منتدى الإصلاح والتغيير بمدينة القامشلي يعقد ندوة حوارية حول انتفاضة 12 آذار والتعاطي الوطني معها

بحضور نخبة من السياسيين والمثقفين اللسوريين وعدد الشخصيات الاجتماعية وممثلين عن الفعاليات المدنية ومن مختلف مكونات منطقة القامشلي استضاف منتدى الإصلاح والتغيير الأستاذ محمد اسماعيل (المسؤول الاداري للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا) في محاضرة بعنوان “أنتفاضة 12 آذار والتعاطي الوطني معها ” تطرق فيها الى عدة نقاط أهمها:

– اندلاع الانتفاضة ومظاهرها

-التعاطي الوطني والكردستاني مع الحدث

– لماذا لم تتحول انتفاضة قامشلو الى ثورة وطنية عارمة كما حدث في درعا عام 2011

– هل كانت الانتفاضة دافعاً محفزاً للكرد للمشاركة في الثورة السورية الحالية

وتلت المحاضرة جلسة نقاش مفتوح  حول المحاور الرئيسية  للمحاضرة والرد على استفسارات الحضور

أدار اللقاء أ. كاظم خليفة (عضو إدارة منتدى الإصلاح والتغيير)

النص الكامل للمحاضرة

النظام الانتفاضة الحركة الكوردية

1-النظام:

ما حدث في 12 آذار 2004 بلا شك كانت ضربة استباقية من قبل النظام الدكتاتوري الدموي للشعب الكوردي و الحركة الكوردية خاصة بعد سقوط نظام صدام المجرم و انهيار حزب البعث في العراق للاستفادة من المشاعر العنصرية لدى العرب و تأليبهم ضد الكورد و لخلق عداوة تاريخية بين الكورد و العرب لكي يتعذر بناء علاقة سليمة بينهم لأنها ليست في صالح النظام, و ايضا للإظهار الكورد على انهم انفصاليون و متمردون ضد العرب و القومية العربية و تجلى ذلك بوضوح في ممارسة النظام للعنف والقسوة المفرطة تجاه الكورد في الانتفاضة سواء في معاملتهم للمعتقلين و المحتجزين و بشكل كيفي و على اوسع نطاق شمل كل من يتكلم بالكوردية بدون تمييز و استشهاد الشباب الكورد تحت التعذيب, اضافة الى المعاملة السيئة و العدائية تجاه الجرحى و عدم معالجتهم في مشافي الدولة بل محاولة قتل من وقعوا في قبضتهم, حيث تم تداوي الجرحة في البيوت و بعض المشافي الخاصة بمساعدة كوردية صرفة و اطباء كورد. وقتل العديد من الشباب الكرد في الخدمة الالزامية , كما اظهر النظام عداوة للحركة السياسية الكوردية و حظر انشطة الاحزاب و تهديد القيادات الكوردية بعدم ممارسة العمل السياسي, و عمل النظام بعد ذلك على ممارسة ثقافة السيطرة على المجتمع الكوردي و الحركة الكوردية بشكل ممنهج على ان للكورد واجبات تجاه الوطن و اشعارهم بأنهم مقصرون في ذلك دون التطرق الى حقوقهم, كان على الكورد فقط واجبات يجب ان يؤدوها و ليس لهم حقوق , و اصبح المطالبة بحقوقهم جريمة, في كل يوم كان يعقد ندوات و محاضرات في المراكز الثقافية حول الوحدة الوطنية (خاصة من قبل الاحزاب الموالية للنظام من شيوعين و غيرهم من الاحزاب الموالية للنظام . و راجع النظام حساباته اكثر من الحركة الكوردية و استدرك بان ضرب الكورد بالعرب يوحد الكورد و يرص صفوفهم اكثر, لذى استبدل بذلك ضرب الكورد بالكورد و خلق صراعات ضمن العشائر الكوردية و العوائل الكوردية باتصالات مباشرة حتى من اعضاء القيادة القطرية لحزب البعث مع بعض الشخصيات العشائرية الكوردية لتأليبهم ضد بعضهم و ذلك ضمن العائلة الواحدة. و ايضا تحرك النظام و اجهزته الامنية ضمن الفعاليات الاجتماعية و الاقتصادية و المهنية الكوردية بغية تشتيتها.

