بيان بمناسبة الذكرى التاسعة لانطلاقة حركة الاصلاح الكردي – سوريا

في الرابع عشر من نيسان تحتفل حركتنا – حركة الاصلاح الكردي – سوريا بالذكرى التاسعة لانطلاقتها ، والتي أعلن عنها بشكل رسمي في ١٤/ ٤ / عام ٢٠١٠  كحالة فكرية ثقافية سياسية ، تسعى للتجديد والتغيير في شكل ومضمون الحركة السياسية الكردية التى انهكتها ثقافة الشمولية وتحكُّم الفرد والمركزية  الناجمة عنها ، لتنطلق بروح جديدة في التعامل مع الواقع الصعب الذي يعيشه شعبنا نتيجة تراكم التحديات الذاتية والموضوعية ، بمنهجية التوافق بين النضال القومي الكردي والوطني السوري لبناء دولة اتحادية بنظام حكم ديمقراطي علماني تعددي يلبي تطلعات كل الشعب السوري وينظم العلاقة بينهم  دستورعصري يعترف بحقوق الشعب الكردي وكل مكونات الشعب السوري يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص.

لقد كانت حركتنا في السنة الاولى من عمرها عندما انطلقت الثورة السورية في مواجهة  نظام القمع والاستبداد والحزب الواحد ، داعية الى الحرية والكرامة والنظام الديمقراطي والاصلاح الجذري واستئصال آفة الفساد المستشري في أوصال اجهزة الدولة ، حيث  جاءت اهدافها منسجمة مع  رؤية الحركة ودعوتها الى الاصلاح والشفافية والتغيير ، فلم تتوانى عن الانخراط فيها وتبني شعاراتها في الحرية والكرامة ووحدة الشعب السوري بغية انهاء معاناته المزمنة التي  عاشها طيلة عقود من الظلم الذي مورس بحقه من قبل الاجهزة القمعية للنظام الاستبدادي ،  وقد كان نصيب الكرد في سوريا  مضاعفاً من تلك الممارسات التسلطية الاحادية الاقصائية  ، لانه تعرض  بشكل خاص للمزيد من المشاريع  والسياسات الاستثنائية المنافية لابسط حقوق الإنسان والتي استهدفت وجوده القومي ومازالت مستمرة حتى اليوم.

إن  ما آلت اليه الاوضاع في سوريا ، هي نتيجة للجوء النظام إلى الخيار الأمني و العسكري منذ بداية الأزمة  ، والذي ادى الى تدخل قوى دولية وفتح الباب على مصراعيه أمام التنظيمات الإرهابية لإجهاض الثورة السلمية ، لكن كل ذلك لم يضعف من عزيمة الشعب الكردي وحركته السياسية التي لم تتغيير بوصلة نضالها عن الهدف الحقيقي ، وهو الحل السياسي الشامل في الوطن السوري وفق بيان جنيف والقرارات الدولية في الشأن السوري.

إننا في حركة  الإصلاح نعمل في اطارالمجلس الوطني الكردي ، لانه يعبر عن التطلعات الوطنية والقومية للشعب الكردي كشعب يعيش على أرضه التاريخية ، بعيداً عن الشعارات والممارسات التي لا تخدم تلك التطلعات ، مثل ما يحدث من تشويش على الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في مناطقه المعروفة ، كمسمى شرق الفرات أو غيرها من المصطلحات التي تفرغ القضية الكردية من محتواها الحقيقي ، ويؤدي الى تناسي منطقة عفرين الكردية وما تتعرض لها من انتهاكات جسيمة على ايدي المجموعات المسلحة المدعومة من الجيش التركي.  ثمانية سنوات مضت منذ بداية الثورة السورية السلمية  دون ان تفضي لحل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري حيث يستمر القتل والتدمير والتهجير   من قبل النظام وميليشياته من جهة ، والمنظمات الارهابية من جهة اخرى ،وهذا مايدعو المجتمع الدولي للاسراع والضغط على النظام والقبول بحل  وتسوية تضع حدا للمأساة الرهيبة التي تجري بحق البلاد كما يستوجب على كل القوى الوطنية الديمقراطية والتي تهمها مصلحة الشعب والوطن وضع برامج وخطط تستدرك النواقص والهفوات التي شابت عملها في المراحل الماضية ونبذ الافكار الشوفينية والطائفية التي لم تجدي نفعا وساهمت في تازيم الاوضاع في البلاد. أننا نعتقد بان  هذا الواقع الذي يعيشه الشعب السوري مؤقت وطارئ  وسينتهي الصراع الدولي على  بلادنا وستخرج القوى الاجنبية  من ارضنا ولن تكون سوريا الا للسوريين.

في هذا اليوم الرابع عشر من نيسان تستكمل حركتنا  تسع سنوات من عمرها كانت مفعمة بالنشاط والحيوية  رغم كل الظروف والمصاعب ، حيث بذل رفاقنا جهودا كبيرة لترسيخ نهج الاصلاح ونبذ التحزب الضيق والتبعية والعمل على وحدة الصف والموقف الكرديين بالاعتماد على التشاركية النضالية وطرح مشاريع وحدوية لبناء تنظيم ديمقراطي مؤسساتي قادرعلى التعبير عن تطلعات شعبنا في نيل حقوقه المشروعة . كما تؤكد الحركة ومن خلال مواقفها ونشاطاتها عن حرصها الشديد لتطوير المجلس الوطني الكردي ومأسسته كهيكل تمثيلي للشعب الكردي في سوريا. وكردستانيا فاننا نولي اهمية قصوى على  تمتين وتعزيز العلاقات مع اطرافها وفي المقدمة منها  قيادة اقليم كردستان العراق ، وسيادة الرئيس مسعود بارزاني بشكل خاص ونقدرونثمن عاليا دعمه ومساندته لقضية شعبنا في كردستان سوريا في مختلف المراحل المصيرية سواء ببناء ارضيات التوافق بين الاطراف السياسية الكردية ، وفتح آفاق العلاقات الدولية امامها والدور الفعال للبيشمركة في تحرير كوباني ، او الناحية الاغاثية والانسانية حيث اصبح الاقليم ملاذا آمنا لاكثر من 400 الف لاجئ سوري ، ناهيك عن المساعدات الاغاثية التي يتم ارسالها عن طريق مؤسسة برزاني الخيرية والمؤسسات الاغاثية الاخرى الى مختلف مناطق كردستان سوريا.

بمناسبة الذكرى التاسعة لحركتنا ، نؤكد على الالتزام بخدمة  قضية شعبنا والدفاع عن حقوقه بكل سخاء ، مجددين العهد على العمل مع كل القوى الوطنية والديمقراطية  المناهضة للظلم والاستبداد ،

وإننا نعتقد جازمين  بأن النصر حليف الشعوب المناضلة من أجل الحرية والكرامة ، ومنها شعبنا الكردي الذي عانى من كل أشكال الظلم والاضطهادعلى مدى ردح من الزمن ، وظل إلى اليوم أكثر حزماً وقوة  في الدفاع عن وجوده الذي بات معلماً بارزاً في مواجهة التطرف والتعصب ودحر الإرهاب  الداعشي ، ونيل حقوقه القومية التى تقرها كل الأديان والاعراف الدولية والقيم الإنسانية.

عاشت سوريا دولة اتحادية ديمقراطية

النصر لقضية شعبنا الكردي

المنسقية العامة  لحركة الاصلاح الكردي – سوريا

 

Comments (0)
Add Comment