أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الطيران الروسي قصف 86 «هدفاً ارهابياً» في سورية في الساعات الـ 24 الماضية ما يشكل رقماً قياسياً للضربات في يوم واحد منذ بدء التدخل العسكري الروسي، في وقت سقطت قذائف على السفارة الروسية في دمشق. وقتل وجرح عشرات بقصف على سوق شعبية شرق دمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «استشهد 12 شخصاً على الأقل بينهم طفلان اثنان وأصيب عشرات آخرون بجروح جراء غارت لطائرات حربية على مناطق في بلدة عين ترما بغوطة دمشق الشرقية»، مضيفاً: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود معلومات عن 3 شهداء آخرين على الأقل أحدهم مقاتل ووجود جرحى بحالات خطرة».
كما اغتال مسلحون مجهولون بطلقات نارية عدة قاضياً سابقاً في «القضاء الموحد بالغوطة الشرقية»، على الطريق الواصل بين بلدتي مسرابا وحمورية بالغوطة الشرقية، حيث كان قد ترك العمل القضائي منذ نحو شهرين مبرراً ذلك بـ «عدم استقلالية القضاء وشفافيته وتسلط البعض عليه وعدم ترك المجال لنزاهة القضاء»، بحسب «المرصد».
وكان الجنرال ايغور كوناشنكوف الناطق باسم الوزارة ان «القاذفات التكتيكية سوخوي-24 وطائرات سوخوي-24 ام وسوخوي-25 اس ام نفذت 88 طلعة جوية لضرب اهداف في محافظات الرقة وحماة وإدلب واللاذقية وحلب».
في دمشق، سقطت قذيفتان داخل حرم السفارة الروسية في دمشق اثناء بدء تجمع متظاهرين امامها دعماً لتدخل موسكو العسكري في سورية، وفق ما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» في المكان.
وقال المصدر ان قذيفتين سقطتا داخل حرم السفارة القائمة في حي المزرعة في العاصمة بفارق دقائق فيما كان نحو 300 شخص بصدد التجمع أمامها لبدء تظاهرة شكر لموسكو على تدخلها العسكري الى جانب قوات النظام في سورية.
وسقطت القذيفتان حين كان العشرات من المتظاهرين يرفعون الاعلام الروسية وصور الرئيس فلاديمير بوتين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «سقطت قذيفتان على اراضي السفارة، إحداهما بالقرب من ملعب رياضي والأخرى على سقف مبنى سكني»، مؤكداً عدم سقوط جرحى.
ووصف لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الرواندي لويس موشيكيوابو الحادث بأنه «اعتداء ارهابي»، مشيراً الى ان السلطات الروسية بالتعاون مع نظيرتها السورية «تحاول تحديد المسؤولين».
وعلى رغم حالة الرعب بين صفوف المتظاهرين جراء سقوط القذيفتين، اطلق عدد منهم هتافات مؤيدة لبوتين مرددين «بالروح بالدم نفديك يا بوتين» وأخرى مماثلة مؤيدة لروسيا والرئيس السوري بشار الأسد.
وافاد مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن بأن «القذائف أطلقت من مواقع الفصائل الاسلامية المتحصنة عند أطراف العاصمة».
ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف والمستمر منذ عام 2011 منعطفاً جديداً مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت انها تستهدف «المجموعات الارهابية»، في حين تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة.
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مقر السفارة الروسية لسقوط قذائف، إذ أعلنت وزارة الخارجية الروسية إطلاق قذائف على حرم سفارتها في 20 أيلول (سبتمبر). وفي أيار (مايو) قتل شخص بسقوط قذيفة هاون في مكان قريب. كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح عندما سقطت قذائف هاون ايضاً في حرم السفارة في نيسان (أبريل).
وأفاد «المرصد»: «نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارتين على الجهتين الشرقية والغربية من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، كما قصفت قوات النظام مناطق في قرية كنيسة نخلة بالريف الشرقي لجسر الشغور، من دون معلومات عن خسائر بشرية، فيما نفذت طائرات حربية، غارة على مناطق في قرية تل السلطان بالريف الشرقي لمدينة إدلب، ما أدى الى استشهاد رجل وإصابة آخرين بجروح».
