مشركون ومرتدون … وانفصاليون؟

آزاد عنز – الحياة

طحن هنا و طحن هناك. موت هنا وموت هناك . لا شيء إلا الموت والدمار والقتل المُجاز. حروب في المشرق العربي وحروب في المغرب العربي وحروب في العمق العربي. شعوب لا تمل من الخراب، وجغرافيا لا ترتوي إلا بالدم. شعوب لا تفقه إلا لغة الدمار. إنهم فقهاء الدمار. شعوب تتلذذ بمشهد من الأجساد المحترقة.

شعوب تتنفس رائحة الموت لتحيا وزعماء يتوسدون الدين ويُؤوّلونه وينسجون منه سيوفاً مجلخة لضرب الأعناق كما يشاؤون، وشعوب تصفق لهذا التأويل.

في شمال سورية، في الرقعة الكردية في عفرين، استند الزعيم التركي على سورة الفتح وأوّلها على مقاس آلة الدمار وقُرعت طبول الحرب لطحن الأكراد. أكراد مرتدون وكَفرة يجوز قتلهم من دون حساب وعقاب بل وتكسب ثواباً عند الله يوم يُنفخ في الصُور. سورة نُزلت يوم صلح الحديبية في دلالة من الله على إرساء السلام في تلك الرقعة الجغرافية. أما التركي فقد أجاز تأويلها يوم فتح عفرين وكأنه يفتح أبواب الجحيم على هؤلاء الأكراد. نعم أنه رجب وطيب أيضاً، وفعل الاسم مناف لدلالة الاسم لأَن يكون الاسم شهراً من الأشهر الحرام التي لا يُجيز فيه القتال. وأما الطيب فهو من مراتب النُبل وحسن المكارم، فكيف تكون رجباً وطيباً معاً؟ أما الأكراد، فرداً على تأويل التركي لسورة الفتح، استنجدوا بسورة التين وأقسموا بالزيتون برهان الكرديّ على لجم آلة الخراب بأوراق الزيتون.

في الطرف المقابل من الشمال العراقي في الجغرافية الكردية هنالك أيضاً استند الزعيم العراقي صدام حسين على سورة الأنفال وأوّلها على مقاس فوهات البنادق، وصفقوا لهذا التأويل ليقوم بحملته العسكرية لطحن الأكراد.

نعم هؤلاء أكراد خونة و مشركون لا بدّ من طحنهم وسحقهم وتوزيع الغنيمة كلها على المجاهدين، وليس فقط خمسة أرباع أموالهم ونسائهم وأحجارهم وأشجارهم ودوابهم وهوائهم ومائهم ومقابرهم. ولم يبق أي خُمس من الغنيمة، فقد تحايل الزعيم العراقي على مبدأ القسمة الشرعية الذي تم اعتماده في غزوة بدر الكبرى. أما أكراد كردستان العراق فقد استنجد الذين في طريقهم إلى الهلاك بسورة الرحمن كي ينعموا بموت رحيم يقذفه الله لهم من السماء من واسع رحمته، وأما الأكراد الذين نجوا من الموت فقد استنجدوا بسورة الطور وأقسموا بالجبال الشامخة. أقسموا بجبل شيخي داري وجبل هندرين واحتموا في أحضان جبالهم لتنعم أجسادهم بالسلام والأمان من ويلات آلة الدمار والخراب العراقية.

أكراد مرتدون هنا وأكراد مشركون هناك وانفصاليون هنا وهناك. غداً سيخرج زعيم آخر يتكئ على سورة الزلزلة ويؤولها كما يشاء كي يزلزل الأرض تحت نعال الأكراد بحمم مدافعه لتكون قيامتهم الأبدية. عندها سيستنجد الأكراد بسورة المنافقين. عندها فقط سيقف أطفال الأكراد في أعلى جبالهم لتصرخ حناجرهم بأعلى صوتها، كي يقولوا هؤلاء الزعماء والشعوب منافقون. نفاق يصفق للنفاق.

Comments (0)
Add Comment