ارتكبت طائرات حربية يُعتقد أنها سورية أو روسية مذبحة مروعة في قرية يسيطر عليها تنظيم «داعش» في ريف دير الزور بشرق البلاد، وسط معلومات عن مقتل قرابة 70 شخصاً غالبيتهم من المدنيين. وتزامن ذلك مع قتال ضارٍ في منبج بريف حلب الشمالي الشرقي حيث حققت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات أميركية «تقدماً استراتيجياً» داخل هذه المدينة الاستراتيجية التي سيشكّل سقوطها تحوّلاً في الحرب ضد «داعش» وسيحرمه من أحد آخر معاقله على حدود تركيا.
وفي تطور لافت، قال ناشطون إن مدفعية الجيش الأردني قصفت أمس مواقع تابعة لتنظيم مبايع لـ «داعش» في الجانب السوري من الحدود، في أول ضربة من نوعها منذ التفجير الذي استهدف بعربة مفخخة موقعاً للقوات الأردنية قرب مخيم للنازحين السوريين على الحدود، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر أمن وجرح آخرين.
وقال الناشط في المجال الإنساني عمر الحريري («مكتب توثيق شهداء درعا») إن «الجيش الأردني استهدف اليوم (أمس) بقذائف وادي كويا بمنطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي والذي يسيطر عليه لواء شهداء اليرموك» المبايع لـ «داعش». لكنه أضاف أن «(هذا) الاستهداف للمنطقة ليس الأول» إذ حصلت «سابقاً عمليات استفزاز متبادلة بين حرس الحدود الأردني القريب من المنطقة مع لواء شهداء اليرموك المتمركز فيها». أما «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني فذكر أن المدفعية الأردنية قصفت مواقع «داعش» في حوض اليرموك بالتزامن مع اشتباكات كانت تدور بين التنظيم و «جبهة النصرة». واكتفى مصدر أردني بالقول لـ «الحياة» في عمّان أمس إن «الأردن يتابع ما يجري على الجانب الآخر من الحدود»، مضيفاً: «أن مصلحة الأردن فقط حماية أمنه وحدوده وضمان عدم الاقتراب منها».
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ما لا يقل عن 47 شخصاً في «مجزرة» نفذتها طائرات استهدفت بلدة الخورية بالريف الشرقي لدير الزور، موضحاً أن بين الضحايا 31 مدنياً من ضمنهم أطفال. وفيما أشار إلى أن 16 جثة كانت لأشخاص لم يتم تحديد هويتهم، لفت إلى أن عدد الضحايا «قابل للازدياد لوجود عشرات الجرحى والمفقودين». لكن مصدراً على اتصال بالبلدة أبلغ «الحياة» هاتفياً أن عدد القتلى قرابة 70 مدنياً، موضحاً أن غارات استهدفت سوقاً في الخورية ما أدى إلى سقوط ضحايا، فيما استهدفت موجة ثانية من الغارات المنطقة ذاتها خلال انتشال الضحايا. أما مدير المرصد رامي عبدالرحمن فقال لـ «فرانس برس» إن الغارات استهدفت «مناطق سكنية والمنطقة التي يقع فيها جامع البلدة وقد سارع عناصر التنظيم (داعش) الى تطويقها».
في غضون ذلك، قال مدير المرصد إن «قوات سورية الديموقراطية» حققت «تقدماً استراتيجياً» في مدينة منبج وسط اشتباكات عنيفة مع عناصر «داعش» الذين يدافعون عن أحد أبرز معاقلهم في محافظة حلب وصلة الوصل بينهم وبين الخارج. وأوضح أن «سورية الديموقراطية» المدعومة بغطاء جوي أميركي فتحت «جبهة جديدة من الجهة الجنوبية للتقدم أكثر داخل منبج التي كانت قد دخلتها قبل يومين من الجهة الغربية»، مشيراً إلى سيطرتها على «منطقة الصوامع».
وقال المرصد أمس إن عناصر «داعش» فتحوا «نيران رشاشاتهم على مواطنين … كانوا يحاولون الفرار من منبج»، ما أدى إلى سقوط قتلى «بينهم أطفال». ونقل عن مواطنين من قرى بريف الباب، القريبة من منبج، إن «داعش» خطف أكثر من 120 شخصاً جديداً من الريف الشمالي لمدينة الباب «ليرتفع إلى أكثر من 1000 عدد المختطفين لدى التنظيم منذ نحو 9 أيام».
الحياة