تسعى الأمم المتحدة جاهدة للإبقاء على محادثات السلام السورية في حين تحاول دمشق فرض مكاسبها على المعارضين وقالت روسيا حليفتها إن غاراتها الجوية ستستمر إلى أن يهزم “الإرهابيون”.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا البدء الرسمي لمحادثات السلام السورية يوم الاثنين في أول محاولة منذ عامين لإنهاء الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص وتسببت في أزمة لاجئين في المنطقة وفي أوروبا وأعطت نفوذا لتنظيم الدولة الإسلامية.
لكن ممثلي كل من المعارضة والحكومة يقولون منذ ذلك الحين إن المحادثات لم تبدأ فعليا في حين استمر القتال على الأرض بلا هوادة.
وأقر دي ميستورا بأن انهيار محادثات جنيف أمر وارد دائما.
وقال لتلفزيون آر.تي.إس السويسري “إذا حدث إخفاق هذه المرة بعد محاولتين سابقتين في جنيف فلن يكون هناك أي أمل لسوريا. يجب أن نحاول بكل ما في الكلمة من معنى ضمان عدم حدوث إخفاق.”
وألغت المعارضة اجتماعا مع دي ميستورا بعد ظهر يوم الثلاثاء وأصدرت بيانا نددت فيه بتسريع حملة القصف العسكرية التي تقوم بها الحكومة السورية وروسيا على حلب وحمص وقالت إنها تهدد العملية السياسية.
ووصفت المعارضة الهجوم على شمال حلب بأنه الأشد حتى الآن. وقال أحد قادة المعارضة إن قوات الحكومة والفصائل المتحالفة معها يمكن أن تحاصر تماما المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب المقسمة وناشد الدول التي تدعم المعارضة إرسال المزيد من الأسلحة.
وقال دبلوماسي غربي بارز “كيف تقبل الدخول في مفاوضات وأنت تحت ضغط عسكري غير مسبوق. روسيا والنظام يريدان إخراج المعارضة من جنيف لتتحمل هي مسؤولية الفشل.”
ورغم مطالبة الولايات المتحدة وحلفائها موسكو بوقف القصف خلال المحادثات قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده لا تعتزم إنهاء حملتها.
وقال خلال مؤتمر صحفي في العاصمة العمانية مسقط “الضربات الروسية لن تتوقف إلى أن نهزم فعليا التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة. لا أرى سببا لوقف هذه الضربات الجوية.”
* وقف لإطلاق النار “غير واقعي”
قال دبلوماسيون وأعضاء في المعارضة إنهم فوجئوا كذلك عندما دعا دي ميستورا إلى بذل جهود فورية لبدء مفاوضات على وقف إطلاق النار على الرغم من عدم وجود محادثات رسمية وعدم اتخاذ الحكومة السورية أي بادرة تنم عن حسن النوايا.
وقالت المعارضة إنها لن تتفاوض ما لم توقف الحكومة قصف المناطق المدنية وترفع الحصار عن المناطق المحاصرة وتطلق سراح المعتقلين.
وقال دي ميستورا لإذاعة (بي.بي.سي) يوم الثلاثاء “درجة الثقة بين الطرفين تقارب الصفر.”
وأضاف “وقف إطلاق النار أمر ضروري بالنسبة لي. فهو في الواقع الاختبار الذي سيظهر أن المحادثات ناجحة.” وحث روسيا والولايات المتحدة على العمل مع قوى كبرى أخرى لتحقيق ذلك.
وقالت المعارضة إنها ستستأنف الاجتماعات مع دي ميستورا يوم الأربعاء. ومن المقرر أن يصل رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض إلى جنيف يوم الأربعاء. ويصف دبلوماسيون حجاب بأنه شخصية قادرة على توحيد المعارضة المتشرذمة.
وحث دي ميستورا يوم الاثنين مجموعة دعم سوريا التي تضم قوى كبرى منها من يساند الرئيس بشار الأسد ومنها من يعارضه على التعامل مع مسألة وقف إطلاق النار فورا. ومن المقرر أن تجتمع المجموعة في ميونيخ يوم 11 فبراير شباط.
وقال نذير الحكيم أحد أعضاء وفد المعارضة إن أي وقف عام لإطلاق النار في ظل الظروف الراهنة لن يكون واقعيا.
وقال لافروف “فيما يتعلق بوقف إطلاق النار لدينا أفكار عملية وتحدثنا مع الأمريكيين الذين يرأسون مجموعة دعم سوريا ونتطلع لمناقشة هذه الأفكار خلال الاجتماع يوم 11 فبراير.”
والهجوم الذي بدأ شمالي حلب في الأيام القليلة الماضية هو أول هجوم كبير للقوات الحكومية في المنطقة منذ بدء الغارات الجوية الروسية يوم 30 سبتمبر أيلول.
والمنطقة مهمة بالنسبة للطرفين. فهي تحمي طريق إمدادات للمعارضين من تركيا إلى أجزاء من المدينة تسيطر عليها المعارضة وتقع بين أجزاء تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب وبين بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين لدمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات مقاتلة روسية وسورية نفذت عشرات الغارات الجوية على بلدتي حيان وحريتان اللتين تسيطر عليهما المعارضة بشمال حلب يوم الأربعاء.
وقال مصدر موال للحكومة في المنطقة إن الجيش وحلفاءه على بعد كيلومترين من نبل والزهراء اللتين تحاصرهما قوات المعارضة منذ نحو ثلاث سنوات.
وقال محمد علوش المفاوض المعارض البارز الذي يمثل جيش الشام وهو فصيل معارض كبير إنه غير متفائل نظرا لما يجري على الأرض. وأضاف أن رد جيش الشام سيأتي خلال يومين
رويترز