في تصريح له لموقع مدار اليوم بين حواس عكيد أن لقاء القاهرة يهدد بانهيار ائتلاف المعارضة السورية
“تسود أجواء المعارضة السورية، حالة من التوتر مع انعقاد لقاء القاهرة، وقرب العد التنازلي لمؤتمر موسكو، حيث تدل مؤشرات انعقاد المؤتمرين على مزيد من الانقسامات، قد تودي بالائتلاف وتمثيله الشعب السوري.
يقول معارض سوري في هذا السياق أن لقاء القاهرة سيناقش نقطتين أولاهما، الوصول إلى توافق بين أطياف المعارضة السورية حول رؤية مشتركة للحل السياسي ومستقبل البلاد ، وثانيهما تشكيل لجنة متابعة سياسية تضم جميع الأطراف ، مما يعني بالضرورة سحب ورقة التمثيل من الائتلاف، لتصبح في أيدي المعارضة بشتى أطيافها، المنقسمة أساساً.
تتقاطع هذه الرؤية مع تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التي قال فيها إن الهدف من انعقاد مؤتمر موسكو هو تجاوز أخطاء جنيف٢، ومن بينها اعتبار الائتلاف السوري ممثلاً وحيداً للمعارضة، مشيراً الى ما اعتبره خطأ آخر أفشل مفاوضات جنيف، وهو تحويل الفعالية إلى استعراض سياسي وإعلامي بدلاً من توجيه حوار معمق ومسؤول حول القضايا المطروحة.
والواضح من خلال مثل هذه التصريحات أن موسكو لا تنوي حل الأزمة السورية، بقدر ما ترغب في تفتيت المعارضة أكثر، وسحب الشرعية من الائتلاف، إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن الدعوات وجهت إلى أشخاص في المعارضة وليس المؤسسات، إضافة إلى أن وزير خارجية النظام وليد المعلم اعتبر من يتغيب عن حضور المؤتمر عاملاً في إفشال محاولات إيجاد حل سياسي للأزمة، ومشيراً إلى أن المتغيبين سيتم حذفهم من خارطة المستقبل السوري.
رئيس المجلس الوطني الأسبق برهان غليون يصف لقاء المعارضة السورية في القاهرة بأنه مؤتمر يهدف إلى تقسيمها وزرع الشقاق بين عناصرها وضرب مؤسساتها، محذراً من أن الائتلاف يواجه تحدياً واضحاً يتمثل في تفاهم الروس والمصريين والعراقيين وربما الايرانيين على دفن مؤتمر جنيف والقرارات الأممية التي استند إليها، ويؤكد على أن ضرب الائتلاف في هذه الفترة لن يحقق أي مطلب سياسي لأحد و ستكون نتيجته الوحيدة إضعاف المعارضة وقطع الطريق على أي حل سياسي عادل يضمن وقف القتال ويقنع القوى الفاعلة على الأرض بالتعاون من أجله.
عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، بدر جاموس، قال لـ “مدار اليوم ” إن اللقاء كان هدفه التشاور حول توحيد رؤية المعارضة على نقطة رئيسية وهي زوال الأسد، إلا أنه حُرف عن مساره، ليصبح محاولة لسحب البساط عن الائتلاف السوري.
جاموس حمل الائتلاف المسؤولية، مشيراً إلى ضرورة انفتاحه، وعدم احتكار قرارات السوريين، في حين يؤكد أن الائتلاف لا يبحث عن مناصب، أو التحكم بمسار السوريين، لأنه ناطق باسم السوريين، وليس حاكماً عليهم، كما يفعل نظام الأسد.
ورداً على كلام لافروف، قال جاموس، إن موسكو تحاول تشكيل وفد تفاوضي من المعارضة يحتضن فكرة قبول الأسد في المرحلة القادمة، مما يعني أن روسيا تحاول إنشاء معارضة تصب في خدمة الأسد، ولا تواجهه لتسقط عنه شرعية الحكم، مؤكدا أن روسيا ستفشل في مسعاها، والائتلاف سيستمر في المطالبة بحقوق السوريين، دون أن يتنازل عن سعيه لإسقاط حكم الأسد.
في هذا السياق يرى عضو الائتلاف حواس خليل، أن لقاء القاهرة كان فكرة الائتلاف، الذي طرح فكرة جمع المعارضة على رؤية موحدة، مؤكداً أن الائتلاف ليس الممثل الوحيد للشعب السوري، وان هناك كيانات أخرى تمثله، لا بد من الاعتراف بها.
وأضاف في تصريحات لـ مدار اليوم أن ما حدث هو أن الإئتلاف التقى مع هيئة التنسيق في القاهرة، وأعقب اللقاء لقاءات في اسطنبول، وأماكن أخرى، حيث تم تبادل مسودات عن ورقة التفاهم بين الطرفين وتم التوافق عليها، إلا أنه حدث شيئ من التعطيل بالنسبة للائتلاف، الذي لم يتواصل مع ممثله في القاهرة، قاسم الخطيب، مما أدى إلى فشل واضح في تقنية لقاء القاهرة.
وأضاف خليل، أن الائتلاف مسؤول عن هذا الفشل، مشيراً إلى أن المعارضة منقسمة أساساً.
ورغم وجود مخاوف من أن يتمخض اللقاء عن انقسام جديد، أبدى خليل تفاؤلا إذا ما جرى الاتفاق على أن المصلحة العامة للشعب السوري هي أهم محاور المعارضة.
وأشار إلى أن الشرعية تأتي من فعالية المعارضة وحركتها على المستوى الدولي والداخلي، مضيفاُ أن ما يجب التوافق عليه هو تشكيل خلية أزمة تتناول المحاور الثلاثة الهامة في الشأن السوي، المتمثلة في : المحور الداخلي، محور اللاجئين، والمحور الدبلوماسي.
المعارضة السورية اليوم أمام خيارين، واضحين، إما التوافق أو الانزلاق الى هاوية، تطيل عمر الأزمة، وتفاقمها مع اتساع ساحة الصراع الإقليمي الدولي”.