2-ا الانتفاضة:

عكست انتفاضة آذار 2004 واقع وجود الشعب الكوردي في سوريا و بينت معاناتهم من خلال مناطق تواجدهم و مظاهر الفقر و الحرمان و الاضطهاد, كما يدل على ذلك مظاهر الجمهور الكردي بألبستهم الممزقة و مظاهرهم التي تدل على الفقر و الجوع و الحرمان , كما عكست مدى الحقد و الكراهية و العنصرية التي تمارسها السلطات السورية بحق هذا الشعب حتى وصل الأمر بها إلى حد القتل الجماعي , فقد كانوا يقتلون الشباب مثل قتل العصافير وبأسلحتهم الفتاكة الخارقة الحارقة بقرار سريع بذلك تبين إن المسؤولين في أجهزة السلطة كانوا على حجة لاستعمال السلاح الحي ضد أبناء شعبنا, ليصبو كل حقدهم وعنصريتهم على شعبنا الأعزل وبدون أي ذنب اقترفه علماً إن الدول لا تقرر استخدام السلاح الحي بهذه السرعة وبهذا الشكل ضد شعوبها وامر اطلاق الرصاص الحي بتعميم سري برقم 9672 من المحافظ السيئ الصيت (سليم كبول ) آنذاك.

أثبتت الانتفاضة للرأي العالمي و السوري أماكن الوجود التاريخي للشعب الكردي في سوريا عندما تضع خارطة سوريا أمامك وتحدد بقلم ملون الأماكن التي خرت فيها الاحتجاجات و التي دفن الشهداء أو مناطق المعتقلين و الجرحى فلا بد إلا أن تلون عليها بدءً من مناطق ديريك و رميلان و جل آغا و ترب سبي وقامشلو و عامودا و درباسية و سري كاني و الحسكة إلى كوباني و عفرين و أحياء كبيرة من حلب و دمشق ….. إن هذا هو ردٌ عملي و واقعي على إنكار السلطات السورية لواقع وجود الشعب الكردي في سوريا و حركته السياسية . فان أحداث آذار 12 آذار 2004 بينت حقيقة المعضلة بيننا و بين السلطات السورية بان الشعب الكردي في سوريا يعيش على أرضه التاريخية وله وجود حقيقي أصيل و مؤثر كما بينت مدى الظلم و الجور الذي يتعرض له. أظهرت لعموم الشعب السوري حقيقة وجود الشعب السوري اين يسكنون ؟ وما تعدادهم؟ وما هي أحزابهم و مطالبهم ؟ هذه الحقائق التي لم يكن يعرفها الشعب السوري في مختلف المحافظات نتيجة طمس و تشويه السلطات لها .

عملت الانتفاضة على اخراج القضية الكوردية من المنطقة الرمادية بين حركات التحرر في العالم الى منطقة اكثر سخونة و مهدت لمرحلة جديدة من النضال الوطني الكوردي. كما ساهمت في تدويل القضية الكوردية في سوريا, و اخراجها من النطاق المحلي الضيق الى تصدر كافة وسائل الاعلام في العالم و شرح معاناة الشعب الكوردي و مناطق تواجده و مدى الظلم و الاضطهاد التي كانت تمارس بحقهم. و كانت من نتائج ذلك عقد العديد من الكونفرنسات و المؤتمرات الدولية حول القضية الكوردية في سوريا.

3- الحركة الكوردية:

