مع اقتراب موعد اجراء الإستفتاء الذي أعلنه قيادة إقليم كردستان في الخامس والعشرين من أيلول لعام 2017 ليعبر فيه شعب كردستان عن رأيه ويتخذ قرار مصيره بنفسه، ازدادت الضغوطات من جهات إقليمية ودولية على قيادة الإقليم مطالبة اياه بتأجيل الإستفتاء والدخول بدلا منه في حوار مع حكومة بغداد حول الأمور الخلافية التي أوجبت هذا الإعلان، ووصلت ببعض منها حد التهديد والوعيد، ناسية الجهود المضنية التي بذلها الكرد مع هذه الحكومة والتي لم تسفر إلا الى المزيد من التهميش له ومتناسية ما قدمه شعب إقليم كردستان من تضحيات في سبيل دحر الإرهاب وعلى رأسها داعش بفضل بطولات أبنائه من البيشمركه وصفها الكثيرون من العالم من أنهم لا يدافعون عن الكرد فحسب بل عن الإنسانية جمعاء، ومتناسين أيضا ما شهده العالم للإقليم عن مسيرته في البناء والديمقراطية وكيف أصبح نموذجاً في التعايش بين مكوناته القومية والدينية، وملاذاً لمئات الآلاف من النازحين من المناطق التي اجتاحها الإرهاب بدعم ومساندة أولئك الذين تنكروا للدستور العراقي الضامن لعراق اتحادي اختياري حر بين أبنائه، وعادوا مرة أخرى الى الممارسات الشوفينية والى ذهنية الإستبداد قومياً ودينياً لإقصاء الكرد، والإلتفاف على كل ما تم سنه في الدستور وفي المقدمة منها المادة (140) وقطع ميزانية الإقليم ورواتب العاملين وغيرها… الأمر الذي ألغى بشكل عملي من أن يكون العراق بلد الشراكة الحقيقية بين مكوناته، ودفع بقيادة الإقليم الى اتخاذ هذا الإعلان.
ان المجلس الوطني الكردي في سوريا وهو يعبر عن تضامنه الكامل مع قيادة إقليم كردستان والرئيس مسعود بارزاني في ما اتخذه من موقف وقرار بهذا الشأن فإنه يدعو المجتمع الدولي وقوى التحرر والسلام والديمقراطية في العالم والأمم المتحدة ومنظماتها الى تحمل مسؤولياتها وعدم ادامة الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الكردي عقودا طويلة، والعمل على انصافه اسوة بشعوب العالم وتنفيذ ما تم اقراره بحق الشعوب في تقرير مصيرها كما ورد في الإعلان والمواثيق والعهود الدولية بهذا الخصوص، ووضع حد للتهديدات التي تستهدف الإقليم وشعبه الآمن، وتجنيب المنطقة المزيد من الكوارث والويلات.
كما يناشد المجلس أحرار العالم الى إعلان تضامنهم مع شعب اقليم كردستان واحترام ارادته وحقه المشروع في التعبير عن رأيه وتقرير مصيره.
كما يدعو أبناء الإقليم وقواه السياسية والمجتمعية الى مزيد من الوحدة والتكاتف وكذلك أبناء شعب كردستان في كل مكان الى التضامن معهم ومساندتهم لتحقيق ما يتطلعون إليه في الحرية والخير والسلام لهم ولجميع شعوب المنطقة.
23/9/2017
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي