يعيش تنظيم «داعش» وعناصره في قلق دائم وتحسب من الغارات الكثيفة الروسية والفرنسية، ويفرض تعتيماً إلكترونياً في الرقة ومناطق سيطرته ضمن سلسلة من الإجراءات الاستباقية، وسط تكثيف روسيا وفرنسا غاراتهما على معقله رداً على تبنيه تفجير طائرة روسية فوق سيناء واعتداءات في باريس. وبدأت واشنطن إجراء اتصالات مع فصائل معارضة للمشاركة في وفد المعارضة والتفاوض مع النظام وتشكيل حكومة انتقالية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بمقتل 33 إرهابياً على الأقل من التنظيم في الغارات الروسية والفرنسية التي استهدفت في 15 و16 و17 تشرين الثاني (نوفمبر) مقاره وحواجزه» في الرقة. وأشار إلى سقوط عشرات الجرحى. واستهدفت الغارات الفرنسية منذ مساء الأحد مخازن أسلحة وذخيرة ومعسكرات تدريب وتجنيد ومراكز قيادة، فضلاً عن حواجز لعناصر التنظيم الإرهابي، وفق باريس و «المرصد السوري» وناشطين.
واستبق «داعش» تكثيف الغارات ضده بإجراءات، وأفاد نشطاء معارضون بأنه «أغلق جميع مقاهي الإنترنت في الرقة للقيام بفحص أمني لأصحاب المحلات وأجهزة الإنترنت والكومبيوترات».
وأوضح «المرصد» أن التنظيم «أغلق 10 مقاهي إنترنت في الرقة مع احتمال إغلاق جميع المقاهي في المدينة ومناطق أخرى تحت سيطرته»، وذلك في «محاولة للتعتيم على نتائج الضربات التي تنفذها الطائرات الحربية على مناطق سيطرته».
وتجبر الإجراءات الأمنية المشددة في المدينة والغارات الكثيفة، السكان على البقاء في منازلهم. وقال نشطاء إن «داعش» منع المدنيين من مغادرة الرقة ومناطقه، وإن عناصره أتلفوا وثائق سفر لأشخاص لمنعهم من السفر. وأوضح أحدهم: «أصبحت الحياة المدنية في الرقة محاصرة ومقيدة بالحركة الضرورية فقط، فلا أحد يعلم موعد الغارة المقبلة بغض النظر عمّا إذا كانت روسية أو للتحالف أو النظام السوري».
وادعت «جبهة النصرة» إسقاط طائرتي استطلاع روسيتين في مطار أبو الظهور العسكري الذي يقع تحت سيطرتها في ريف إدلب، وفق تغريدات على موقع «تويتر». وأكد المرصد إسقاط الطائرتين لكنه لم يشر إلى من أسقطهما.
واتهمت منظمة «أطباء لحقوق الإنسان» الحكومة السورية بمهاجمة المستشفيات في حلب وتدمير نظام الرعاية الصحية في البلاد، مؤكدة أن 95 في المئة تقريباً من الأطباء إما فروا من المدينة أو اعتقلوا أو قتلوا. وذكرت أنها وثقت 10 هجمات جوية روسية على الأقل على مرافق طبية في الشهر الماضي، مؤكدة مقتل أحد أعضاء الطاقم الطبي في إحدى تلك الهجمات.
سياسياً، قالت مصادر إن واشنطن تختبر وبعض حلفائها إمكان ضم قادة فصائل إسلامية معارضة إلى خريطة الطريق المتفق عليها في الاجتماع الوزاري الأخير في فيينا، وسط تفعيل الجهود لعقد مؤتمر موسع للمعارضة السياسية يجري فيه الاتفاق على موقف سياسي ووفد موحد من ثلاثة قوائم أميركية وروسية وعربية تضم 80 مرشحاً بينهم نائب الرئيس السابق فاروق الشرع، للتفاوض مع ممثلي النظام قبل بداية العام المقبل وتشكيل حكومة لإطلاق عملية انتقالية تنتهي في انتخابات بإدارة تحت إشراف الأمم المتحدة بعد 18 شهراً.
وأعلن «داعش» في مجلة «دابق» أنه قتل رهينتين من الصين والنرويج وتضمنت المجلة صوراً لجثتي الرجلين وكتب عليهما عبارة «أعدما».
سياسياً، قال رئيس النمسا هاينز فيشر الأربعاء إثر اجتماعه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إن النمسا والأردن تعتبران أن «من السابق لأوانه» إشاعة الأمل بانتقال سياسي سريع في سورية كما فعل الثلثاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وقال رئيس النمسا لوكالة الأنباء النمساوية: «نحن على الدرب الصحيح لكن من السابق لأوانه تحديد آجال بشأن المدة اللازمة لتسوية المشكلات».
ة
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور روسيا الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في شأن الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب.
ويقدم المبعوث الخاص الى سورية ستيفان دي مستورا صباح اليوم إحاطة الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حول حصيلة اجتماعات فيينا في وقت يكثف جهوده لوضع إطار تشكيل بعثة دولية مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار في سورية، في حال اتفاق الأطراف المعنيين على ذلك.
الحياة