“المرأة الكوردية نجحت في كافة المجالات سوى المجال السياسي”

أقام منتدى الاصلاح والتغيير في جل آغا محاضرة بعنوان “دور المرأة الكوردية في الحياة السياسية” في 29 تشرين الاول/اكتوبر بحضور لفيف من الشخصيات السياسية ومنظمات المرأة

القت  المحاضرة شمس عنتر عضو ادارة منظمة المرأة الحرة وقد أدار الحلقة عضوا ادارة المنتدى “ميديا الصالح – فيروشاه عبد الرحمن”

“المحاضرة”

عملت المرأة الكوردية ونجحت في كافة المجالات سوى المراكز القيادية في المجال السياسي

السياسة هي رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية وتقسيم الموارد في المجتمع ودراسة العلاقات بين الطبقات وهي فن الممكن وصنع القرارات

اول حزب رسمي كوردي كان عام 1946 وهو حزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني اما في سوريا فكان اول حزب في عام 1957 بجهود نخبة ك رشيد حمو واوصمان صبري وحمزة نويران وشوكت حنان ومحمد علي خوجة وغيرهم وانقسم فيما بعد الى حزبين ومازالت الانقسامات مستمرة حتى يومنا هذا حتى وصل عدد الاحزاب الكوردية الى ما يقارب الاربعين , جميعها تمتلك منظمات نسائية الا ان الازدواجية واضحة في التعاطي مع وجود المرأة ومكانتها في الحزب فحتى مسؤولي المنظمات النسائية  هم رجال باستثناء PYD الذي يمتلك منظمة نسائية فعالة وهي متاثرة بحزب العمال الكوردستاني وهي ليست سورية صرفة ويجر المراة بعيدا عن طبيعتها الانثوية نتيجة مزاولة العنف والقتال اما في الاحزاب الاخرى فوجودها وحضورها في الوسط الثقافي خجول وبالتالي الحراك السياسي الكوردي يفتقر الى منظمات نسائية مستقلة فعليا وهناك لا ترتقي الى المستوى المطلوب

في المجلس الوطني الكوردي مشاركتها ضعيفة سواء كانت حزبية او مستقلة وخاصة على المستوى القيادي اما على مستوى النشاطات الميدانية فحضورها واضح

في بدايات الحراك السياسي للأحزاب الكوردية كان انخراط المرأة فيها محدودا حيث كان دورها مقتصرا على توزيع المناشير المحظورة وتأمين مستلزمات الاحزاب دون ان تنتسب الى التنظيمات السياسية سوى بعض النساء اللواتي تربطهن علاقات قربى مع رجال من صفوف الحزب

اليوم مشاركتها قوية في الانتفاضات والاحتجاجات التي تحدث في مختلف المناطق الكوردية وأسست منظمات المجتمع المدني المهتم بقضايا المرأة والطفولة والدعم النفسي والتنمية البشرية وغيرها

من الاسماء التي تتبادر الى الاذهان ونحن نتحدث عن الحراك السياسي الكوردي ووجود المرأة فيه – روشن بدرخان : الكاتبة والمترجمة والصحافية والتي شاركت كمندوبة كوردية في المؤتمر الاول لدول الشرق الاوسط وكان لها دور في اتحاد نساء كوردستان العراق

ليلى زانا : ممثلة حزب الشعوب الديمقراطية في البرلمان التركي والتي حصلت على جائزة ساخاروف 1995 لحقوق الانسان

نازلي ام فؤاد التي حولت بيتها الى منتدى سياسي في حلب

د. روفند تمو وهرفين اوسي اللتين كانتا في مجلس ادارة اللجنة الكوردية ومن ثم في تيار المستقبل وكن من اوائل النساء الكورديات اللواتي عملن في قيادة تنظيمات سياسية وحقوقية بشكل علني

