وجهت موسكو أمس دعوة إلى واشنطن عشية تسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، لحضور مفاوضات آستانة الاثنين المقبل، بمشاركة ممثلي الحكومة السورية وفصائل معارضة يتوقع أن تركز على تثبيت وقف النار في سورية وتوسيعه، بحضور مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، في وقت أعلن عن هدنة في وادي بردى بين دمشق وحدود لبنان تضمّنت عدداً من البنود بينها إخراج عناصر رافضين التسوية إلى إدلب.
وأعلن مسؤول أميركي أن واشنطن تدرس دعوة تلقتها للمشاركة في آستانة بعد رفض سابق من إيران لتوجيه هذه الدعوة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو حددت الوفد الذي سيمثل روسيا وسيضم «ممثلين من وزارتي الخارجية والدفاع وهيئات أخرى». ورجحت مصادر أن تعني عبارة «هيئات أخرى»، مشاركة مسؤولين في أجهزة أمنية روسية. وأوضح أن مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيرغي فيرشينين سيترأس الوفد الروسي ممثلاً وزارة الخارجية.
وقال بوغدانوف إن عدد الفصائل السورية المسلحة التي أكدت مشاركتها حتى الآن بلغ 14 فصيلاً، لكنه أشار إلى رغبة روسية في توسيع دائرة الفصائل المشاركة. وقال إن روسيا وتركيا تديران حوارات مع أطراف أبدت رغبتها في المشاركة. كما أشار إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة تسلمت الدعوة لحضور المفاوضات. وسيقود دي ميستورا وفد الأمم المتحدة، فيما أعلنت طهران أمس أن وفداً برئاسة معاون الشؤون العربية والأفريقية في الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري سيشارك فيها لـ «بحث آليات التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية».
من جهة أخرى، قال الرئيس بشار الأسد إن أولوية المفاوضات هي وقف النار. وأضاف، في مقابلة مع قناة يابانية تبث الجمعة ونشرت صفحة الرئاسة السورية الرسمية على «فايسبوك» مقتطفات منها: «أعتقد أنه سيركز في البداية، وستكون أولويتها، كما نراها، التوصل إلى وقف النار، وذلك لحماية حياة الناس والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف المناطق في سورية». وأضاف: «ليس من الواضح إذا كان هذا المؤتمر سيتناول أي حوار سياسي». وخلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن المفاوضات ينبغي أن تكون «مرحلة نحو استئناف المفاوضات في جنيف برعاية الأمم المتحدة».
ونقلت وكالة «أناضول» التركية عن محمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام» ورئيس وفد المعارضة أن أولوية المعارضة السورية تكمن بالدرجة الأولى في تثبيت الهدنة، وبخاصة في «المناطق المشتعلة» في وادي بردى والغوطة الشرقية وجنوب دمشق، والإفراج عن المعتقلين، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة. كما أكد إصرار المعارضة على نشر مراقبين دوليين على خطوط التماس في المناطق المشتعلة.
في جنيف، قال يان إيغلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية إن روسيا وتركيا وإيران حملت على عاتقها مسؤولية هائلة لضمان العملية التي تستهدف توفير بداية جديدة للسكان المدنيين. وأضاف أنه على رغم «وقف القتال» في أرجاء البلاد فإن المساعدات لا تصل حتى الآن إلى من يحتاجونها».
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء معارضون إن «هدوءاً ساد منطقة وادي بردى عقب توصل ممثلين من القوات النظامية والفصائل العسكرية العاملة في المنطقة إلى اتفاق على بنود عدة عقب اجتماع بين الطرفين»، من بينها «تسليم المعارضة السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف وعدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى». وزاد: «بالنسبة للمسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم، وبالنسبة لعناصر وادي بردى من يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف في مقابل عدم دخول الجيش إلى المنازل». وأفيد بمشاركة ممثل السفارة الألمانية في دمشق في إنجاز الاتفاق.
الحياة