كثّف وفد «هيئة التفاوض العليا» السورية المعارضة، لقاءاته في نيويورك الإثنين والثلثاء تعبيراً عن مخاوف من نتائج اجتماع سوتشي، الذي تُعِد روسيا لعقده قريباً، وإمكان أن يؤدي إلى «حرف العملية السياسية عن مسار جنيف، أو إيجاد مسارٍ موازٍ»، وفق ديبلوماسيين شاركوا في اللقاءات، فيما كان مقرراً أن ينتقل الوفد إلى واشنطن أمس «لعقد لقاءات في وزارة الخارجية والبيت الأبيض». في غضون ذلك، استدعت تركيا السفيرين الإيراني والروسي للتنديد بانتهاك منطقة خفض التوتر في إدلب أخيراً، محذرة من أن استهداف فصائل المعارضة المعتدلة يمكن أن يقوّض مؤتمر سوتشي
وفي نيويورك، قال مطلعون على لقاءات وفد «هيئة التفاوض العليا» في الأمم المتحدة، إن الهيئة «تسعى إلى استباق مؤتمر سوتشي بتأكيد مرجعيات العملية السياسية المتمثلة في مسار جنيف التفاوضي وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤، وقطع الطريق على مساع تبذلها الحكومة السورية لتجزئة المسارات والالتفاف على مفاوضات جنيف». وأوضح ديبلوماسيون أن وفد الهيئة سعى إلى الحصول على ضمانة «بعدم إعطاء الأمم المتحدة غطاء سياسياً لمؤتمر سوتشي ما لم يكن متوافقاً مع مسار جنيف»، في ظل توقعات بأن يشارك المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في المؤتمر في حال انعقاده.
وترأس وفد الهيئة إلى نيويورك رئيسها نصر الحريري، إلى جانب هادي البحرة وبسمة قضماني، وبدأ لقاءاته أمس باجتماع مغلق مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومساعده للشؤون السياسية جيفري فلتمان، كما التقى السفير البريطاني ماثيو ريكروفت. وكان مقرراً أن يجتمع الوفد مع سفير كل من فرنسا وألمانيا، فيما لم يُعلن موعدٌ للاجتماع مع السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي. ونقل ديبلوماسيون عرب عن الحريري أن الاجتماع مع غوتيريش «كان إيجابياً»، وأن الأخير «أكد للوفد أنّ لا بديل من مسار جنيف، ما يتطلب من كل المبادرات أن تصب في سياق دعم المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف». وقال الناطق باسم الأمين العام فرحان حق: «نأمل بأن تساهم المسارات كافة، بما فيها سوتشي، في ضمان نجاح الجولة التفاوضية المقبلة في جنيف». كما عبر السفير البريطاني للوفد عن دعم لندن مسار جنيف وضرورة أن تصب المبادرات كافة في سياق تدعيمه.
وأعلنت «الهيئة» في بيان أن الحريري أكد «الأخطار التي تمثلها عملية سوتشي بصيغتها الحالية»، إذ «تهدد بتقويض عملية جنيف، وهدف الانتقال السياسي وفقاً لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤». كما شدد على أن «النظام (السوري) هو من يقف بوجه تقدم العملية السياسية في جنيف»، مشيراً إلى أن «أي عملية موازية لجنيف ستساعد النظام على المضي في استراتيجيته العسكرية». وطالب «المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا، بتقديم المساعدة في تغيير الدينامية من خلال العمل مع الحلفاء لتقديم الدعم لعملية جنيف والضغط على النظام وحلفائه للتفاوض».
الحياة