باريس تدفع بوثيقة «الدول الخمس» بديلاً من مسار سوتشي للحل السوري

في ظلّ تصاعد التباعد الدولي في شأن الملف السوري وشلل متواصل في مجلس الأمن تجلّى في فشل مساعي التوصل إلى هدنة لمدة شهر، برزت محاولات فرنسية لإحياء «وثيقة الدول الخمس» ودفعها إلى المسار العملي، مع مطالبة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا باعتمادها منطلقاً لخريطة عمله في المرحلة المقبلة.

وفي مؤشر الى ديناميّة فرنسية متجددة تجاه القضية السورية، طلب الرئيس إيمانويل ماكرون أمس من نظيره الروسي فلاديمير بوتين «القيام بكل ما في وسعه حتى يوقف النظام السوري التدهور غير المقبول للوضع الإنساني في الغوطة الشرقية وإدلب»، معرباً عن «قلقه» إزاء «احتمال أن يكون الكلور استُخدم» ضد المدنيين «مرات في الأسابيع الأخيرة». وشدد على أن بلاده لن تتراجع عن التصدي للإفلات من العقاب في شأن استخدام الأسلحة الكيماوية، فيما طالبت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي بفتح «ممرات إنسانية في أسرع وقت».

إلى ذلك، كشف مسؤول بارز يتابع الملف السوري  أن الدول الخمس (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن) التي اجتمعت في باريس في 23 كانون الثاني (يناير) وتبنّت ما وصِف بـ»وثيقة الدول الخمس» في شأن الملف السوري تناولت خصوصاً مسألتي الدستور والانتخابات، تريد أن تؤكد لروسيا وتركيا وإيران بعد مؤتمر «الحوار الوطني» في سوتشي أن الورقة الدولية يجب أن تكون أساساً لما ينبغي العمل عليه من أجل الحل في سورية.

واعتبر المسؤول أن ورقة إعمار سورية قد تكون عامل جذب لحمل دمشق على التفاوض، حتى لو أنها تؤثر في شكل هامشي على النظام، مع ملاحظة أن هناك احتمالاً بأنها قد تعيده إلى الشرعية الدولية. ولفت إلى أن باريس ترى ضرورة العمل مع الروس لإقناعهم بالضغط على النظام.

إلى ذلك، توقع ديبلوماسي في مجلس الأمن أن يواجه دي ميستورا صعوبات في تشكيل لجنة صوغ الدستور «لجهة اختيار الأسماء التي تحظى بالدعم الكافي». في الوقت نفسه، لم تحقق الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى هدنة لمدة شهر أي اختراق، في ظل رفض روسي للاقتراح الذي قدمته الأمم المتحدة.

في الإطار ذاته، أكد مسؤول أميركي بارز أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيطلب من تركيا كبح جماح عمليتها العسكرية في عفرين. وقال في إفادة عن الجولة الشرق الأوسطية التي يقوم بها تيلرسون بين 11 و16 الشهر الجاري، أن المحادثات في أنقرة ستكون «صعبة. الأتراك غاضبون، وهذا وقت صعب للتعامل في ما بيننا، لكننا نعتقد أنه لا تزال هناك بعض مصالح أساسية مشتركة».

 

الحياة

Comments (0)
Add Comment