بينت الانتفاضة الارادة المشتركة للشعب الكردي بتوحيد صفوف الشعب الكردي و تقريب اطراف الحركة الكردية بإزالة معظم العراقيل و المعوقات التي كانت من إفرازات الماضي و من تأثير السلطات نفسها . اتضح جليا بان الشعب الكردي بكافة شرائحه و توجهاته له أهداف موحدة في الدفاع عن حقوقه و وجوده ضد الظلم و الاضطهاد , إذا كانت السلطات قد دبرت مؤامرةً على شعبنا و حركتنا فالمؤامرة انقلبت عليها ,حيث كانت البيانات و اللقاءات تتم باسم مجموعة احزاب الحركة الكوردية في سوريا آن ذاك, تجلى ذلك في الوفود المشكلة باللقاءات باسم الحركة الكوردية و الشعب الكوردي و الانتفاضة سواء باللقاءات مع المسؤولين الحكوميين أو العشائر العربية أو الطوائف المسيحية و كذلك الاحزاب الوطنية كالمنظمة الآثورية الديمقراطية و المنظمات المجتمعية و الاحزاب العربية.. اضافة الى العمل المشترك في متابعة شؤون الشهداء و عوائلهم و الجرحى و تقديم العلاج لهم و متابعة شؤون المعتقلين بتكليف لجنة حقوقية باشراف الحركة الوطنية الكوردية من المحامين الكورد المتطوعين للدفاع عن المعتقلين امام محاكمهم السيئة الصيت. و ان الجالية الكوردية في أوربا ارسلت المساعدات المالية لتغطية كافة النفقات. عملت الحركة الكوردية على التعريف بالشعب الكوردي في سوريا و قضيته القومية العادلة كما ساهمت في زيادة التواصل و التنسيق مع المعارضة الوطنية السورية و الروابط الوطنية حيث كانت من نتائجها تشكيل مجلس التنسيق الوطني بين الاحزاب الكوردية و الاحزاب الوطنية السورية المعارضة و بعض المنظمات المجتمعية في 17/ 5 /2005 .

تم من خلال الاجتماعات المتواصلة لمجموع الاحزاب الكردية صياغة المطلب الكوردي بشكل مشترك, بالتأكيد على ان الشعب الكوردي في سوريا يشكل القومية الثانية في البلاد و يعيش على ارضه التاريخية, و ان الحركة الكوردية جزء من الحركة الوطنية السورية و ان القضية الكوردية من القضايا السورية الاساسية و ضرورة ايجاد حل ديمقراطي و عادل وفق العهود و المواثيق الدولية. و ايضا عملت الحركة الكوردية على انتزاع الاعتراف بالوجود الكوردي الاصيل في سوريا من رئيس الجمهورية حيث اكد في خطابه, بعد ان كان ذكر كلمة الكورد محظورا في الاعلام الرسمي السوري. كما عملت الحركة الكوردية بعد الانتفاضة على تحريك الجالية الكوردية في الخارج التي ساهمت بشكل موحد و ايجابي في مساندة الشعب الكوردي و حركته الوطنية في كافة الجوانب السياسية والإعلامية و المالية…

 

 

 

ملخص نقاشات  الحضور

 

أ‌.اكرم حسين

 

–     الانتفاضة اعادت السياسة الى الناس كما اعادت الناس الى السياسة بعد غياب  طويل واحتكار من قبل السلطة والاحزاب الكردية  معاً وفي نطاق ضيق كما انها وحدت الشعب الكرديه واحزابه في الحركة الكردية

–           وطنياً لم يتفاعل الشعب السوري مع الانتفاضة لانه كان مشبعاً بأفكار السلطة وبقاء الانتفاضة في الوسط الكردي وكذلك فأن شعارات الانتفاضة كانت قومية صرفة كما أن الأحزاب الكردية أيضاً  لم تكن ترغب بتوسيع الانتفاضة الى مناطق أوسع ولم ترغب باستمراريتها

أ.احمدي موسي

 

–        خطاب بشار الاسد على قناة الجزيرة بخصوص الانتفاضة الكردية كان من أسوء الخطابات ومجحفاً بحق الكرد عندما قال “أنهم جزء من النسيج السوري وتم اعادة دمجهم ”  وهو بذلك تجاوز الحقائق التاريخية  واتفاقية سايكس –بيكوالتيقسمت الكرد بين أربع دول وكان على الحركة الكردية أن تعي ذلك لكنها معها الأسف تباهت بتصريح الأسد واعتبرته ايجابياً

–       المعارضة السورية التي قدمت من دمشق وجعلت الضحية والجلاد في كفة واحد وتقاريرها حول ذلك كانت محجفة جداً

