روسيا تقصف تدمر… و «داعش» يتراجع في الحسكة

شن الطيران الروسي أمس للمرة الأولى غارات على منطقة مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها «داعش»، وسط معارك بين التنظيم وقوات النظام السوري في ريف حمص المجاور، في وقت تراجع «داعش» أمام مقاتلين أكراد وعرب شرق سورية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا. وحض وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا على العمل للوصول إلى حل سياسي وعدم الاكتفاء بدعم الرئيس بشار الأسد، فيما لوحت طهران بالانسحاب من المفاوضات الدولية – الإقليمية حول سورية، مكررة انتقاداتها الدعم السعودي لنظام الأسد. وألمح قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري إلى احتمال «عدم تطابق» موقفي روسيا وإيران حول مصير الأسد.

وأعرب مجلس الوزراء السعودي عن أمله في أن يتوصل المشاركون في اجتماع فيينا خلال محادثاتهم المقبلة إلى اتفاق في الرؤى وتوحيد للصف والكلمة، بما يضمن لسورية مستقبلاً أفضل. واستعرض المجلس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال جلسته في الرياض أمس مستجدات الأحداث وتطوراتها في المنطقة ونتائج الاجتماعات والمشاورات الدولية في شأنها، واطلع في هذا السياق على البيان المشترك الصادر في فيينا حول إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية، الذي اتفقت عليه 17 دولة، وما تم التوصل إليه من تفاهم مشترك حول عدد من النقاط.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن مقاتلاتها دمرت «موقعاً دفاعياً» و «بطاريات مضادة للطائرات» للتنظيم في منطقة تدمر، وقالت إنها قصفت 237 هدفاً في اليومين الأخيرين، فيما أعلن الجيش الأميركي أن التحالف الذي تقوده أميركا شن عشر غارات على أهداف لـ «داعش» الأحد. وذكر أن غارتين استهدفتا مركبة وثلاثة من عناصر التنظيم قرب الرقة، في حين استهدفت الغارات الأخرى مقاتلين قرب الهول والحسكة، شرق سورية.

واستفادت «القوات السورية الديموقراطية» التي تضم عرباً وأكراداً من غارات التحالف الدولي في التقدم في ريف الحسكة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة الواقعة بين بلدتي تل حميس والهول بريف الحسكة الشرقي، وسط تقدم لقوات سورية الديموقراطية وسيطرتها على مناطق جديدة».

سياسياً، قال كيري خلال زيارته لـ «رابطة الدول المستقلة» في نص مقابلة صدر عن وزارة الخارجية الأميركية: «الأمر يتوقف فعلاً في شكل كبير على الاختيارات التي تقوم بها روسيا، سواء بالبحث عن حل سياسي أو الاكتفاء بدعم نظام الأسد. لو أن الأمر يتعلق فقط بالنظام… فهناك مشكلة».

في طهران، نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني، قوله أن بعض الدول لعب في اجتماع فيينا «دوراً سلبياً وغير بناء ولن تشارك إيران إن لم تكن المحادثات مثمرة» ونفى إرسال إيران أي قوات مقاتلة إلى سورية. لكنه قال «إنهم مستشارون عسكريون ذهبوا بناء على طلب النظام السوري لمحاربة الإرهاب… إيران عززت وجودها في سورية في الأسابيع الأخيرة». وقال جعفري: «جارتنا الشمالية (روسيا) تساعد في سورية، لكنها ليست سعيدة بالمقاومة الإسلامية. وفي أيّ حال، تقدّم المساعدات على أساس المصالح المشتركة، ولكن ليس واضحاً أن مواقف روسيا تتطابق مع (رأي) إيران في شأن الأسد». واعتبر أن «توحيد قلوب شعوب العراق وسورية وإيران يعني تشكيل الأمّة الواحدة، وهذا الأمر يمهّد لظهور الإمام المهدي».

إلى ذلك، أفادت صفحة موالية للنظام على موقع «فايسبوك» بأن «الاستخبارات الروسية رصدت احتمال أن تقوم طائرة من التحالف الدولي أو غيرها بالإغارة على قصر الشعب حيث يسكن الأسد، وتم تكليف سرب سوخوي 34 الجبارة بالإقلاع فوراً وإسقاط أي طائرة تقصف قصر الشعب من دون المراجعة».

الحياة

Comments (0)
Add Comment