عزز تحرير سنجار من «داعش» الآمال في إمكان عزل جناحي التنظيم في سورية والعراق على امتداد الحدود، فباكتمال تحرير المنطقة في وقت قياسي لم يتجاوز 48 ساعة، وهي لا تبعد أكثر من 100 كلم عن الموصل والمسافة ذاتها تقريباً، عن منفذ ربيعة الحدودي الذي يربط المدينة بالحسكة والرقة، يكون التنظيم قد خسر أحد أبرز خطوط إمداده البرية التي استثمرها طوال الشهور الماضية في الدعم اللوجستي عبر الجبهات في البلدين لكنه لا ينهيها.
«داعش» لم يخسر، على ما يرى خبراء أمنيون، كل خطوط إمداداته، لكنه بات مضطراً إلى اتخاذ خطين جديدين لربط الأراضي التي يسيطر عليها: الأول يمتد من الموصل باتجاه البعاج جنوباً، وهي منطقة وعرة جغرافياً، ومن أهم مواقع التنظيمات المتطرفة طوال العقد الماضي، بالإضافة إلى كونها منطقة تهريب تقليدية بين العراق وسورية. إلا أن هذه الطريق الملتوية والصحراوية وغير المعبدة، لا تسمح إلا بنقل عربات صغيرة وتهريب مقاتلين، ولن تتمكن شاحنات النفط وخطوط التجارة، وقوافل الأسلحة الثقيلة من عبورها.
في المقابل، ما زال «داعش» يسيطر على معبر القائم الحدودي، في محافظة الأنبار، حيث الطرق الدولية معبدة، لكن الانتقال من الموصل إلى هذا المعبر رحلة طويلة، فضلاً عن طرقه غير النظامية في الصحراء غرب محافظة صلاح الدين وصولاً إلى ممر الحدود السورية. لكن المعبر ما زال يوفر للتنظيم حرية الحركة، ما استدعى محافظة الأنبار إلى العمل لإغلاقه. وقال الناطق باسم مجلس المحافظة عيد عماش في اتصال مع «الحياة»: «نحتاج إلى المزيد (من العمل) فالحدود مفتوحة مع سورية ويجب إغلاقها لمنع داعش من الحصول على الإمدادات التي يحتاجها».
لكن السيطرة على الحدود العراقية- السورية الشمالية، حيث محافظتا دهوك والموصل، خصوصاً مع إخضاع منطقة ربيعة وسنجار لسيطرة «البيشمركة»، أمر ممكن بسبب وجود مراكز حضرية قريبة، مقارنة بالسيطرة على نحو 350– 400 كيلومتر من الحدود الصحراوية في الأنبار، وهي تخلو من السكان عدا منطقة القائم (حصيبة) التي ترتبط بالبوكمال السورية في وحدة جغرافية وديموغرافية.
وقال مسؤول في الجيش العراقي إن «العمل على الحدود يجب أن لا يكون من الجانب العراقي فقط، فاستمرار وجود داعش في الجانب السوري يجعل السيطرة على تحركاته بين البلدين أمراً مستحيلاً». لكنه أكد أن تحرير سنجار ستصعّب على التنظيم مهمة النقل والاتصال وإدامة الزخم اللوجستي لمقاتليه في البلدين».
الحياة