انتهت المباحثات الدولية حول سوريا، التي بدأت صباح الجمعة في فيينا، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، بنقاط توافق وخلاف أبرزها مصير “الأسد”، على أن يعقد اجتماع جديد خلال إسبوعين، في حين أقدمت إيران على مناورة سياسية عبر زعمها التأييد لمرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر في سوريا.
كيري: اتفقنا على أن تبقى سوريا موحدة
وأعلن وزيرا الخارجية الأميركي “جون كيري” والروسي “سيرغي لافروف” أنهما اتفقا على ضرورة التوصل إلى هدنة في كل أنحاء سوريا، وأن تخرج البلاد من الحرب كدولة علمانية موحدة.
وقال “كيري” لدى قراءته بيان فيينا، إن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على الإبقاء على سوريا موحدة، وأن المحادثات بين المعارضة ونظام الأسد يجب أن تقود لدستور وانتخابات ودولة علمانية.
وأضاف كيري: “اتفقنا على أن وحدة سوريا عنصر جوهري وبقاء مؤسسات سوريا”، رغم أنه أختلف مع نظيره الروسي حول ما إذا كان بشار الأسد يجب أن يتنحى على الفور أم لا.
وكشف عن استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وايران من جهة ثانية حول مستقبل الأسد، رغم أن كل الأطراف المشاركة في لقاء فيينا اتفقت على العمل من أجل حل سياسي للنزاع.
وأوضح إنه اتفق مع كل من لافروف وظريف على أن سوريا تحتاج إلى خيار آخر، وهذا يتطلب العمل مع كل الفصائل، ويجب إنهاء الاقتتال، وهذا هو مغزى الاجتماع رغم خلافاتنا،
وتابع الوزير الأمريكي “الرئيس أوباما أعلن تصعيد الحرب ضد داعش في شمال سوريا، حيث ستنسق مجموعة قوات خاصة محدودة العدد بين المعارضة السورية وقوات التحالف ضد داعش”، كما أنه “لا سبيل لمحاربة داعش خارج المرحلة الانتقالية السياسية”.
لافروف : لم نتفق على مصير الأسد
ومن جهته، قال وزير خارجية روسيا “سيرغي لافروف” بشأن المحادثات: “اتفقنا على محاربة داعش والجماعات الواردة في قائمة الأمم المتحدة”، مؤكداً “لم نتفق على مصير الأسد، فهذا شأن الشعب السوري”، حسب تعبيره.
من ناحيته، أكد وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” تمسك بلاده بكل شروط جنيف وضرورة رحيل الأسد.
خلال إسبوعين أو إسبوع.. جولة جديدة من المباحثات
بدوره وزير الخارجية الفرنسي “لوران فابيوس” قال “لقد تطرقنا الى كل المواضيع حتى الأكثر صعوبة منها، مضيفاً أن هناك نقاط خلاف لكننا تقدمنا بشكل كاف يتيح لنا الاجتماع مجدداً بالصيغة نفسها خلال إسبوعين”.
كلام الوزير الفرنسي سبقه تأكيد مسؤول أمريكي كبير أن جولة جديدة من المحادثات الدولية في فيينا الأسبوع المقبل.
كما أكد وزير الخارجية العراقي “إبراهيم الجعفري” الذي يشارك في المباحثات أن فيينا ستستضيف اجتماع متعدد الأطراف بشأن سوريا الإسبوع المقبل.
وأضاف الوزير العراقي أن محادثات يوم الجمعة حول حل الأزمة السورية أخفقت في الاتفاق على دور بشار الأسد في العملية السياسية.
مناورة إيرانية
إلى ذلك، قالت إيران أنها تفضل فترة انتقالية في سوريا، مدتها ستة أشهر، تعقبها انتخابات لتحديد مصير بشار الأسد.
أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد الإيراني في المحادثات بشأن سوريا قوله الجمعة “إيران لا تصر على بقاء الأسد في السلطة للأبد”.
وفسر مراقبون الخطوة الإيرانية بأنها تريد كسب ثقة الغرب، إلى جانب منح الأسد المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب ميدانية، وبالتالي رفع سقف الشروط عند التفاوض.
وقال مسؤول كبير من الشرق الأوسط مطلع على الموقف الإيراني إن الأمر قد يصل إلى حد الكف عن دعم الأسد بعد المرحلة الانتقالية.
وقال المسؤول لرويترز “المحادثات تدور كلها عن الحلول الوسط وإيران مستعدة للتوصل لحل وسط بقبول بقاء الأسد ستة اشهر”.
اورينت .نت