يعقد مسؤولون أميركيون وروس اجتماعات في جنيف في اليومين المقبلين تمهيداً لتوجيه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا الدعوات إلى ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لعقد المفاوضات في جنيف في ٢٥ كانون الثاني (يناير) الجاري من دون أي شروط مسبقة، في وقت أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعم جهود إيجاد «حل سياسي». واستعادت المعارضة من «داعش» قريتين في ريف حلب قرب حدود تركيا، فيما ارتفع إلى حوالى ٩٠ عدد قتلى الغارات الروسية على ريف ادلب. (للمزيد)
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) إن ظريف وجه خلال لقائه دي ميستورا في طهران أمس انتقادات إلى السعودية وأنه ربط التصعيد الأخير بـ «التأثير في حل الأزمة السورية». وأشارت إلى أن المبعوث الدولي «قدم لائحة بأسماء المعارضين السوريين الذين يشاركون في الاجتماع مع الحكومة السورية»، موضحاً «الآلية التي اعتمدها للحوار بناء على النتائج الأولية وأنه سيتم الأخذ بالنظر التنوع الاجتماعي والسياسي والقومي والمذهبي في اختيار لائحة المعارضين الذين يلتقون مندوبي الحكومة السورية في جنيف».
وكانت مصادر إيرانية أبلغت «الحياة» أن محادثات دي ميستورا ستتناول أيضاً «موضوع قوائم الجماعات الإرهابية التي هي عقبة أساسية في المسار السياسي بخاصة أن روسيا تعترض على تلك القوائم». ورأت أن الحكومة السورية «تريد معرفة الأطراف التي ستجلس أمامها من المعارضة».
في المقابل، قالت مصادر غربية لـ «الحياة» إن مسؤولين روساً وأميركيين سيجتمعون قريباً لتمهيد الأرضية لعقد مفاوضات جنيف وأن دي ميستورا «يراهن على قيام كل من واشنطن وموسكو بالضغط على حليفها السوري للذهاب إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة» سواء طلب الهيئة العليا للتفاوض برئاسة رياض حجاب بإجراءات «حسن نية» مثل وقف القصف وإدخال مساعدات إلى مناطق محاصرة بينها مضايا التي يمكن أن تدخل قوافل المساعدات إليها اليوم بالتزامن مع نقاش غير رسمي للموضوع في مجلس الأمن أو بالنسبة إلى طلب الحكومة الاطلاع على قائمة وفد المعارضة ورفض وجود ممثلين للفصائل المقاتلة.
ومن المقرر أن يبدأ ٢٩ معارضاً دورة تدريبية على التفاوض والديبلوماسية في الرياض اليوم، بإشراف أميركيين وغربيين. ويبدأ حجاب من باريس اليوم جولة في دول غربية تشمل لقاءات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية الألماني فرانك – فالتر شتاينماير ومسؤولة الشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي فريدركا مورغيني ومسؤولين إماراتيين.
ميدانياً، قال موقع «كلنا شركاء» المعارض أمس أن «كتائب الثوار استعادوا أمس قريتي قرة كوبر والخربة في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر داعش»، في حين أشارت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة إلى دعم مدفعي تركي للفصائل وبينها «فيلق الشام» و «السلطان مراد».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «جبهة النصرة» أخلت «مقر راديو فرش في بلدة كفرنبل في ريف ادلب بعدما اقتحم مسلحون ملثمون تبين أنهم ينتمون إليها صباح اليوم (أمس) مقر الإذاعة وصادروا حواسيب وأموال ومعدات واعتقالهم رائد الفارس مدير الإذاعة والناشط هادي العبد الله». وقالت مصادر مقربة من عاملين في الإذاعة، أن سبب الاعتقال هو «إذاعة أغان تخالف الشريعة الإسلامية وكتابة شعارات مسيئة للإسلام»، وأن هادي العبد الله اعتقل لأنه كان كفيلاً لرائد الفراس في أوقات سابقة، بـ «عدم نشر أي مواد تخالف الشريعة الإسلامية».
ورائد الفارس من مدينة كفرنبل المعروفة بلافتاتها ونشاطاتها المدنية وانتقد أكثر من مرة ممارسات «جبهة النصرة»، في حين أن الناشط هادي العبد الله كان بين صحافيين أجروا حواراً مع القائد العام لـ «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني الشهر الماضي. وأفاد «المرصد» أمس بارتفاع قتلى الغارات الروسية على ريف ادلب أول من أمس، إلى حوالى 90 كان بينهم 81 قتيلاً في معرة النعمان.
الحياة