–       الحركة الكردية اتخذت قرار صائباً حين دعت الى التهدئة وقراءتها كانت صائبة والوحشية التي يرتكبها النظام في بعض المناطق حالياً تثبت ذلك وخاصة أن الكرد في ذلك الوقت لم يكن له أي سند دولي

–           الثورة السورية برأيي هي امتداد لانتفاضة قامشلو ولذلك الكرد كانوا في مقدمة التظاهرات

 

   أ.بنكين وليكا

 

–        الحركة الكردية أثبتت فشلها في ادارة انتفاضة قامشلو والكرد كان تواقيت لتشكيل مرجعية كردية في ذلك الوقت لكن مع الآسف لم يتحقق ذلك

–        عقلية بعض شخصيات المعارضة كانت اكثر  شوفينية من عقلية النظام نفسه فميشيل كيلو كتب مقالاً في ذلك الوقت عن خطاب بشار الاسد وبأنه لايجوز أن نتحدث القوميات السورية (اشارة الى المكون الكردي التي ذكرها الاسد في خطابه)

–        النظام أثبت جدارته في إدارة الأزمة وحتى بعد انطلاقة الثورة السورية

  أ.نايف جبيرو

– انتفاضة 12 آذار رغم أنها كانت جرحاً مؤلماً في الجسد الكردي السوري إلا أنها كشفت النقاب عن حقائق كان الكرد في غفلةٍ عنها ….

– فرغم الانتفاضة الشاملة للكرد وفي جميع مناطقهم من عين ديوار إلى عفرين إضافة إلى كرد الرقة وحلب والشام ضد النظام إلا أن نظرة معظم مكونات الشعب السوري وبشكلٍ خاص المكون العربي السني كان سلبياً تجاه الكرد إلى درجة وقوفهم مع النظام واتهام الكرد بالغوغائيين وبمحاولة تجزئة سوريا مما كان من شأن ذلك وعند اندلاع الثورة السورية عام 2011 واتخاذها بعد ذلك الطابع العنفي والمسلح أن أخذ الكرد حذرهم وعدم الانخراط في ممارسة العنف إلى جانبهم ضد النظام كون الكرد كانوا قد وصلوا إلى قناعة بعد انتفاضة 12 آذار بأن أغلبية العرب السنة لا يؤمنون بالأخوة العربية الكردية ولا حتى بالحقوق الكردية في أبسط صورها بل وقد ينقلبون على الكرد في أية لحظة تسمح لهم بها الظروف

أ. داوود داوود

– المنظمة الاثورية اصدرت بياناً  في ذلك الوقت بخصوص الانتفاضة وانها جاءت كرد فعل على حالة الاحتقان ومصادرة الحياة السياسية والحرمان والقهر الذي مارسه النظام خلال فترة طويلة

-المنظمة الاثورية والمكون السرياني الاشوري بعمومه لعب دوراً ايجابياً وفاعلاً  في انتفاضة 12 آذار  ودعا الى التهدئة من خلال اللقاءات اليومية مع احزاب الحركة الكردية

الشيخ حسن العساف

–        الأجهزة الأمنية في انتفاضة 12 آذار اعتمدت على  عملائها ومرتزقتها لتنفيذ أجندتها الخبيثة ولم يكن للدور القبائلي أو العشائري أي مسؤولية  بالأحداث المؤسفة(النهب والسلب) التي حصلت سواء بالحسكة أو بالقامشلي

–      الجهود التي قمنا بها كانت خجولة وخارجة عن طاقتنا لأن الأجهزة الأمنية لعبت دوراً قمعياً وحالت دون ذلك

–      الأجهزة الأمنية حرضت على القتنة  بين الكرد والعرب ولكن من خلال جهودنا العشائرية منعنا ذلك

أ.علي السعد

–           ماحدث في 12 آذار كانت انتفاضة حقيقية لكنها لم تتحول الى انتفاضة وطنية شاملة بسبب العلاقات بين النظام وبعض الجهات الاقليمية الكردستانية التي كانت راضية عن التهدئة

–           المعارضة السورية وقفت مع الحركة الكردية في انتفاضة 12 آذار وبعض القيادات اعتقلت لهذه الأسباب

 

Comments (0)
Add Comment