على أعتاب المؤتمر الوطني الرابع

كاظم خليفة

 

جاء المجلس الوطني. الكردي كاطار جامع للحركة السياسية الكردية مع انطلاقة الثورة السورية بغية وحدة الصف في مرحلة فاصلة من تاريخ سوريا فمثل الغالبية العظمى من الشعب بموقعه في قوى الثورة والمعارضة وتبنيه للمشروع القومي الكردي والنظام الفيدرالي لسوريا المستقبل ولعب دورا مهماً في المرحلة الأولى.لكن أصابه فيما بعد ما أصاب كل الحراك السباسي المعارض من ضعف وتشتت لأن النظام نجح في فرض السلاح على الثورة السلمية ليباح الوطن لقوى التطرف و الإرهاب وتصبح الثورة شأناً إقليمياً ودوليا أكثر من كونها شأن وطني كماان تخاذل المجتمع الدولي في عدم القيام بمسؤولياته تجاه الشعب السوري الذي حاصره الإرهاب من كل صوب ليكون نصيبه القتل والتهجير سببا موضوعياً آخر في ضعف الثورة وتشتتها .والمجلس الوطني الكردي جزء هام من الحراك السياسي السلمي المعارض ولا بد أن يكون قد تأثر سلباً بتلك الظروف ولكن يجب ألا نبرئ المجلس بمجرد ذكر تلك الظروف فقد كانت لبعض احزابه وشخصياته دورا مهما في فيما أصابه من ضعف. ويتوجب علينا الوقوف على أسباب الخلل ونقد الذات بكل جرأة وشفافية وخاصة ونحن نتوجه إلى المؤتمر الرابع للمجلس. فقد عملت بعض قيادات الأحزاب المنضوية في المجلس وفق مصالحها الحزبية والشخصية من خلال إبراز مفهوم الأحزاب الكبيرة والصغيرة والتوجه إلى الصراع على الهيمنة والتحكم بالمجلس فساهمت هذه الأحزاب في تعطيل هيئات المجلس وقراراته بقصد أو دون قصد .وخاصة في فترة ما قبل المؤتمر الثالث الذي انعقد تحت شعار تفعيل المجلس وقد اعيد بعض النشاط على المستوى السياسي والجماهيري ولكن الهيئات ظلت دون المستوى المطلوب وحتى إن البعض منها لم تجد النور حتى الآن مما ساهم في إمكانية التفرد في العمل والقرار

على حساب التشاركية والعمل المؤسساتي. وهذا ما بدا واضحا في أداء أغلب هيئات المجلس ولجانه وطريقة اختيار الممثلين عنه. إننا في حركة الإصلاح الكردي لازلنا نؤمن بأن المجلس الوطني الكردي هو انجاز تاريخي لشعبنا وقضيته العادلة ولانتبرا من الأخطاء والسلبيات التي رافقت مسيرة المجلس لأننا جزء حيوي منه وإنما ندعوا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والقومية وخاصة ونحن على أعتاب المؤتمر الوطني الرابع وامامنا استحقاقات وتحديات كبرى لأجل سوريا الغد وأننا نحمل مشروعا قوميا معبرا عن آلام شعبنا وما علينا إلا أن نسعى لنكون أهلا له مع إدراكنا بما للمجلس الوطني الكردي من قاعدة جماهيرية واسعة وان حالة الاضطراب والتشتت واللافاعلية تزعزع الثقة به وتكون عاملا إضافيا لضعف شعور الانتماء الوطني والإصرار على مواجهة التحديات.  وحتى لايظل تفعيل المجلس مجرد شعار يردده الجميع لابد من وضع آليات عمل ترسخ الطبيعة العضوية لكل حزب وكل شخص ينتمي إلى المجلس الوطني الكردي. وإن تقوم المكاتب بدورها الكامل لا كما حال بعض اللجان اليوم.(لجنة الإعلام واللجنة القانونية )مثلا. إن نهج الإصلاح يوجب علينا بالتوجه  إلى كل من هو في إطار المجلس احزاباوتنظيمات وشخصيات مستقلة وإلى جماهيره بكل شرائحه لبذل الجهود في التحضير لما هو قادم على قاعدة قضيتنا أولاً ونبذ الأنانية والتحزب. لأنهما أفتان خطيرتان عانت منهما الحركة السياسية الكردية ولا زالت تعاني. فكما أن القضية ليست ملكا لشخص أو حزب فكذلك المجلس ليس ملكا لشخص او حزب.دون أن ننسى أعداء الكرد المتربصين به لإفشال أي خطوة معبرة عن أهداف الشعب الكردي في نيل حقوقه القومية وبذل كل الجهود ليكون المجلس الوطني الإطار الأمثل للتوافق ووحدة الصف الكردي.

 

 

 

 

 

 

Comments (0)
Add Comment