موسكو تتشدد عشية لقاء بوتين وكيري

تمسكت موسكو بضرورة التوصل الى قائمة موحدة لـ «التنظيمات الإرهابية» قبل عقد الاجتماع الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية»، وتشددت عشية اللقاء المرتقب بين الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم بعد مشاركته (كيري) مساء أمس في اجتماع تنسيقي لعشرة وزراء لـ «أصدقاء سورية» في باريس، في وقت استعادت القوات النظامية السورية مناطق شرق دمشق كانت خسرتها قبل ثلاث سنوات، بالتزامن مع مقتل عشرات الميلشيات الإيرانية في جنوب حلب.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها إن وزير الخارجية سيرغي لافروف وكيري اتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة وضع قائمة بـ «الجماعات الإرهابية الإسلامية»، وأنه «ينبغي تنفيذ القرارات السابقة بخصوص سورية قبل عقد اجتماع جديد لحل الأزمة السورية».

وتسعى واشنطن لعقد الاجتماع الوزاري في نيويورك في 17 الجاري على أن يعقبه في اليوم إصدار قرار دولي يتعلق بسورية خلال ترؤس أميركا مجلس الأمن، الأمر الذي ترفضه روسيا إلى الآن. وأعربت موسكو عن أمل في أن يقدم كيري «التوضيحات الضرورية حول مواقف واشنطن من الأزمة السورية».

ويجري كيري صباح اليوم جلسة محادثات مع لافروف ينتظر أن ينتقل الوزيران إلى لقاء مع بوتين. ورجحت مصادر ديبلوماسية أن تكون المناقشات حاسمة لجهة محاولة تقريب وجهات النظر لترتيب المؤتمر الوزاري حول سورية ومناقشة نتائج مؤتمر الرياض التي تحفظت عليها موسكو. واستبقت الخارجية الروسية المحادثات بإعلان «الأسف كون واشنطن غير مستعدة لتنسيق شامل مع العسكريين الروس في محاربة داعش». ودعت الجانب الأميركي إلى «الكف عن تقسيم الإرهابيين إلى أخيار وأشرار»، في إشارة مباشرة الى الفصائل المسلحة التي حضرت مؤتمر الرياض.

وقالت الوزارة في بيان إن البلدين «وقعا مذكرة تفاهم حول ضمان أمن تحليقات الطيران الحربي في أجواء سورية، لكن واشنطن التي أخذت على عاتقها المسؤولية عن تصرفات طائرات التحالف الدولي، فشلت في الوفاء بمسؤوليتها، ما أسفر عن حادثة إسقاط قاذفة «سوخوي-24» الروسية من قبل سلاح الجو التركي». وأكدت أن الجانب الروسي مستعد للتعاون البناء مع واشنطن، لكن مثل هذا التعاون ممكن فقط على أساس مبادئ التكافؤ والاحترام المتبادل.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «سلاح الجو الروسي يدعم بوسائل عدة أكثر من 5 آلاف مقاتل من الجيش الحر يحاربون الإرهاب بجانب الجيش الحكومي». وقال الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان، إن الطيران الروسي يشن يومياً بين 30 و40 غارة في «دعم مواقع مجموعات تابعة للجيش الحر تنخرط في مكافحة الإرهاب، وتتقدم حالياً في محافظات حمص وحماة وحلب والرقة، كما تُقدم روسيا إليها مساعدات بالأسلحة والذخيرة والعتاد».

ميدانياً، استعادت القوات النظامية السيطرة على بلدة مرج السلطان ذات الموقع الاستراتيجي شرق دمشق، بعد ثلاث سنوات من سيطرة الفصائل المقاتلة عليها، وفق ما أكد مصدر عسكري سوري. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «يعمل عناصر الجيش النظامي وحزب الله على السيطرة بشكل كامل على البلدة»، موضحاً في الوقت ذاته أن «أغلبية المقاتلين المعارضين قد انسحبوا».

في الشمال، نقلت شبكة «الدرر الشامية» عن مصادر «جبهة النصرة» تأكيدها «مقتلَ أكثر من 80 عنصراً تابعين للميليشيات الشيعية العراقية والإيرانية في معارك ريف حلب الجنوبي»، فيما قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 14 عدد عناصر حزب الله اللبناني الذين قتلوا خلال اليومين الماضيين في اشتباكات مع الفصائل المعارضة في ريف حلب الجنوبي».

وفي واشنطن قال الرئيس باراك اوباما ان الولايات المتحدة وحلفاءها يضربون تنظيم «داعش»، «بقوة اشد من اي وقت مضى». وأشار الى انه طلب من وزير الدفاع أشتون كارتر السفر الى الشرق الأوسط للحصول على مزيد من المساهمات العسكرية.

الحياة

Comments (0)
Add Comment