وقال قائد عسكري في الجيش النظامي السوري الإثنين إن الجيش استعاد عدداً من القرى بشمال محافظة اللاذقية مدعوماً بضربات جوية روسية. وأضاف المسؤول العسكري إن الجيش استعاد السيطرة على قرى جب الاحمر وكفر دلبة وجورة البطيخ ورويسة خندق خامو وانه يواصل تقدمه ويستعيد السيطرة على الحدود الجنوبية الشرقية من قرية سلمى.
وكان الجيش السوري أعلن منذ أيام عن شن هجوم كبير على عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة مدعوماً بضربات جوية روسية.
في المقابل، قصفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة مناطق في قريتي غور العاصي وقبيبات العاصي بريف حمص الشمالي، والخاضعتين لسيطرة قوات النظام، فيما جددت قوات النظام قصفها مناطق في قرية الغنطو بريف حمص الشمالي وأنباء عن إصابات، كذلك تعرضت مناطق في مدينة تلبيسة لقصف من قبل قوات النظام، وسط فتحها نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة، ولم ترد حتى الآن معلومات عن خسائر بشرية.
وأوضح «المرصد» أمس انه «قتل عنصر من قوات النظام من مدينة جبلة في اشتباكات مع الفصائل الإسلامية بمدينة حلب، كما تدور اشتباكات في محيط منطقة سلمى في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى من دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن».
الى ذلك، قال الجيش التركي في بيان إن أنظمة صاروخية للدفاع الجوي مقرها سورية تعرضت لطائرات حربية تركية الاثنين، مضيفاً أن وحداته اتخذت «الرد اللازم» من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ومثل هذه الحوادث تقع يومياً تقريباً قرب حدود تركيا مع سورية الممتدة على 900 كيلومتر مما يزيد التوترات ويثير قلق حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يضم تركيا.
إغلاق مطار اللاذقية أمام السوريين
قال «المرصد» أن مطار حميميم أو ما يعرف بـ «مطار باسل الأسد الدولي»، أغلق من قبل سلطات النظام والقائمين عليه. وأكدت مصادر أن الجزء المستحدث من مطار حميميم يستخدم من قبل الطائرات الروسية في عمليات الإقلاع والهبوط التي تتوجه الطائرات منها، لقصف المناطق السورية، فيما يستخدم الجزء القديم من المطار من قبل القوات الإيرانية، التي تقوم بنقل الآلاف من عناصرها إلى المطار الواقع بمنطقة جبلة بريف اللاذقية للمشاركة في المعارك المستمرة منذ أيام بدعم من الطائرات الروسية في ريف حماة الشمالي الغربي وريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي وجبال اللاذقية.
على صعيد متصل، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 7 عدد عناصر «حزب الله» اللبناني الذين قتلوا في معارك بريف حماة الشمالي وأصيب أكثر من 20 آخرين منهم بجروح، ومن ضمن القتلى القيادي البارز في الحزب حسن حسين الحاج، الذي يعد ثاني أكبر شخصية قيادية في «حزب الله» تقتل في سورية بعد اغتيال القيادي البارز في «حزب الله» اللبناني عماد مغنية في شباط من العام 2008».
وكان «المرصد» أفاد في منتصف الشهر الماضي أن القوات الروسية «تعمل على إقامة مدرج طويل في منطقة مطار حميميم، بريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، قادر على استقبال طائرات كبيرة الحجم، فيما تمنع الجهات الروسية القائمة على إنشاء المدرج، أي جهة سورية مدنية أو عسكرية، من الدخول إلى منطقة المدرج». كما اشار الى أن السلطات الروسية «تعمل على توسيع مطار الحميدية الزراعي، الواقع في جنوب محافظة طرطوس، فيما شهد مطار حميميم، في الأسابيع الأخيرة، قدوم طائرات عسكرية محملة، بمعدات عسكرية إضافة الى مئات المستشارين العسكريين والخبراء والفنيين الروس».
الحياة