يبدو أن الرئيس المنتخب، يكرر موقفه في أن التحالف مع الحكومتين السورية والروسية لهزيمة داعش هو طريقه المفضل باتجاه الصراع في سورية.
أعاد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، تأكيد موقفه في حملته الانتخابية والذي يفيد بأن مساعدة الحكومة السورية في قتال داعش يجب أن يكون هدف الولايات المتحدة الرئيس في سورية، على الرغم من مناشدات الثوار له بالاستمرار في المساعدة في قتالهم ضد بشار الأسد.
وقال ترامب، في مقابلة موسعة مع الـ “وول ستريت جورنال” يوم الجمعة: “لقد كانت لي رؤية معاكسة لرؤية الكثيرين في ما يخص سورية. موقفي باختصار هو أنك تريد أن تحارب سورية، وسورية تحارب داعش، بينما تريد التخلص من داعش”. وكان السيد ترامب قد صرح بذلك على الرغم من أنه “لا يحب السيد الأسد على الإطلاق”، مؤكدًا أن الحفاظ على نظامه هي أفضل طريقة لاستئصال التطرف الذي ازدهر في ظل فوضى الحرب الأهلية، والذي بات يهدد الولايات المتحدة.
وشدد ترامب كذلك على أهمية إصلاح الروابط مع روسيا، حليف سورية وداعمتها العسكرية لزمن طويل.
“روسيا الآن تتحالف بشكل كلي مع سورية، والآن لديك إيران، التي تزداد قوتها، بسببنا، متحالفة مع سورية [….] والآن نحن ندعم المتمردين ضد سورية، في الوقت الذي ليست لدينا أي فكرة عن هؤلاء الناس” أخبر ترامب الوول ستريت جورنال بذلك، مشيرًا إلى الإسلاميين المتشددين من الطائفة السنية، والمتواجدين بين صفوف الثوار. وأضاف أنه إن قامت الولايات المتحدة بالهجوم على الأسد “فسينتهي بنا الأمر بمحاربة روسيا”.
كان نصر ترامب الصادم في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة الأميركية مرحبًا به في كل من موسكو وطهران، وكذلك في دمشق، حيث معاونو الأسد كانوا متفائلين بحذر في مقابلات يوم الخميس. وقالوا: الرئيس “جاهز” للتعاون مع السيد ترامب للسير قدمًا.
حتى اللحظة، دعمت الولايات المتحدة الثوار في سورية بشكل غير مباشر، على كل من الصعيدين اللوجستي، والمالي، إلى جانب تركيا وحلفاء الخليج: السعودية وقطر.
وكان موقف الولايات المتحدة لوقت طويل يتلخص في أن على الأسد أن يبعد عن السلطة، وأن تقام انتخابات ديمقراطية لإنهاء الصراع المعقد ومتعدد الأطراف، والذي يتواصل الآن في عامه السادس.
وكانت استراتيجية الأسد –والتي تتضمن غارات جوية تستهدف بنى تحتية، وتكتيكات الحصار، واستخدام الأسلحة الكيماوية- مسؤولةً عن مقتل عدد من المدنيين منذ 2011 هو أكبر بكثير جدًا من ذلك الذي تتحمل كل الفئات المعارضة، وداعش مسؤوليته، حسب محللين ومراقبين.
وكانت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قد اقترحت منطقة حظر للطيران فوق سورية، وهو موقف طالما تأمّل فيه المعارضون السوريون لوقف الغارات الجوية التي رجحت كفة الحرب إلى مصلحة الأسد منذ بدأت روسيا بتقديم دعمها العسكري للحكومة السورية سنة 2015.
بعد فوز السيد ترامب هذا الأسبوع، تواصلت المجموعة السورية المعارضة الرئيسة “الائتلاف الوطني السوري” مع فريق ترامب، يطلبون منه حماية المدنيين. قال الرئيس أنس العبدة أن الائتلاف الوطني السوري بعث بالتهنئة إلى السيد ترامب، وكان قد توصل إلى “نهج جديد شامل” في سورية.
وقال السيد رياض حجاب، رئيس لجنة المفاوضات العليا، في تصريح له يوم الأربعاء أن على الولايات المتحدة أن “تؤسس للسلام في منطقتنا، وأن تجد حلولًا عادلة وسريعة لتهديد الإرهاب [….] خاصة إرهاب الدولة الذي يمارسه النظام السوري ضد الشعب السوري”.
وكان الثوار على الأرض أقل حماسًا، متنبئين بالمزيد من إراقة الدماء بغض النظر عن ما سوف تنتهي إليه سياسة السيد ترامب في النهاية، في حرب قتلت أكثر من 400000 إنسان، وشردت نصف سكان سورية من بلادهم.
قال أبو حامد، رئيس المجلس العسكري لفرقة “لواء الحق”، متحدثًا من حماه: “لم يصدق الأميركان معنا يومًا. قد تركونا في مستنقع أغرق السوريين [….] كل يتاجر بدمائنا ومعاناتنا”.
جيرون