في تناغم مع الموقف الروسي من التسوية في سورية، تراجعت تركيا عن إصرارها على رحيل الرئيس بشار الأسد، وأعلنت أن عليه الرحيل «في مرحلة ما»، مشددة على أولوية «انتقال سياسي» يؤدي إلى دستور جديد وانتخابات. بموازاة ذلك، اعترفت وزارة الدفاع الروسية بإسقاط إحدى مقاتلاتها ومقتل الطيار، وما لبثت أن أعلنت مقتل 30 مسلحاً في قصف صاروخي مكثّف على منطقة إطلاق الصاروخ على المقاتلة الروسية.
وقد رفض الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن التلميحات بوجود اتفاق مع روسيا لإعطاء الضوء الأخضر للعملية العسكرية في عفرين، في مقابل السماح بتقدّم القوات النظامية على حساب فصائل المعارضة في منطقة إدلب. وقال في تصريحات أمس: «لا يوجد اتفاق مع روسيا- أعطونا إدلب وخذوا عفرين… العمليتان منفصلتان».
وقال قالن إن الموقف الروسي «لم يكن حماية الأسد شخصياً بل مؤسسات الدولة وأجهزتها والجيش السوري وعناصر النظام»، مضيفاً: «يريدون ضمان عدم انهيار الدولة بشكل تام في سورية».
وفي حين اعترف المسؤول التركي البارز بأن الأسد فقد الشرعية وقدرته على إعادة توحيد سورية، أكّد في الوقت ذاته ضرورة «انتقال سياسي في سورية» يؤدي إلى دستور جديد وانتخابات. وقال: «لن يكون الأمر سهلاً، لكن هذا هو الهدف النهائي، وفي مرحلة ما، يتعين على الأسد المغادرة»، مضيفاً: «متى يكون ذلك تحديداً، وفي أي مرحلة (يغادر الأسد)، إنها مسألة ستتم الإجابة عليها بالتأكيد لاحقاً».
وفي حين دعا زعيم المعارضة التركية كمال كيليجدار أوغلو حكومة بلاده إلى التواصل بشكل فوري مع «الحكومة السورية» وإقامة علاقات معها للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، انطلاقاً من المصلحة المشتركة ضد التمدد الكردي، نفى قالن أي اتصال مع دمشق «على أي مستوى»، وقال: «ليس هناك أي اتصال أو علاقة مباشرة أو غير مباشرة. لا شيء مع النظام السوري على أي مستوى كان. يمكنني أن أقول ذلك بشكل قاطع وبكل وضوح».