياسي كردستاني في مؤتمر PYD، الأمر الذي فسّره محللون سياسيون أن هناك اتفاق بين وزارة البيشمركة وقيادة وحدات حماية الشعب على دخول البيشمركة إلى غربي كردستان قريباً.
هذا ويتساءل الشعب الكردي في غربي كردستان حول كيفية دخول قوات البيشمركة إلى مناطق القتال، وهل المجلس الوطني الكردي قادر على تأمين متطلباتها بعد أن عدتها قوات تابعة له، وما إن ستنضم إلى وحدات حماية الشعب والقتال تحت رايتها، أو الانضمام للقوات التي ستدير المنطقة العازلة المعلنة في الأوساط السياسية والإعلامية، أم ستكون قوة ثانية، ولتوضيح كل ذلك التقت ” الكردية . نت ” بممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف الوطني السوري، والقيادي في حركة الإصلاح الكردي حواس خليل.
بدوره أوضح خليل أن موضوع كيفية دخول قوات البيشمركة إلى غربي كردستان لا يزال قيد البحث والتداول وغير معلن بشكل رسمي، وأنه لا يستبعد أن يتم ذلك بعد التوافق الإقليمي والدولي والتنسيق مع القوات الكردية هناك، وأن الولايات المتحدة باتت على خط المحاولات التي تبذل لعودة بيشمركة غربي كردستان إلى مناطقهم.
وقال خليل: “فيما يتعلق بنقاط القوة والضعف فإن مَن يمتلك حالياً القوة العسكرية في سوريا يستطيع أن يثبت حضوره في الميادين، بالتوازي مع تلك القوة، وربما كان أحد أهم عوامل عدم حفاظ المجلس الوطني الكردي على زخم النشاط الذي انطلق به هو غياب الجانب العسكري بالتوازي مع قوته الجماهيرية والسياسية”.
ورأى خليل أن فور عودة البيشمركة سيكون المجلس أكثر فعالية مما كان عليه في السابق، ومن المحتمل جداً أن يستعيد نشاطه في الداخل كما كان في بدايات تأسيسه، وأن نجاح المجلس في إدارة تلك القوات متعلق بمدى قدرته على إبقاء تلك القوات بعيدة عن الأجندات الحزبية، وخاصة عندما يكون تنسيقهم مع وحدات حماية الشعب وعملهم المشترك في خدمة المصالح العليا.
وأشار خليل أن متطلبات قوات البيشمركة متعلقة بوضع ميزانية خاصة بهم للاستمرار بمهامهم على أكمل وجه، وأنه سيتم التباحث مع كل الأطراف لإيجاد مصدر دائم لهم يضمن استمرارهم، ومن حق هذه القوات الاستفادة من الموارد النفطية وغيرها في المناطق الكردية، وأن الاتحاد الديمقراطي وحده لا يزال يستحوذ على تلك الموارد.
وفي ردّه حول ما إن ستنضم البيشمركة إلى وحدات حماية الشعب أم ستكون قوة ثانية أجاب خليل: “لا يزال التباحث بهذا الشأن جارياً، ولم تحسم الأمور بعد، وإن أهم ما يجب التركيز عليه هو وجود غرفة عمليات مشتركة، لأن وجود قوات عسكرية في منطقة ما بدون الانسجام والتنسيق التام ستكون النتائج وخيمة، ومستوى التنسيق مع وحدات حماية الشعب ستزداد كلما كانت الأهداف المشتركة أكثر، وخاصة موضوع مجابهة النظام بالتوازي مع محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش”.
وحيال إمكانية اقتراح الائتلاف السوري على قتال قوات بيشمركة غربي كردستان تحت راية الجيش الحر، وما إن سيقبل المجلس الكردي بذلك بيّن خليل: “إذا تم التوافق على ذلك بين مختلف القوى الفاعلة على الأرض ربما يتم القبول والانضمام، ولا سيما هناك لجنة مكلفة من الائتلاف السوري بإعادة تشكيل المجلس العسكري، وهي على تواصل بشكل مباشر مع قيادة المجلس الكردي والبيشمركة لأن يكونوا جزء من المجلس العسكري، وهذا الأمر يحتاج إلى موافقة المجلس”.
وأكد القيادي في حركة الإصلاح الكردي في سوريا أنه من الضروري العمل بين مختلف القوى السياسية والعسكرية ورسم خارطة طريق واضحة المعالم بين مختلف القوى عن سوريا المستقبل، لخوض المرحلة الانتقالية فيها، معتقداً “إذا توافقت كل الفصائل المقاتلة على الأرض وقررت التزامها بخارطة الطريق فإن قوات البيشمركة وحتى وحدات حماية الشعب لن يكون الاتفاق معهم عسيراً، بالعكس ربما نرى تلك القوات تعلن التزامها بمضمون خارطة الطريق قبل الكثير من القوات الفاعلة الأخرى على الأرض”.
ورأى أن أمريكا إلى الآن لم تفرض شروطها فرضاً حول إمكانية دعوة البيشمركة إلى الانضمام للقوات التي ستدير المنطقة العازلة، وأنها لا تزال تعمل جاهدة على جمع شمل تلك القوى الفاعلة على الأرض، وأنه إن لم تتعارض رغبة أمريكا مع استراتيجية تلك القوات فلن يكون الأمر مستحيلاً، ومطالبهم على الصعيد الوطني لا تزال متعلقة بمضمون الاتفاق الموجود بين المجلس الوطني الكردي والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إضافة إلى تحفّظ المجلس على شكل الدولة.
وفي ختام حواره قال ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف الوطني السوري، والقيادي في حركة الإصلاح الكردي حواس خليل: “إن تحرير أية منطقة من تنظيم داعش المتطرّف هو لصالح الثورة السورية، ولصالح جميع القوى الوطنية في سوريا، فتحرير جرابلس من تنظيم داعش على يد وحدات حماية الشعب في النهاية يخدم الثورة السورية عموماً، ولا تخوف من ذلك، فكما هو حال منطقة تل أبيض الآن سيكون الوضع عليه في منطقة جرابلس”.
الكردية.نت