نالين قنبر المنسق العام للوفاق الديمقراطي الكوردي

كسيرة يلدريم زوجة عبد الله اوجلان السابقة والتي شاركت في المؤتمر التأسيسي لحزب العمال الكوردستاني مع ساكنة جانسز واصبحت عضو المكتب السياسي للحزب

نارين متيني مسؤولة تيار المستقبل – تاز باشا مسؤولة حزب التآخي – فصلة يوسف نائب سكرتير حزب الوحدة

طبعا هناك اسماء غيرهن إلا ان نسبة مشاركة المرأة في الاحزاب السياسية الكوردية تكاد لا تذكر بالمقارنة مع عدد الرجال وخاصة في المراكز القيادية

في اقليم كردستان العراق تدرجت نسبة المشاركة في البرلمان الكوردي ففي الدورة الاولى كانت 5,7 % وفي الدورة الثانية 27% وفي الدورة الثالثة وصلت الى 33% وهذه نسبة ممتازة بالمقارنة مع مشاركة النساء في برلمانات دول الشرق الاوسط

في سوريا نلاحظ التطور الحاصل لمشاركة المرأة في السياسة لدى الادارة الذاتية فقد تشكلت وحدات حماية المرأة وتشكل ايضا اتحاد ستار الذي يضم تجمع نسائي كبير يعمل على معالجة قضايا المرأة ونلاحظ كذلك الادارة المشتركة التي تتألف من رجل وأمرأة لكل مؤسسات الادارة حيث مشاركة متساوية لكلا الجنسين رغم انه نابع من فكر ايديولوجي معين

في المجلس الوطني الكوردي لا وجود للمرأة في موقع صنع القرار هناك اسماء في الامانة العامة لكنهم يعملون على اقصاء دور المرأة

حتى عندما تشكلت المرجعية السياسية والتي ولدت ميتة كانت جهة المجلس الوطني الكوردي خالي من عنصر النساء مما دعانا الى الاعتصام في ذلك اليوم

الواقع ان مشكلة المرأة الكوردية هي مشكلة المجتمع الكوردي الذي مازال يناضل من اجل تقرير المصير وتثبيت كيان سياسي /دولة كوردية / لذلك لا نلوم الرجل وحده على اقصاء المرأة وتحديده بنمط معين فالمرأة نفسها لها دور في ذلك لأنها مازالت تعيش في حالة استلاب عقائدي مزمن

يجب علينا نحن النساء ان لا نخشى التغيير ولا نقف في وجه بعض وعلينا كذلك الافتخار بسماتنا الانثوية واعطائها ما تستحق من تقدير فنحن لنا قدرة على التواصل الانساني اكثر من الرجل لذلك نحن نبني الانسان وبناء الانسان اصعب من بناء القصور والجدران

نحن ندير الاسرة في مختلف  جوانبها الصحية والاخلاقية والتعليمية والاقتصادية وهذا الدور لا يقل عن دور الرجل الذي يكد في العمل لتدبير المال لشراء نفقات الاسرة الحليف الحقيقي لنا هو العلم والوعي وبهما سنصل الى ما نصبو اليه والعدو اللدود لنا هو الجهل الذي يعطل العقل لقد غدا الذهن البشري وقدراته الفائقة على استيعاب الاشياء والمعطيات والطاقات الواسعة على التصرف فيها

المنبع الاساس لخلق الثروة بأنواعها وتحقيق التنمية البشرية والتقدم فالقدرات والمؤهلات الذهنية هي القيمة النادرة التي بها ستتقدم المرأة فلم يعد للجهد العضلي تلك المكانة التي كانت سبب تفوق الرجل على المرأة

