حذر المبعوث الأممي استيفان دي مستورا من صعوبة استئناف المفاوضات السورية في جنيف بسبب الوضع في حلب، فيما أكدت المعارضة على تمسكها بالمسار السياسي الذي يضمن حرية الشعب السوري وكرامته ويحقق تطلعاته.
وقال دي مستورا لمجلس الأمن في جلسة مشاورات مغلقة، أمس الإثنين، إن الوضع في مدينة حلب قد يعرقل استئناف المفاوضات السورية في جنيف أواخر الشهر الجاري.
كما أبلغ الأمين العام للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مجلس الأمن أن نظام الأسد مستمر باستهداف المستشفيات في سوريا، وذكر أنهم مستعدون لإيصال المساعدات لمدينة حلب إذا سمح بالوصول الآمن.
من جانبه، قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات خالد محاميد لـ”مدار اليوم”، إنه لابديل عن المسار السياسي في القضية السورية، وأن الحراك العسكري خيار تكتيكي وليس خيار استراتيجي، مؤكداً على عدم قدرة أي من الأطراف على الحسم العسكري وهو ما أثبتته 5 أعوام من الصراع في سوريا، وأنه لو كان الخيار العسكري استراتيجياً لما كان هناك جنيف أصلاً.
ولفت محاميد إلى أن الثوار وصلوا إلى مشارف القرداحة قبل المفاوضات العام الماضي، لكنهم تراجعوا بعدها، مما يؤكد أن التقدم العسكري لأي من الأطراف على الأرض خاضع للمد والجذر حسب اللاعبين الدوليين.
وأضاف إن لمجتمع الدولي يعلم أن من ينتصر في حلب سيقود المرحلة، لذلك تبقى معركة حلب رهن للتفاهمات الدولية، ورأى أن ما يحصل الآن هو ضغط من الولايات المتحدة على روسيا بسبب انزعاج واشنطن من تحركات موسكو الاقليمية.
وشدد المحاميد على أنه لا خيار بديل عن مفاوضات جنيف، غير أن تلك المفاوضات لن تعقد حتى يتبلور الاتفاق الروسي – الأمريكي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، خاصة بعد الفجوة التي أحدثتها التطورات الأخيرة في تركيا بين روسيا وأمريكا.
وفي ذات الوقت، رأى الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، في تصريح لـ”مدار اليوم”، أن الوضع العام في سوريا لا يوحي بامكانية عقد مفاوضات ناجحة حالياً، مؤكداً على أن الهيئة لم تتلقى أي دعوة من المبعوث الأممي حتى تناقشها حتى الآن.
ومن الواضح أن بوصلة المبعوث الأممي مازالت تتحرك بناء على التطورات الدولية بشكل اساسي والاقليمية بشكل ثانوي، متجاهلاً تماما ارادة السوريين أو التطورات على الساحة السورية.
مدار اليوم