دي ميستورا: آمل أن نشهد وضعا مختلفا في سوريا بحلول نهاية العام

بدأت الجولة السابعة من المفاوضات السورية في جنيف، يوم الاثنين، ومن المتوقع أن تستمر حتى 15 يوليو/ تموز الجاري، وحول أي المراحل وصلت إليها المحادثات وأي تقارب في وجهات النظر بين وفد الحكومة السورية وجماعات المعارضة، وفي أي مرحلة سينضم الأكراد إلى المفاوضات، أجريت المقابلة التالية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا

 

  • في آخر جولة للمحادثات، قلت إن القطار انطلق أخيراً، هل يمكنك أن تحدد أين القطار الآن، وبحسب اعتقادك ما هي أفضل المخرجات لهذه الجولة؟

 

القطار بالتأكيد ترك المحطة بمعنى أن أسوأ السيناريوهات التي كان يمكن لسوريا أن تشهدها هو تركها لمصيرها ونسيان الأزمة لتصبح مثل ما كانت عليه الصومال لسنوات عديدة، أزمة غير قابلة للحل.

 

ثانياً، القطار ترك المحطة لأن قادة العالم أصبحوا يركزون معا على إيجاد الأولويات التي من شأنها أن تسمح بتبسيط الأزمة السورية. ولذلك عملية التبسيط تجري الآن بالفعل، بمعنى أن الأولوية أصبحت عند الجميع هي محاربة “داعش” وتحرير الرقة ورفع الحصار عن دير الزور، وهي أولويات مشتركة، وفي نفس الوقت تخفيف التصعيد والمساعدات الإنسانية وتنظيف الألغام والمعتقلين وربطاً بهذا كيفية تحقيق الاستقرار في البلاد والذي طريقته الوحيدة هي عبر الحل السياسي.

 

ما نفعله هنا هو التحضير لتلك اللحظة عندما تكون الظروف مواتية لحصول هذا، وما نقوم به هو تحضير المعارضة، التي كانت منقسمة بشدة، والآن يوجد فيما بينها تواصل، بصيغة أخرى يبدو أن المعارضة تتجه إلى موقف موحد على الأمور الدستورية وحتى في النقاط الـ12 التي تتعلق بمستقبل سوريا (الورقة التي قدمها نعومكين) وهو أمر كان غير قابل للتصور قبل عام. وطبعا يبقى القرار الأممي 2254 هو الطريق الأساسي لنا إنما الآن سيكون لدينا طريقة عملية لتطبيقه.

 

  • هل تقصد “وثيقة نعومكين”؟

 

في الواقع نعومكين لا يحب تسمية هذه الوثيقة بهذا الاسم، لكن نعم الحديث يدور حول هذه الوثيقة، ونحن بالفعل نذهب في هذا الاتجاه، لكن هل سيكون من المتوقع انفراج الأزمة الآن؟ في الحقيقة لا أعتقد هذا، إضافة إلى أن أستانا كما قرار مجلس الأمن 2254 لا تزال “حبرا على ورق”، ونحن نبحث عن كيفية تطبيقه من الناحية العملية.

 

  • بخصوص اللقاءات التقنية حول الدستور والمسائل القانونية، هل تخطط لدعوة الأكراد إلى هذه الاجتماعات؟

 

الأكراد جزء أساسي من المجتمع السوري، وبرأيي يجب أن يكون لديهم كلمة بما سيكون عليه الدستور في المستقبل إن كان دستوراً جديداً أم إن كانت إصلاحات للدستور الحالي. في الوقت الحالي تجري نقاشات حول جدول وعملية وضع الدستور الجديد وليس عن الدستور بحد ذاته. عندما يحين الوقت سيكون من الصعب جداً تجاهل الصوت والرأي الكردي السوري. وبقولي هذا، أذكر أن هناك تمثيل كردي في المعارضة.

 

  • هل يمكننا القول إنه قد تجري دعوة الأكراد إلى اللقاءات التي تناقش المسائل الدستورية؟

 

يمكن القول إنّه حين يبدأ السوريون بمناقشة مستقبل دستورهم فيما بينهم، سيكون حينها واجباً شمل جميع أطياف الشعب السوري في النقاش.

 

  • بالحديث عن اللقاءات التقنية، كيف ستكون شكلها على المستوى التنظيمي، وكيف سيكون النقاش في المسائل الدستورية؟

 

تقنية الوساطة هي تحضير جميع الأطراف وجمعها على النقاط المشتركة، وقد تفاجأت مؤخراً إلى أي درجة وجدت أطراف المعارضة السورية أرضية مشتركة فيما بينها وهي حتّى غير بعيدة عما يقوله وفد الحكومة مثل السيادة والوحدة وسلامة الأراضي وأمور كثيرة أخرى أيضاً مثل المؤسسات التي يجب حمايتها. لذلك أعتقد هناك مقاربة ناضجة جداً في هذه المرحلة لأن الأطراف شعروا بأن الدول الكبرى مثل روسيا وأمريكا وغيرها بدأوا يتكلمون عن كيفية إنهاء هذا النزاع.

 

  • هل يمكن لهذه الاجتماعات التقنية أن تتوسع لتطال السلات الأخرى؟

 

بالفعل اللقاءات التقنية ستطال السلات الأربع، لكن المسألة الدستورية هي موضوع مهم جداً، وأنا أعلم أنّه في أستانا كانت هناك لحظة حين قامت روسيا بدفع هذا الأمر قدماً، واعتبروا أن أفضل مكان لمناقشة هذا الأمر هو جنيف، كما هي أستانا المكان المثالي لمناقشة مسألة تخفيف التصعيد.

 

  • أنتم تقولون إن المعارضة توصلت إلى موقف متقارب في اللقاءات التقنية، هل هذا مدخل إلى توحيد وفودها؟

 

من المبكر قول هذا. ولهذا أختار كلماتي بعناية أي أن المعارضة توصلت إلى موقف متقارب.

 

  • هل ما زلت تخطط إلى عقد جولتين للمحادثات السورية في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) المقبلين لأن هناك إشاعات حول تركك المنصب في أكتوبر (تشرين الأول)؟

 

أولاً، نعم ننوي أن نضمن بأن يكون العمل الذي نجريه هنا وهو عمل تحضيري للوقت المناسب الذي سنتمكن أخيراً فيه من القول فعلياً بأنه لدينا الآن مؤتمر سلام في جنيف. سنستكمل عملنا في أغسطس وسبتمبر وربما في أكتوبر وحتى في نوفمبر(تشرين الثاني)، لأننا نأمل بنهاية العام أن يكون لدينا صورة مختلفة في سوريا.

 

عربي سبوتينك

Comments (0)
Add Comment