وليد حاج عبد القادر
بات مؤكدا بأن الطرح الفيدرالي أصبح من أقوى الخيارات المرشحة لحل الأزمة السورية ، كحل اشكالي ستتم المأسسة عليها لإيجاد أرضية تستند عليها كمشاريع لتسويات عديدة ولتبرز كأوراق عمل واستخلاصات من مراكز أبحاث ودراسات استراتيجية كما وتوصيات دولية متعددة والتي استخلصت / غالبيتها / على استحالة العودة بسوريا الى ما قبل عام 2011 كنتاج للنزف العنيف وتغلغلها في العمق البيني للمجتمع السوري وبات مستحيلا هيمنة طرف واحد بالسلطة والنفوذ بعد كل هذه الأحداث وبالتالي مالات الحسم العسكري ودحر داعش في كل من سوريا والعراق ، لذا فقد ازدادت حزمة الحلول المطروحة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة لعوامل عديدة و اهمها السعي للحد من الهجرة الجماعية صوب اوروبا ، وقد تقاطعت غالبية الطروحات / سوى النظام وحلفائه / في موضوعة الفدرالية ولكن بحاملية جينية مختلفة ومتناقضة ، و بدت روسيا كأكثر من عراب لها ، ولكن !! وفق نمطها من الإدارة اللامركزية على طريقة / ملحقاتها / او ما يمكن تسميتها بمقاطعات او ادارات مناطق ذاتية وهذا الطرح مورس كنوع من الاستفزاز للمعارضة تحت سيف التقسيم والفدراليات او الإتفاق مع النظام بالرغم من خلو الطرح الروسي من أية تحديدات جغرافية تعطي نمطا للأقلمة وخلطها المتعمد بربطها بحلول اجتماعية / ادارية مقترحة تحتفظ بالقبضة المركزية المهيمنة وفي الغاء صريح للأبعاد / القومية !! / سوى وايضا المهيمنة بالرغم من ضجيج اعلامها كنوع من البروباغندا غير المجدية في حين تسرب هي وعبر قنواتها إن للنظام وحلفائها والمجموعات العاملة في نطاقيتها بأن الطرح لا يتجاوز مفهوم الإدارات المحلية لتخفيف الضغط الروتيني الوظيفي على المركز لا أكثر . وهناك مقاربات أخرى مطروحة لمفهوم الفدرلة ترتقي لتحاكي الطرح الأكثري / وأعني بها السنة / وفي سعي لضمان حقوق الطوائف والأعراق الأخرى كي لا ترتبط بتحديدات دينية / مذهبية ، وهذه تنطلق مرتكزة على قاعدة وحدة الأراضي السورية وتبررها / حتى لا تقسم سوريا / وهذا الطرح متقدم على الطرح الروسي / إلا أنه يسقط أيضا مفهوم الأقلمة الجغرافية وإن كانت تستند على خطوط الهدنة / التماس / والتي تموضعت أو ستتموضع مع وقف اطلاق النار من جهة والمتحولة بسبب خرقها المستمر . وكل هذا لا يعني عدم وجود توجهات صريحة بإيجاد / تحديد الأقلمة وببعدها الجغرافي وذلك كنوع من الضمان المستقبلي فيما إذا فشلت محاولات الحفاظ على أية تشكيلة سوريا مؤطرة وتستطيع الإستمرارية ومن هنا برزت مساعي النظام وحلفائها بالتمكين الجغرافي والتوسيع وان اقتضى الأمر بالسعي الممنهج للطرد والتغيير الديموغرافي ، ويقاربها في المسعى المناطقي وبتبعيات أخف عن عنجهية النظام / يتواتر موضوعة كوردستان سوريا وجبل الدروز وبالتالي مناطق الانتشار / السني / ، وباختصار شديد : فأن المشاريع المطروحة تتمحور حول فدرالية مبهمة كما المواطنة / الكاملة / او المواطنة / الديمقراطية / المبهمتان ايضا ، أن كل الحلول المقترحة لا تسعى لإيجاد نمط حل يتمأسس عليه حسم استراتيجي وبتفكيك ممنهج لبؤر التصادم المستمر بقدر ما يتم تحميلها / للطروحات / جينات فشلها ، ويبدو جليا أن بعضا من الطروحات اشتغل عليها مؤيدوها طويلا ممأسسين لقاعدة الإستمرار والتمدد بسرعة مذهلة