قال “حواس خليل عكيد” عضو الهيئة السياسية للائتلاف وعضو الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية تعقيباً على تصريحات أدلى بها “بشار الجعفري” رئيس وفد النظام السوري في مباحثات (جنيف)، ذكر فيها بأنه لا توجد مناطق أسمها المناطق الكردية في سوريا، أن تصريحاته “لم تكن مفاجئة”.
وأضاف “عكيد”: “لم يكن ما صرّح به رئيس وفد النظام المفاوض بشار الجعفري مفاجئاً لنا كحركة كردية في سوريا، لأن هذه السياسة الاقصائية من النظام تجاه الشعب الكردي ليست وليدة اللحظة ولا هي وليدة الثورة السورية، إنما مرض يعاني منه الشعب الكردي وعموم الشعب السوري منذ ما يقارب الستين عاماً، منذ تولي البعث لسدة الحكم”.
وأشار “عكيد” أن النظام ومنذ أن تولى السلطة في البلاد، عمل دون كلل أو ملل على تفتيت الوطن السوري، عبر تحريض العرب على الكرد، والايقاع بين المسلمين والمسيحيين، وضرب المذاهب الاسلامية بعضها ببعض، وزرع الفتنة بين مكونات الشعب السوري العريق المحب للحرية والسلام والديمقراطية”.
“سوريا التي كان الرؤساء الكُرد فيها يتولون السلطة والضباط الكُرد يصلون إلى أعلى هرم في الاركان لأن الوطنية السورية كانت المقياس الوحيد للتقييم، سوريا التي تولى فيها رئيس الوزراء فارس الخوري المسيحي مهام وزير الأوقاف لأنه كان يحب وطنه وحريص على كل ذرة تراب فيه دون أن يميز بين دين أو عرق أو مذهب، وعندها قال رجال الدين المسلمين بأنهم لن يجدوا ائمن منه على اوقافهم” كما يذكر “عكيد”.
ويرى “عكيد” أن “الغاية الأسمى لدى النظام هي تثبيت دعائم حكمه ولو ضحى بجميع الشعب السوري، الذي يعيش على أرضه التاريخية متعايشاً متحاباً منذ آلاف السنين سوياً، في حالة حضارية مميزة، اشاعت مدنيتها الى جميع اصقاع العالم، إلى أن أصبح النظام يصّدر إليه اللاجئين في مآس انسانية يندى لها الجبين”.
ويؤكد “عكيد” أن “الشعب الكردي وكل الشعب السوري ليس بحاجة الى صكوك الوطنية من الجعفري”، لأنه وفقاً لعكيد “يعيش حالة التآخي والعيش المشترك منذ آلاف السنين، والكرد كانوا في مقدمة المدافعين عن حياض سوريا منذ الالف الثالث قبل الميلاد في عهد المملكة الحورية الميتانية، التي كانت تشكل القوة الاساسية الى جانب الامارات والممالك الناشئة في بقية الاراضي السورية مثل اوغاريت وامورو وغيرها في مواجهة الاطماع الحثية والمصرية الفرعونية وصراعاتها حول سوريا”.
و حول تسمية المناطق الكردية، أشار “عكيد” أنه “ليس الكرد فقط من يسمونها بالمناطق الكردية، وانما كل الاعلام المحلي والدولي يسمونها بهذا الاسم”، مردفاً “هذه المناطق التي ظلت عصية على داعش واخواتها بسبب رفض الكرد وبقية المكونات المتعايشة معهم للفكر المتطرف”، مضيفاً: “ليس الحاضر فقط من يخبرنا باسم تلك المناطق، وانما الدراسات الاركولوجية الحديثة ايضاً، ففي الموقع الاثري في قرية “كري موزا” ترقد “اوركيش” العاصمة الدينية للمملكة الحورية الميتانية التي كانت “واشوكاني” ، “سري كانيي” الحالية ، التي عربها الشوفينيون الى رأس العين عاصمتها السياسية ، وقلعة “النبي هوري” في منطقة عفرين ما زالت شامخة تحكي تاريخاً اهملته السلطات المتعاقبة عن قصد لأنها تحكي عراقة الشعب الكردي”.
ووجه “عكيد” سؤاله لرئيس وفد النظام السوري بالقول: “إن لم تكن هناك مناطق اسمها مناطق الكردية، فلماذا تم العمل على تعريب اسماء القرى والبلدات والمدن الكردية؟”، مستطرداً: “لماذا منع هذا الشعب العريق من أن يعيش خصوصيته ككل شعوب العالم، لماذا زرع الحزام العربي في خاصرة المناطق الكردية إن لم يكن هناك ديموغرافيا كردية يراد تعريبها وطمس هويتها؟ لماذا جرد الكرد من جنسيتهم السورية وأصبحوا من المعذبين في سوريا ومنع عليهم مغادرتها لتصبح سجناً مضاعفاً لهم بعد أن تحولت سوريا الى سجن لجميع السوريين”.
وبين “عكيد” أنهم جاؤوا الى المحفل الدولي حاملين مظالم الشعب السوري المغبون، الذي اصبحت محنته مأساة القرن الواحد والعشرين ومضرب مثل في العالم، ورغم ذلك فإن النظام لا يستغني عن العنجهية ونظرة التعالي ورفض الآخر”، موضحاً أن “المعادلة اليوم لم تعد سلطة ومعارضة”، إنما “مأساة الشعب السوري جميعاً وعلى كل الغيورين على هذا الشعب العريق أن يعملوا على انهاءها”.
ويختتم “عكيد” حديثه بالقول: “نحن الكرد نفتخر بسوريتنا، ولكنها ليست وفق لمنظور بشار الجعفري ونظامه الذي يعني لهم ذلك التمسك بزمام السلطة واستخدام الشعارات القومية والوطنية كذرائع لتغطية ممارساتها الدكتاتورية، حتى لو كان على حساب تاريخ وحاضر ومستقبل الشعب السوري”.
آدار بريس