أعلنت المعارضة السورية، أنّها ستستأنف مشاركتها في مفاوضات جنيف (3) الرامية إلى إيجاد حل سياسي، يقوم على تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات، تشرف على مرحلة انتقالية تسعى الأطراف الدولية أن تبدأ خلال صيف هذا العام.
وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، رياض نعسان آغا، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إنّه “لا بد من المتابعة في العملية السياسية حتى لو أنها لا تحصد نتائج راهنة”، موضحاً أنّ “المفاوضات طريق طويل وشاق، ولا بد من الصبر فيه، ولا سيما أن الحل السياسي هو خيارنا الأول، ونحن مُصرون عليه، كما أنه إرادة دولية”.
وناقشت الهيئة العليا للتفاوض في اجتماعات بالعاصمة السعودية الرياض، الأربعاء الماضي، قضايا تخص العملية السياسية، ولإجراء تقييم لعملها خلال المرحلة الفائتة.
ورفض نعسان آغا، التعليق على ما نشرته وسائل إعلام على مدى الأيام الفائتة عن محاولات روسية لكتابة دستور لسورية، مُكتفياً بالقول “السوريون هم من سيضعون دستورهم”.
وكشف أنّ الهيئة العليا للمفاوضات “ستبدأ حواراً وطنياً مع كل أطياف المعارضة، لتحقيق تمثيل أوسع، ووحدة وطنية أمتن”، قائلاً “لسنا بعيدين عن زملائنا في (مؤتمر القاهرة)، وهناك أشخاص نحترمهم ممن يسمون (منصة موسكو) وآخرون من شخصيات اعتبارية من المستقلين، والهدف هو تحقيق مدى أوسع، للم شمل المعارضة الوطنية التي تتفق على رؤية مشتركة”.
ورداً على سؤال يتعلق بالتمثيل الكردي في وفد المعارضة، اكتفى المتحدث باسم الهيئة العليا، قائلاً “سيتم توسيع المشاركة”.
وكشف نعسان آغا أيضاً، أن الهيئة العليا للمفاوضات والتي تمثّل المعارضة السورية، وتضم ممثلين من الفصائل العسكرية “ستقوم بحوار مع كل المكونات، وخاصة منظمات ومؤسسات المجتمع المدني، والعشائر”، مشيراً إلى أن هذا الأمر “سيتم قريباً”.
من المنتظر، أن يدعو الموفد الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إلى جولة رابعة من مفاوضات جنيف في منتصف الشهر المقبل. وصرح دي ميستورا (الخميس)، أنه لا ينوي الدعوة لعقد جولة جديدة من محادثات السلام بشأن سورية قبل أسبوعين أو ثلاثة، مشيراً إلى أنه لا بد من تحقيق تقدم في تطبيق وقف إطلاق النار، وتسليم المساعدات الإنسانية قبل استئناف المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام.
وكانت المعارضة السورية قد علّقت مشاركتها في مفاوضات جنيف في الثامن عشر من الشهر الماضي، احتجاجاً على خروقات النظام وحلفائه لاتفاق “وقف الأعمال العدائية”، وعدم تحقيق تقدم جدي في المسار الإنساني، وخاصة لجهة رفع الحصار عن المدن والبلدات التي تحاصرها قوات النظام، ومليشيات طائفية، وعدم تسهيل دخول مساعدات إنسانية إلى مئات آلاف المحاصرين على امتداد الجغرافيا السورية.
العربي الجديد