مازال الغموض يلف الكثير من مواقف وقرارات الرئيس الأميركي، باراك أوباما. ومع اقتراب موعد انتهاء ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة بدأت تتكشف خيوط تردد غير مفهوم، لاسيما في طريقة تعامله مع الملف السوري، وصعود تنظيم “الدولة الإسلامية”. وفي هذا الصدد كشف عميل سابق ضمن وكالة الاستخبارات المركزية “سي اي ايه” أن الوكالة أعدت في عام 2012 مخططا مفصلا للإطاحة برئيس النظام السوري، بشار الأسد، لكن أوباما في اللحظات الأخيرة رفض الموافقة على تنفيذه، وهو الأمر الذي أكده مسؤلون أميركيون حاليون وسابقون لشبكة “ان بي سي” الإخبارية الأميركية.
وفي التفاصيل، نقلت الشبكة عن العميل الأميركي، الذي يدعى دوغ لوو، أنه أمضى عاما كاملا بالشرق الأوسط، التقى خلاله بالثوار السوريين وضباط مخابرات من بلدان متحالفة مع أميركا، وأعد في خضم ذلك “مخططا للإطاحة” بالأسد يشمل جميع العناصر الكفيلة بتحقيق ذلك. ومع أن العميل السابق، رفض الكشف عن تفاصيل مخططه لأنه لا يسمح له بذلك، إلا أنه أكد أن ما قام بإعداده وصل إلى مراكز القرار بواشنطن. وهو الأمر نفسه الذي أكده ضابط مخابرات أميركي سابق، أوضح أن جزءا من الأفكار التي اقترحها دوغ وجدت طريقها ضمن مخطط تم تقديمه للرئيس الأميركي.
بيد أن الرئيس الأميركي، الذي يملك سلطة الموافقة على مثل هذه العمليات، لم يعط أبدا الضوء الأخضر لتنفيذها، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول النوايا الحقيقية وراء تردد أوباما في حسم الملف السوري.
وفي هذا الصدد يعتقد رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، ديفيد بترايوس، أنه لو تم تنفيذ مخطط العميل فإن ذلك كان سيحول دون صعود تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستخدام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري. كما كان سيمنع حدوث أزمة اللاجئين على أبواب أوروبا، وكان سينقذ حياة عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين.
ومن بين الأفكار التي تم طرحها للإطاحة بالأسد، تقديم دعم لتعزيز قدرات الثوار السوريين، والضغط على مسؤولين كبار داخل النظام السوري للإطاحة ببشار الأسد، وتقديم أموال لهم للقيام بذلك.
العربي الجديد