لماذا يستعيد العقل الذكريات عديمة الأهمية ولا يمحوها ويتخلص منها؟». سؤال يشغل بال كثيرين، الذين قد يجدون الإجابة عنه في دراسة أجرتها مجموعة من الباحثين الأميركيين أخيرا.
أوضحت الدراسة، التي أجريت في جامعة «نيويورك» الأميركية، أسباب استعادة العقل الذكريات والصور التي قد تبدو لنا عديمة الأهمية من وقت لآخر، فقالت إن الذاكرة البشرية تحتوي على ملف يحفظ مشاهد وذكريات وأصواتا تبدو تافهة، لبعض الوقت، للاستفادة منها في حال أصبحت هذه المشاهد والذكريات مفيدة في وقت لاحق.
وأجلست الدراسة 119 مشاركا أمام شاشة الكومبيوتر وعرضت عليهم مجموعة من الصور المبهمة وغير المترابطة، مثل صور لمطرقة وسلم وحصان ونسر.. وغيرها.
وبعد 5 دقائق، جلس المشاركون مرة أخرى أمام الكومبيوتر؛ ولكن هذه المرة رُبطت أسلاك كهربائية بمعاصمهم، ثم استخدم الباحثون صدمات كهربائية خفيفة لقياس مدى تأثر الذاكرة بالصور التي شوهدت سابقا، فوجدوا أن المشاركين يسترجعون صور الأدوات والحيوانات التي رأوها بالتفصيل وبالترتيب الذي رأوه سابقا.
وتوصلت الدراسة إلى أن الصدمة التي تلقاها العقل جعلته يسترجع ذكريات الأشياء التي بدت له بلا قيمة من قبل، وربطت ذلك بما يحدث للإنسان حين يتعرض لموقف أو صدمة ما؛ إذ يسترجع جميع الذكريات المرتبطة بالموقف حتى تلك التي قد تبدو عديمة الأهمية.
وأكدت الدراسة أن عملية التذكر تعتمد على تحديث الذاكرة نفسها باستمرار حتى يمكنها استرجاع الأشياء في المستقبل عند الحاجة لذلك.
الحياة