الواقعية صديقة المرأة بعيدا عن الخيال والمثالية المقصود هنا الوعي بخصوصيتها في ضمانة تواصل النوع البشري فلا ترفض ولا تتملص بحجة انها يجب ان تعمل في كل مجال وتكون ندا للرجل عليها التنظيم والتفاعل الايجابي وعدم تحدي المحيط والبعد عن التطرف فالنجاح لا يتطلب دوما كسر حالات في المجتمع انما التعامل معها بالحوار الجماعي والابداع في الانتاج الفكري وسعة المعرفة والعلم من خلال العلم يمر طريق النجاح في اغلب المجالات

الاعلام تلك السلطة التي ما نزال نجهل مدى تأثيرها هل كان الاعلام الكوردي حليفا للمرأة ؟ هل خدم قضية المرأة؟

الى يومنا ما يزال دور اعلامنا الكوردي سلبي فهو يظهر المرأة بمظهر الجاهلة . الثرثارة . المغلوبة على امرها . ربة منزل . المستهلكة .الضعيفة التابعة للرجل ويظهرها بمظهر الدونية وقليلا ما نشاهد اعلامنا يظهر نماذج للمساواة بين الجنسين

مع ان الاعلام خلق فضاء للمرأة حيث اصبحت تتشارك في نمط جديد من التفاعل واستطاعت تخطي الصمت في مسألة العنف الممارس عليها واصبحت تناقش مختلف القضايا عبر الانترنت لكن الوجه المخيف للاعلام يظهر كفاعل مجهول وتداول القيل والقال واحيانا وسيلة للتشهير واعتداء عاكفي ونفسي وقرصنة وتهديد كل هذا لا اسكات صوت المرأة ووضعها تحت المراقبة وضمان تحديد وتقليص دورها تقول تالا ياغي “قل لي ماذا تشاهد اقول لك من انت” فهي الامبريالية الناعمة والسلطة الرابعة الكوردية ما تزال في طور تحريك الغرائز والمشاعر والعواطف ولم يصل بالفعل  الى خدمة قضية المرأة ففي فيلمي يلماز غوني /السراب , الطريق/ يظهر المرأة صامتة ,خانعة , لا تتحكم بحياتها

اذا ما زالت المرأة اداة للترويج لمؤسسات معية اما دورها هي في الاعلام مدون , كاتب , مؤرشف لنضال الكورد وفي الاعلام المرئي يزداد الاهتمام بالوجوه الجميلة الجذابة حيث تعملن كمذيعات لتقديم البرامج ومراسلات وربط البرامج وادارة الندوات لكن قليلا ما نراها في ادارة مؤسسة اعلامية واقل ما نراها في موقع صنع القرار ونادرا ما نراها تملك مؤسسة اعلامية التاي ما تزال قائمة حتى يومنا هذا في وجه وصول المرأة الى دفة القيادة في كل مجالات الحياة ومنها الحياة السياسية

من العوائق : القيم والعادات والارث الاجتماعي الذي ما يزال يرى المرأة تابعة للرجل وخاضعة له ما يزال المجتمع ومنه المرأة نفسها تفضل الذكور على الاناث وترى فيهم امتداد لاسم العائلة وتشعر بالفخر عندما تعدد اسماء اولادها الذكور

الزواج المبكر وبخاصة في الارياف حيث تحرم المرأة من مجال التعليم والدخول الى مسارات الحياة العامة وهي غير مكبلة بعبء الاسرة

حالة الاستلاب العقائدي الذي مازالت المرأة حبيسة له فهي تعتقد ان هذا وضعها الطبيعي ما دامت خلقت انثى مكانها هو البيت

عدم ثقتها نفسها – سيادة العقلية الذكورية – دوام سلطة القبيلة والعشيرة  – الالتزامات الاسرية والحياة اليومية وعبء المعيشة التي تتسبب للمرأة في بطئ الانجاز – خوف الاهل على الانثى حين انخراطها في السياسة والاحزاب المحظور التي لا يرحم النظام من يعتقلهم ومعروف عن النظام اساليبه اللااخلاقية في التعامل مع المعتقلين

