خفت وتيرة المعارك في جنوب حلب أمس بعد تمكن القوات النظامية السورية والميليشيات الإيرانية بدعم من الطيران الروسي من «استيعاب» هجوم فصائل معارضة جنوب غربي المدينة، بالتزامن مع وعد مسؤول إيراني خلال زيارته دمشق بـ «نصر كبير» في سورية، في وقت دعت 35 منظمة غير حكومية إلى هدنة ليومين في حلب بعدما دانت «الممرات الإنسانية» التي اقترحتها موسكو ودمشق.
وكانت الفصائل الإسلامية والمعارضة بدأت الأحد هجوماً لفك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي تضم ربع مليون شخص، تمكنت في يومه الأول من السيطرة على مواقع عدة جنوب غربي المدينة، لكن سرعان ما بدأ الطيران الروسي غارات مركزة لوقف تقدم هذه الفصائل. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن استعادة القوات النظامية و «حزب الله» والميليشيات الإيرانية «تلتين وقريتين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «شنت القوات النظامية هجوماً مضاداً لامتصاص الهجمة العنيفة التي نفذتها الفصائل».
ونقل مراسل وكالة «فرانس برس» في الأحياء الشرقية لحلب أن أصوات الاشتباكات والقصف كانت مسموعة طوال الليل في تلك المناطق التي تعرضت صباحاً أيضاً لغارات جوية تضمنها براميل متفجرة. وتدور منذ الأحد معارك عنيفة بين قوات النظام وحلفائها من جهة، وفصائل إسلامية ومعارضة إثر هجوم شنته الأخيرة يستهدف فك الحصار عن الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرتها في المدينة.
ويسعى عناصر الفصائل من خلال هجومهم الأخير إلى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الأطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنهم من فتح طريق إمداد نحو الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق حلب وجنوب شرقها من جهة، وقطع طريق إمداد رئيسي لقوات النظام والمدنيين في الأحياء الغربية من حلب من جهة أخرى.
وخلال زيارة إلى دمشق، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في تصريح للصحافيين عقب لقائه رئيسة مجلس الشعب (البرلمان) السوري، أن «الانتصارات التي سطرها هذا الجيش (السوري)، خصوصاً في حلب تبشر بالنصر الكبير».
وأثار حصار الأحياء الشرقية منذ 7 الشهر الماضي المخاوف من حدوث أزمة إنسانية لحوالى 250 ألف شخص محاصرين هناك. وأعلنت الأسبوع الماضي فتح «ممرات إنسانية» من الأحياء الشرقية أمام المدنيين والمقاتلين الراغبين في المغادرة. ووصفت 35 منظمة غير حكومية بينها «أوكسفام» و «سايف ذي تشيلدرن» في بيان الثلثاء، المبادرة الروسية بأنها «معيبة للغاية». ودعت إلى الاستجابة لطلب الأمم المتحدة بتطبيق هدنة أسبوعية لمدة 48 ساعة في حلب، ثاني أكبر مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية سابقاً، والتي تعتبر المعارك فيها محورية في الحرب.
الحياة