جددت السعودية، خلال جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إدانتها «حرب الإبادة» التي ترتكبها قوات بشار الأسد ضد المدنيين في سورية، ومنها المجزرة البشعة في مخيم الكمونة بريف إدلب. وشددت على أن هذه المجازر البشعة ومنع المساعدات الإنسانية للشعب السوري تُعد جرائم حرب وتمثّل تحدياً صارخاً للقوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية.
وجاء الموقف السعودي قبيل لقاء في باريس مساء أمس جمع وزراء دول غربية وعربية لمناقشة أزمة سورية.
واستبقت موسكو الاجتماع بالإعلان عن اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري (الذي حضر الاجتماع الفرنسي) طالب فيه الأول بممارسة ضغوط من أجل وقف الإمدادات التي تصل إلى «المتطرفين» في سورية عبر الأراضي التركية، على ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية. لكن موسكو وواشنطن تعهدتا، في بيان مشترك، على التصميم وضم جهودهما من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سورية وتوسيع الهدنة لتشمل كل أنحاء البلاد.
وعلّق وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت على ذلك مساء أمس، بالقول إن البيان المشترك الأميركي- الروسي «جيد ومهم… لكن العبرة في التنفيذ». وأضاف بعد انتهاء اجتماع وزاري عربي- غربي في العاصمة الفرنسية، أن كيري قدّم للمجتمعين في باريس شرحاً للبيان الذي اتفق عليه مع لافروف ويتألف من خمس نقاط تؤكد على ما جاء في «بيان فيينا» الذي صدر نهاية العام الماضي في خصوص التهدئة في سورية وإطلاق مسار الحل السياسي.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد اجتماع منفرد مساء مع الوزير إرولت، إن اجتماع باريس لأصدقاء سورية ناقش «أهمية وقف النار في سورية وإدخال المعونات الإنسانية وأفضل الوسائل لدعم المعارضة السورية»، موضحاً أن المجتمعين استمعوا من رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب، إلى شرح عن آخر التطورات. وقال: «أكدنا كمجموعة باريس على دعم المعارضة والوصول إلى حل سلمي مبني على بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الرقم 2254»
وقال الجبير: «نحن ملتزمون دعم أشقائنا في سورية لأن ينالوا حقوقهم لبناء دولة جديدة مبنية على المساواة لا تشمل بشار الأسد، دولة تكون مستقلة وتحافظ على وحدة أراضيها».
وفي موسكو (أ ف ب)، تعهدت روسيا والولايات المتحدة في بيان مشترك «مضاعفة جهودهما» من أجل التوصل إلى التسوية السياسية وتوسيع نطاق الهدنة. وتحدث الطرفان عن «تقدم» لوقف الأعمال العدائية، لكنهما شددا على أن «صعوبات» لا تزال قائمة في «مناطق معينة». وأضافا: «قررنا أن نؤكد مجدداً التزامنا تجاه وقف القتال في سورية وتعزيز الجهود الرامية الى ضمان تنفيذه على المستوى الوطني». وفيما ستعمل روسيا «مع السلطات السورية لتقليل عدد العمليات الجوية وخصوصاً في المناطق المأهولة بالمدنيين وفي المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار»، ستلتزم واشنطن من جهتها «بزيادة الدعم والمساعدة لحلفائها الإقليميين لمساعدتهم على منع تدفق المقاتلين والأسلحة أو وسائل الدعم المالي للمنظمات الإرهابية عبر حدودهم».
ووزع تنظيم «القاعدة» كلمة صوتية أمس لحمزة أسامة بن لادن، نجل زعيمه الراحل، حملت عنوان «ما القدس إلا عروس مهرها دمنا». وعلى رغم أن الكلمة ركّزت على فلسطين، إلا أنها تناولت ما وصفه المتحدث بـ «الجهاد في الشام»، داعياً «المجاهدين» هناك إلى توحيد صفوفهم، وحض من يستطيع المشاركة في «الجهاد» على الالتحاق بسورية. وشدد حمزة بن لادن، الذي لا يُعرف منصبه في «القاعدة»، على ضرورة «عدم التعصب للجماعة»، قائلاً إن «الولاء والبراء لا يجب ان يكون بمدى الانضمام إلى فصيل معين».
الحياة