بالنهاية نسال انفسنا هل نجحت المرأة سياسيا في الواقع لا نستطيع الادعاء انها نجحت إلا حالات قليلة وبجهود فردية هذا لأنها ليست في موقع صنع القرار ورغم ان عدد النساء المنتسبات اليوم الى الاحزاب لا يستهان به لكنهن لا تتقدمن الى الصفوف الاولى دائما , يشكلن ناخبات ممتازات وقليلا منهن يترشحن للمناصب العليا وقد مر معنا الاسباب التي تمنعها من ذلك

 

مداخلات الحضور

 

أ – علي فرسو :  اذا قارنا بين وضع المرأة الكوردية والمرأة في دول اخرى كالسعودية والمغرب والجزائر نجد أنها حاصلة على حقوقها والكورد هم الوحيدين الذين حافظوا وعملوا من أجل كرامة المرأة وصونها

العلم كان من اولويات الكورد لكن وجودنا في دول دكتاتورية جعلت المرأة تبتعد عن السياسة حرصا منها على نفسها

استطاعت المرأة المحافظة على التراث والقيم الاجتماعية في المجتمع الكوري وهناك كورديات لمعت اسماءهم مثل ليلى قاسم وليلى زانا وغيرهن

عمل البعض في بعض الاحزاب الايديولوجية كان لها دورا سلبيا

 

أ – فيروز ابراهيم : التوسع المعرفي للمرأة كفيل بتقدمها وتحررها ومشاركتها في الحياة السياسية رغم وجود هيمنة للرجل وهناك الكثيرات ممن خرجن للعمل مع بدايات الثورة لكن بعد فترة ما عدن استطعن الاستمرارية بسبب عدم كفاءتهن

 

أ – بهزاد مراد : هناك سؤال يطرح نفسه هل حزب الاتحاد الديمقراطي يريد كسب المرأة أم ان هناك اسباب اخرى لتأييدهم للمرأة ؟

في المجلس الوطني الكوردي نسبة النساء قليلة جدا وهذا بسبب انانية الرجل وجهل المرأة

 

أ – هاشم ناصر : دور المرأة الكوردية في التاريخ واضح ومعروف ولم تقصر سياسيا ولا عسكريا لكنها احيانا لا تستطيع ان توفق بين عملها السياسي وربة منزل

من المهم دعم المرأة

 

 أ – حمد لوند :   حتى الان لم يتحرر الرجل فكيف بالمرأة فعندما يتحرر الرجل يمكن للمرأة ان تتحرر

 

أ – لافا : ان لم يكن هناك تعاون مع المرأة او وجود العامل المادي لا يمكن لها ان تقدم رأيها وتتطور

 

أ – مسعود سفو : كانت المرأة الكوردية الداعم العائلي للرجل وساندته ليصل الى النجاح

هناك افتقار الى وجود الكادر القيادي بين النساء لذلك يجب صنع الكادر النسوي للعمل في السياسة والمجتمع

 

أ – نبيلة عمر : مازالت هناك تلك النظرة الدونية والسلبية للمجتمع الى المرأة السياسية مهما كان دورها ايجابيا ونضاليا لكن بالرغم من ذلك هناك تحول اجتماعي وسياسي  كما انتقد المجلس الوطني الكوردي لعدم اعطائه الفرصة الكاملة للمرأة فهي لا تستطيع اتخاذ القرارات

 

أ – محمد شريف برهك :  للعلم والمعرفة دور كبير في تحرر المرأة كما ان للمجتمع كان ولازال دور في تخلفها

في المجتمع الكوردي له دور مهم في تقدم المرأة رغم نسبيتها

الثقة بالنفس والعامل الذاتي له دور في التطور

على المجلس الوطني الكوردي ان يعطي للمرأة دورا أكبر وافضل وتستطيع ان تلعب ذاك الدور بوجه صحيح اذا ارادت

 

 

 

 

 

 

 

 

Comments (0)
Add Comment