فيروشاه عبد الرحمن / نشرة نداء الاصلاح – العدد 32
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945و خلال فترة الخمسينات رُسِمت الحدود و بدأ كل جزء من دول المنطقة من الحصول على استقلالها من الدول الاستعمارية و المنتدبة وكوّنت دولتها الخاصة وتخلصت معها من الاتفاقيات التي قسمت المنطقة كاتفاقية (سايكس-بيكو)1916بين فرنسا و بريطانية والتي حددت منطقة و سيطرة و نفوذ كل دولة وهذا الرسم للحدود كان حسب مصالح الدول في الحرب العالمية الاولى والثانية كنتائج لهما وان تغيير الحدود منذ ذلك التاريخ و حتى الان لم يظهر الا من خلال استقلال دول عن اخرى و حدث ذلك اثر تفكك الاتحاد السوفياتي السابق في 26/ديسمبر 1991 واستقلال جنوب السودان عن الدولة السودانية في 9يوليو2011
وبعد مئة عام و ما شهدت دول المنطقة والثورات ما سمي ثورات الربيع العربي و تحولت الى أزمات بسبب الفقر والفساد والتدهور الاقتصادي والأنظمة الشمولية المستبدة أصبحت هذه الدول عرضة للتفكك و التقسيم بسبب الحروب الأهلية و المذهبية و مطالبة الشعوب التي اضطهدت تاريخياً بحقوقها واحتمال تفكك هذه الدول كسوريا واليمن و ليبيا وارداً اذا ما بقيت دون حلول جذرية وتوافقية والتي قد تحدث اذا ما ظهرت حرب شاملة وواسعة وأصبح الكل ضد الكل سيؤدي الى انفجار نزاعات كثيرة منها عرقية و مذهبية لان اتفاقية (سايكس-بيكو)ظلمت و حرمت بعض شعوب المنطقة من حقوقها و ألحقتها بالدول الاقليمية و التي بدورها اضطهدت هذه الشعوب بشتى الوسائل و الذرائع بالاضافة الى غياب الدبلوماسية والابتعاد عنها لصالح تعميق الأزمة كما يمكن ان تظهر مشاكل وخلافات مرتبطة بهذه الثورات و خاصة الثورة السورية و التدخل الإقليمي الفاضح كالوضع في ايران و تركيا وما تعانيهما من مشاكل داخلية وتحرك شعوبها نتيجة السياسات المتبعة في داخل كل بلد كما احتمالية النزاع العسكري الروسي-الامريكي أو اقليمي يمكن ان تتحول الى فوضى أكبر من التي نراها الان خاصة في غياب عدم تطبيق القرارات الاممية المرتبطة بهذه الأزمات و التي ستؤدي الى الإحباط لدى شعوب هذه الدول و المستقبل المجهول الذي ينتظر أبناءها وظلت هذه الأزمات دون حلول سياسية سريعة ناهيك عن تزايد دور و امكانات الميليشيات المالية و العسكرية والمرتبطة بتلك الدل و خاصة الاقليمية منها يمكن ان تغرق المنطقة وشعوبها ببحر من الدماء و الخراب و الدمار لان المنطقة أصبحت مخزن بارود قابلاً للانفجار ويمكن عند ذلك ان نرى أكثر من الذي نراه اليوم و التي ستؤدي بالنتيجة الى خسارة شعوب المنطقة لمستقبل أبناءها لكل شيء وبالرغم من عدم وجود آفاق حتى الان لحلول سريعة لهذه المعضلات بين هذه الأنظمة والشعوب المنتفضة ضدها منذ سنوات الا ان تطورات الوضع و التي أدت الى نزيف كل من هذه الأنظمة والمعارضة و كذلك خسارة الاطراف الداعمة لهما قد تساهم لإيجاد حلول لان الجميع أصبح يُدرك ماذا يعني الاستمرار في الحرب و المواجهة
لذلك لابدّ من حلول سياسية سريعة تُعيد هذه الدول الى حكم القانون و تعزيز الديمقراطية عبر مؤسسات الدولة وتنحية المستبدين عن حكم هذه البلدان ومنح المواطن حقوقه و حقوق هذه الشعوب بدستور يضمن حقوق الجميع في تقرير مصيرها حسب العهود و المواثيق الدولية