هل حقّاً الكرد ضحايا الجغرافيا السياسية؟؟

فيروشاه عبد الرحمن

خاص / نشرة نداء الاصلاح

قد يكون من اهم التحولات التاريخية في القرن التاسع عشر انهيار الإقطاعية  وانتشار الرأسمالية ،وهذه  العلاقات الإقطاعية السائدة  كانت تؤمن للكرد في حينها احتياجاتهم وخاصة الأمنية في تلك الجبال و التي لصقت بهم تاريخيا و لم يفكروا بالتوسع و الرحيل كما العرب و غيرهم من الأقوام الاخرى

كما كانوا ضحايا الصراع الصفوي -العثماني  في معركة جالديران 1514 م والتي كانت من نتائجها تقسيم كردستان بين الإمبراطوريتين و الذي كما رآها الدكتور كمال مظهر قصوراً لدى الكرد بقوله :”الكرد لم يتنبهوا للتحولات التاريخية في القرن التاسع عشر و الى الواقع الإقليمي الجغرافي الجديد آنذاك” وعلى الرغم من البندقية الكردية الحاضرة دائماً والتي استخدمت كثيراً في وجه أعداءهم واستفاد منها أعداءهم أولاً حيث ازداد المعادين لقضيتهم  في جغرافيتهم الاقليمية اضافة الى إهمال العالم لهم و لقضيتهم بالرغم من المطالبات السياسية  الكردية و التي كانت و لا زالت تطالب بإنصافهم كبقية شعوب العالم والتي كانت تصطدم وبشكل مستمر بهاجس الدول الاقليمية لكردستان بتفكك دولهم و الذي بقي العامل الحاسم في منع و عدم الحصول على حقوقهم بلعنة الجغرافية كما أطلق عليها الكثيرون

وقد ظهر في العصر الحديث دور هذه الجغرافية في أعقاب الاستفتاء الذي أجرته حكومة اقليم كردستان العراق في 25/9/2017  و المعارضة الشرسة من الدول الاقليمية  (تركيا و ايران و سوريا و العراق) وبالتهديد من قبل بعضهم و الدخول المباشر من قبل ايران و العراق تلك الجغرافية التي أصبحت لها دور حتى في تشكيل الأحزاب الكردية فتشكلت أحزاب سياسية لكل جزء من اجزاء كردستان تبعاً للجغرافية السياسية فبقيت مطالبهم مجزأة و ضعيفة ولَم تتشكل منظمة تطالب بحقوقهم و إنما منظمات سياسية متقطعة الأوصال في كل جزء لذلك سهلت التعامل معها بالجغرافية المجزأة و نضال الجزء الواحد وابعاد عامل هام جداً وهو ابعاد عامل العمق الاستراتيجي المتمثل  بالحركة الكردية و الذي أدى الى تناقضات حادة وصلت الى حدود الحروب الكردية -الكردية وقد يكون من غير المنصف اعتبار عدم قيام كردستان الى العامل الجغرافي لوحده فاليمن مثلاً كانت كجغرافية سياسية  اكثر تعقيداً وانقسمت الى دولتين ومع ذلك أصبحت دولة واحدة ،اما كردستان كموقع جغرافي و توزعه بين عدة دول إقليمية لعب دوراً معوقاً نظراً للتأثير الجغرافي الذي يقسم هذه الجغرافية سياسياً  فالتاريخ أيضاً كعامل آخر لعب دوراً محورياً فيما آلت اليه الأمور من نتائج و لعب الدور الخطير في بقاء شعب يزيد تعداده الى 40 مليوناً دون كيان حتى الان في جغرافية لها كل عوامل الدولة و الوطن و التي أبطلته المقايضات و المصالح الدولية أولاً ومن ثم المصالح الاقليمية ثانياً و الذي تعرضوا فيه لعمليات الالحاق و الترحيل فأصبحوا ضحية التاريخ و الجغرافية السياسية معاً

فالكرد بحاجة الان الى دبلوماسية نشطة و خاصة في الاقليم ليؤكدوا انهم عامل استقرار في هذه المنطقة الجغرافية لا عامل قلق كما يريد المتعصبون و العنصريون من العرب و الترك و الإيرانيين و كذلك هم بحاجة الى منظمة تمثل  الشعب الكردي في المحافل الدولية على غرار منظمة التحرير الفلسطينية لها مؤسساتها التي تطالب بإنصافهم كشعب مسالم له حقوقه التي يجب ان تصان حسب العهود والمواثيق الدولية

 

 

Comments (0)
Add Comment