وهذا ما يتلمس حتى من مجريات عملياتها الحربية في المناطق المتاخمة ، وهنا وعود على بدء !! وفي واقع الحركة السياسية الكوردية ونطاقيات الفدرلة السورية ، نرى أنها تتماوه في حلقيات التوجهين الرئيسيين في الحركة السياسية الكوردستانية ، فالإتجاه القومي الكوردستاني يطرح بوضوح وشفافية على قاعدة الإنتماء لوطن كوردستاني قسم والحق بأربعة دول وهذه الملحقات بشعبها لها كامل الحق في تقرير مصيرها وفق خصوصية كل جزء ومرتكزة وبصلابة على الإقرار الجغرافي وبالتالي الدستوري بها وبالشعب الكوردي وقد فرض هذا التوجه تصوراته على أطر هامة من المعارضة السورية و كوثيقة موقعة بالرغم من جعجعة بعض الأصوات هنا وهناك ، أما المحور الثاني والعقائدي والتي تلتجئ دائما الى تقيات مبهمة لابل وسيمياء ترف فضفاض من الشعاراتية المتناقضة حتى مع الذات ، فهي تعتبر اي مس بالخرائط والسعي نحو / التجزيء على الهدي القومي / نوعا من الاستعمار الجديد ، وبالتالي ترفض الأقلمة القومية والمؤطرة جغرافيا تحت يافطة أخوة الشعوب ومن هنا كان سعيهم ولم يزل في انشاء كانتونات وان اقتضى ذلك تفتيت الموحد اصلا / مجريات كوردستان تركيا مؤخرا والتقسيم الكانتوني لآمد . بوطان . نصيبين .. / وكنفي تام للبعد الأساس والتي انطلقت لأجلها ثورتهم وسقط عشرات الآلاف من الشهداء في سبيل ذلك / سرخبون / . وتحت يافطة أخوة الشعوب وللحد من الصراعات / !! / البينية /!! / أضف الى ذلك تلاقح البعد السوري فيرتد عليهم اتهامهم لأطراف كوردية أخرى بالغرق في السورنة ؟! الكاملة وبمطلقية ديمقراطية مزعومة لا تستطيع هي ان تصدق ذاتها !! .. وخلاصة القول فأن المالات تتجه نحو فدرلة سوريا والطرح الروسي الذي يصفق له النظام وايران ويتناغم معها محور سوريا الديمقراطية لا تخرج مطلقا من الضبابية والغموض الممارسة من قبل روسيا ذاتها مع القوقاز وداغستان وغيرها ..والمتناقضة مع المواقف الدولية الأخرى وهنا يجب التذكير بأن الفدرلة لن تكون سوى مرحلة انتقالية ستسعى الى فكفكة واعادة صياغة جديدة ستمهد الى ترتيبات اوسع مثل الحدود كواحدة من القضايا المتعلقة ، وهذه واحدة من معضلات العقائدية الكوردية والتي تجاهر بعدائيتها لهكذا طرح / أقله كورديا فتحارب هذا التوجه بعنف / ، وهنا وامام هذا المنعطف التاريخي المهم يبرز بوضوح أهمية السعي لدفع الحركة القومية الكوردية لتقوم بمهامها التاريخية والعودة الى توافقاتها البينية / هولير 1 و 2 … دهوك / وايجاد صيغة تمثلية كوردية حقيقية ، أو أقله رؤية كوردية واضحة وان كانت على ارضية الخلاف في قضايا أخرى تفرض وبصريح العبارة مفهوم إقليم كوردستان سوريا الفدرالي على قاعدة الشعب والأرض ضمن التشكل السوري الفيدرالي ، و هنا يتوجب على الجميع استيعاب فهم نداء رئاسة اقليم كوردستان العراق ودعمها الصريح لفكرة النظام الفيدرالي في سوريا وبالتالي دعوته للقوى السياسية في كوردستان سوريا بالعمل على وحدة موقفها ، وبكلمة أخيرة : إن إضاعة هذه الفرصة التاريخية على أرضية التمحور الإقليمي والإنجراف معها على حساب التيار القومي الكوردستاني لن تكون سوى طلاقا بائنا لها من محورية النضال القومي وبالتالي الإنخراط الكلي في متاهات الترف العقائدي على حساب القضية القومية الكوردستانية وفي احلك ظرف ومنعطف تاريخي هام ومتغير لا محالة .