أقامت منسقية حركة الإصلاح الكردي في سوريا اليوم الأحد، فعالية لإحياء ذكرى تأسيس الحركة، بحضور العديد من الأحزاب والشخصيات، وذلك في مقر المجلس الوطني الكردي بمدينة اسطنبول التركية.
وفي مستهل الحفل تحدث عضو هيئة التفاوض السورية والقيادي في حركة الاصلاح حواس خليل عن الدور الذي لعبته الحركة منذ انطلاقتها، مؤكداً على أن الحركة ماضية في مشروعها رغم الظروف الحالكة، منوهاً إلى رغبة الحركة في إحداث التغيير الجذري في آلية عمل الحركة الكردية التي أصابها الترهل والشلل، كما ذكر حواس بعض منجزات حركة الإصلاح منها: قدرتها على مواجهة النظام الكلاسيكي والمركزي الصارم داخل الحركة الكردية وتفعيل النظام اللامركزي، والذي كان له تأثير إيجابي ملحوظ على باقي الأحزاب التي رحبت بفكرة التخلص من الآليات القديمة المتحجرة في هرمية التنظيمات السياسية، وعلى المستوى الاجتماعي أشار عكيد إلى أن الحركة استطاعت تنشيط الفعاليات المدنية بشكل كبير، والمساهمة في إنعاش الحركة الثقافية في المنطقة، إذ على المستوى الثقافي قامت الحركة بإحياء منتدى الاصلاح والتغيير الذي تم من خلال منبره إطلاق المشاريع الثقافية والفكرية وتقديم مختلف الرؤى عبر الحلقات الدورية، حيث ضمت الجلسات مختلف المجالات البحثية، وشملت الكثير من المدن والبلدات الكردية.
ومن جهته عبّر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبدالرحمن مصطفى عن خالص تمنياته بنجاح الحركة في دورها التغييري، وعرج رئيس الائتلاف إلى ظروف اعتقال الاستاذ فيصل يوسف من قبل ب ي د، متمنياً له ولكل رفاقه المعتقلين لدى سلطة الوكالة الحرية والخلاص للشعب السوري برمته من نظام الطغيان وكل الميليشيات المتعاونة معه.
كما ألقى كلمة ممثلية المجلس الوطني الكردي في اسطنبول عثمان ملو، متحدثاً عن الدور الإيجابي الذي لعبته الحركة منذ نشأتها، داعياً في سياق كلمته الى إنهاء نظام بشار الأسد، وكذلك التخلص من سلطة الأمر الواقع في المناطق الكردية.
بينما ألقى كلمة حركة الاصلاح في استنبول عثمان عكيد، وشدّد عكيد في كلمته على ضرورة أن لا يتنازل الشعب السوري عما خرج لأجله عام 2011، وأضاف عكيد أنه بناءً على التضحيات الجسام التي قدمها ويقدمها الشعب السوري منذ سبع سنوات، ينبغي له أن لا يتنازل قط عن حقوقه في بناء دولة اتحادية ديمقراطية، مؤكداً على الاستمرار في النضال السلمي لنيل الأهداف.
كما ألقيت كلمة حزب الحق وآزادي من قبل الاستاذ مصطفى أركاش والذي ركز بدوره على ضرورة توحيد الطاقات وتكثيف الجهود في الحركة الكردية بوجهٍ عام، متمنياً لحركة الاصلاح دوام الموفقية والاستمرار
كما ألقيت كلمة من قبل الحركة الآثورية وتركزت فحواها على ضرورة تلاحم المكونات السورية، متحدثاً عن جمالية الفسيفساء السوري الذي يحوي الكثير من الثقافات التي تزين سوريا، داعياً الى إحقاق الحق ونشر ثقافة الحب والسلام في عموم سوريا بعد سنواتٍ طوال من القتل والتشريد والدمار
من جانبها تطرقت الآنسة بركين قاسم في كلمتها باسم تيار المستقبل الكردي إلى التقاطع الكبير بين الأفكار التي كان يطرحها عميد الشهداء مشعل التمو وبين المشروع التغييري الذي عملت عليه ولأجله حركة الاصلاح الكردي في سوريا.
بينما عبّر رئيس الهيئة السورية للتفاوض الدكتور نصر حريري في برقية بعثها بمناسبة إحياء ذكرى تأسيس الحركة، عن خالص أمانيه بدوام تقدم الحركة في مشروعها الإصلاحي، ومتمنياً لها الموفقية والمزيد من التألق والنجاح في مساعيها القائمة على التغيير والتحديث على مستوى الخطاب والممارسة.
هذا وختم الفعالية كل من الشاعرين بافى حلبجة والدكتور شيار سليمان، وتطرق بافى حلبجة في قصيدته التي كانت عن الخردل والكيماوي إلى المشتركات بين حزب البعث في العراق وسوريا، باعتبار أن النظامين استخدما الكيماوي بحق شعبهما، فنظام صدام استخدم الكيماوي في حلبجة وخورمال كما استخدم نظام الاسد الكيماوي ضد شعبه في دوما وخان شيخون، أما الدكتور شيار سليمان فقد كانت قصيدته عن بواكير الثورة السورية في قامشلو عام 2004 والتي خمدها نظام البعث بكل ما يمتلك من قوة، مستخدماً في قمعها آنذاك حتى عشائر المنطقة لإخمادها، معتبراً في قصيدته أن انتفاضة قامشلو كانت سبّاقة في الوقوف بوجه عسف النظام وجوره وجبروته.
يذكر أن حركة الإصلاح الكردي في سوريا تأسست في 14 نيسان عام 2010 بهدف الإصلاح والتغيير وقد اصطدمت باستبداد حزب الاتحاد الديمقراطي منذ البداية، فيما لا يزال المنسق العام للحركة وعضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي فيصل يوسف قيد الرهن والاختطاف لدى سلطة الإدارة الذاتية.