قال ” فيصل يوسف ”المنسق العام لحركة الإصلاح الكوردي في سوريا أنّ اللقاء بين الوفد الروسي والمجلس الوطني الكوردي في قامشلو جاء بناءً على طلبٍ من روسيا ،حيث أنّ روسيا طلبت اللقاء مع وفدٍ من المجلس الوطني ،للنظر في كيفية رؤية المجلس لحالة الحرب في سوريا التي تعلن روسيا مراراً وتكراراً إيقافها من خلال عدة مؤتمرات دعت وتدعو إليها ك”سوتشي” الذي سيُعقد في أواخر يوليو /كانون الثاني.
و أفاد أنّ اللقاء الثنائي تطرّق للحالة السياسية في سوريا والتي لا يمكن أن تبدأ وترتقي إلا بالقضاء على الإرهاب ، بالإضافة إلى طروحات المجلس الوطني التي تنظر لتحقيق سوريا ديمقراطية فيدرالية متمتعة بجميع الحقوق ولكافة الطوائف والمكونات ، والاعتراف بالكورد والقضية الكوردية مثلما تمّ ويتم الاعتراف بالقومية العربية في سوريا.
مردفاً بالقول إنها الرؤية الكوردية والتي تم التوقيع عليها في اتفاقية هولير ٢٠١٢.
وأكد يوسف ” إنهم كمجلس الوطني الكوردي ضد الإرهاب والعمل العسكري ،فهنالك قضايا تُحلّ عسكرياً وأخرى سياسياً ، معتبراً أنه أمرٌ نسبيّ ولا يمكن أن نؤول كل الحلول إلى الحل العسكري فقط.
وتعليقاً على التأثير الذي يمكن أن يحدثه اللقاء الروسي مع المجلس الوطني قال يوسف “لقد كان لقاءً إيجابياً لأنّ الروس يعلمون علم اليقين مكانة المجلس الوطني في الأوساط الكوردية ،إذ إنه يتمتع بشعبية كبيرة ،بالإضافة إلى حضوره كافة المؤتمرات والمحافل الدولية كمكون رئيسي من مكونات الشعب السوري.
وتابع في السياق ذاته ” إنّ الوفد الروسي بيّن مساعي روسيا في إيجاد سوريا غير طائفية ،إلا أنّ رؤية المجلس الوطني كانت مختلفة تماماً ،حيث أنّ سوريا يجب أن تكون متعددة المكونات والقوميات.
مشيراً إلى لقاءاتٍ أخرى جرت بينهم وبين الروس ،ولكن هذا اللقاء كان أكثر إيجابيةً من غيره حيث أنه جاء بناءً على طلبٍ من روسيا.
وفي ردّه على سؤالٍ حول دعوة الشخصيات الوطنية المعارضة للشعب السوري إلى مقاطعة “مؤتمر سوتشي” الذي تدعو إليه روسيا قال يوسف ” إلى الآن لم تصلنا الدعوة رسمياً لحضور المؤتمر ، ولم تتلقَ أي منظومة الدعوة لأنّ المؤتمر في طور التحضير له ، وسوتشي ليست بداية الطريق ،فمؤتمر جنيف الذي يُعقد تحت مظلة دولية ،فهو المؤتمر الذي تؤدي إليه كل الطرق فكما يقال “كل الطرق تؤدي إلى روما”.
لافتاً إلى أنّ أي طرف بمفرده لا يمكن أن يحقق النتيجة المبتغاة ، فبالضرورة ستكون هنالك حاجة ماسة لقرارات دولية شرعية ، والأمر الأكثر أهميةً بالنسبة للمجلس الوطني هو الانفتاح على كافة المؤتمرات الدولية حسب وصفه.
وفيما يتعلق باعتقال الشخصيات الوطنية والإعلامية من قبل أسايش الإدارة الذاتية أوضح يوسف أنّ هنالك الكثير من المسائل في سوريا لم تُحل بعد ومن ضمنها القضية الكوردية ،فلازال النظام موجوداً ويصدر المراسيم والقرارات وكأنّ شيئاً لم يكن.
فبعد الثورة السورية انضم الكورد إلى صفوف المعارضة باعتبارهم أهم المعارضين والمطالبين بحقوقهم منذ أمدٍ طويل.
وأشار إلى مساعي الرئيس البارزاني الذي أعلن دعمه للكورد ليكونوا شركاء في سوريا المستقبل في حال تكاتفوا وتوحدوا وحملوا السلاح سوياً في وجه أعداء القضية.
معرباً عن أسفه حيال ما قامت به وما تقوم به إلى الآن ال pyd من استفرادهم في حمل السلاح وتضييق الخناق على أخوتهم في الدم.
منوّهاً إلى أنّ اعتقال المناضل “عبدالرحمن آبو ” وغيره من قيادات الأحزاب المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني هو إضعاف للقضية الكوردية وللنضال الكوردي.
مضيفاً أنّ القيادة الكوردية يجب أن تكون حرة طليقة تقود الشعب ، وليست قابعة في السجون.
كما ودعا ال pyd إلى الابتعاد عن ممارساتهم ،لأنّ ذلك لا يخدم القضية الكوردية بل ويعود بها إلى الوراء أزماناً وأزماناً.
ما يحصل في إقليم كردستان ليس خاصاً بكردستان فقط إنما يمثل قضية شعبٍ بكامله ، والرئيس البارزاني سعى جاهداً في كافة مناطق الشرق الأوسط من أجل القضية الكوردية.
هذا ما أوضحه يوسف في إجابته على أسئلةٍ طُرحت عليه حول مماطلة الحكومة العراقية الامتثال للحوار مع حكومة الإقليم بعد عملية الاستفتاء وأحداث ليلة السادس عشر من تشرين الأول.
وفي سياقٍ متصل ” فإنّ مسألة الاستفتاء أثارت جدلاً عارماً في الأوساط الدولية ،فمنهم من أيّد ومنهم من تحفّظ على موقفه ،والبعض عارض كالأنظمة الشوفينية التي تحارب القضية الكوردية منذ الأزل وإلى الآن ، فتحاول إخماد أي محاولة يقوم بها الكورد للاستقلال ،وبدا ذلك واضحاً في مواقف كل من العراق وتركيا وإيران.
ودخول الحشد الشعبي بدون قتال والسيطرة على كركوك كانت نتيجة اتفاقاتٍ سرية أُحيكت ضد الكورد والقضية الكوردية ،لأنّ الاستفتاء هو المفتاح التاريخي الذي سيفتح الآفاق أمام الكورد.
وأوضح يوسف أنّ القوى الدولية أعربت عن مواقفها تجاه ما يحصل مؤكدين أنّ الكورد شركاء في الدستور العراقي والحكومة العراقية وفي قادم الأيام سنشهد وضعاً أفضل بعد الأزمة التي خلقتها حكومة بغداد.
واختتم المنسق العام لحركة الإصلاح حديثه بالقول على المجلس الوطني أن يناضل أكثر في سبيل تطوره وأن يطوّر العلاقات بين أحزابه وذلك للارتقاء بالقضية الكوردية
معرباً عن أمله بأن يكون المستقبل للأجيال القادمة والتي ستكون بكل تأكيد شركاء في سوريا.
ولات بريس