الائتلاف الوطني السوري : ندعو شعبنا للفظ الإرهاب ومن يمثلونه ودعمِ قيام كيان عسكري شرعي واحد

بيان صحفي

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الهيئة السياسية

26 كانون الثاني 2017

تشهد الساحة السورية منذ أحداث حلب سلسلة تداعيات مؤسفة، من تنامي التباينات بين قوى يفترض أن تشكل العمود الفقري للجيش الوطني لسورية المستقبل، إلى التوغلات الخطيرة لتنظيمات مرتبطة بأجندة إرهاب عابر للحدود، أضرت بثورة الشعب السوري، ومنحت قوى العدوان ذرائع للتدخل وتشويه الأهداف النبيلة للثورة من حرية وكرامة وعدالة ومساواة.

 

إن شعبنا، بكل مكوناته وأطيافه، وهو ينتفض قبل ست سنوات ضد الظلم والطغيان، لم يفعل ذلك خدمة لأجندات فكرية أو عصبية ضيقة، ولا لأجل إرهاب دموي قادم من الخارج بكل ما يحمله من تشوهات واختراقات، ولا يختلف عن نظام الاستبداد والجريمة الأسدي في شيء مع سطوة ميليشياته ومرتزقته المستجلبين بإغراءات المال ونوازع الحقد والطائفية البغيضة.

 

لقد أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منذ تأسيسه في ٢٠١٢، التزامه الراسخ بسورية المستقبل، دولة مدنية ديمقراطية، تكافح من أجل حقوق أبنائها جميعاً وتساوي بينهم، ورفضه المطلق للإرهاب بكل أشكاله وأصنافه، ودعا السوريين إلى نبذه واستئصال جذوره، لما يمثله من خطر داهم على قيم الشعب السوري الإنسانية، وروح التسامح والتعايش التي اتسم بها، والتي عمل نظام الطغيان الأسدي على إفسادها وتقويضها.

 

وقد كان الائتلاف واضحاً في رفض تدخل تنظيم القاعدة في سورية بما يمثله من فكر منحرف وسلوك متطرف، يتبنى الإرهاب وسيلة لتحقيق الأهداف، ويعتبر أن تنامي ذلك تم بتواطؤ فاضح بين سلطة الأسد وإيران التي دعمت الإرهابيين وفتحت حدودها لهم للتنقل بحرية، والأطراف التي تقاعست عن إيجاد حل سياسي مبكر للأزمة، وحولت سورية إلى ميدان لتصفية الحسابات والصراعات.

 

ومع استخدام “القاعدة” لمسمَّيات أخرى، أكد الائتلاف من جديد رفضه لذلك، ودعوته لكل القوى العسكرية للالتزام بأهداف الثورة السورية والعمل ضمن مظلة وطنية جامعة، وتوحيد صفوفها في كيان ثوري وعسكري يحظى بالشرعية والدعم، ويلتزم بأسس الانضباط ومعايير حقوق الإنسان والقانون الدولي، ويعزل الإرهاب فكراً وسلوكاً وممارسة وتنظيمات.

 

إن الثورة السورية، وهي تمرُّ بأخطر مراحلها، بعد تزايد التدخل الخارجي وعدوان القوى الغازية، التي كشفت عن نواياها المبيَّتة لجعل سورية تحت انتدابها واحتلالها المباشر، جديرة بالتأكيد من جديد على القيم والثوابت التي انطلقت منها، ورفضها الكامل للإرهاب وتنظيماته، مهما كان مصدرها وفكرها، سواء تنظيمات داعش والنصرة وفتح الشام، أو ميليشيات الإرهاب الإيرانية مثل حزب الله والحرس الثوري وألوية “أبو الفضل العباس” وزينبيون وفاطميون ومرتزقة “الدفاع الوطني” والفيلق الخامس وغيرهم من التنظيمات الإرهابية والطائفية والانفصالية.

 

إن الائتلاف الوطني، وهو يرصد بدقة مجريات التطورات في عدد من مناطق الشمال السوري، يودُّ التأكيد على الآتي:

 

الإدانة المطلقة لأعمال الاعتداء والمسِّ بالمدنيين وحقوقهم، والتعرض للحريات العامة، وانتهاك حقوق الإنسان من قبل تنظيم “فتح الشام” ومن يساندونه، ويؤكد أن ذلك جزء من منظومة الإرهاب وسلوكه المرفوض، ويصبُّ في خدمة النظام وحلفائه المحتلين، ويقوِّض قدرات الشعب في التصدي للهجمة الشرسة لاحتلال الأراضي السورية التي تحررت بدماء آلاف الشهداء.

 

دعوة الفصائل الثورية والعسكرية إلى تبني المشروع الوطني الجامع بكل ما يمثله من قيم ومبادئ، والتأسيس لتشكيل جيش وطني سوري يخدم الثورة وأهدافها، ويعمل في إطار مظلتها السياسية الشرعية، ويستجيب لآمال وطموحات الشعب في الوحدة والعمل المنسَّق وفق أسس وضوابط احترافية.

 

إن معركة الشعب السوري هي ضد نظام الجريمة الأسدي والاحتلال الإيراني المساند له، وقوى الإرهاب كافة، وندعو المجتمع الدولي للعمل الجاد والدؤوب من أجل تحقيق الانتقال السياسي في سورية وفقاً لمرجعية جنيف وقرارات مجلس الأمن، بالتوازي مع مكافحة الإرهاب الرسمي والعابر للحدود، واستئصال شأفته.

 

ندعو لتحالف دولي يرفض الإرهاب بكل أشكاله، الفكرية والطائفية والانفصالية، ويعمل على طرد كل التنظيمات الإرهابية من سورية، ورفض منحها أي ملاذ آمن مهما كان غطاؤها، والتأكيد على أن وحدة سورية، أرضاً وشعباً، وبناء نظام ديمقراطي مستقر، هو السبيل الأساس لإبعاد خطر الإرهاب عن المنطقة، وحماية الإنسانية من شروره، وتجفيف حواضنه كافة، ومنع الأفراد والتنظيمات والدول من رعايته أو دعمه.

 

Comments (0)
Add Comment