وائل عمر/ خاص – نشرة نداء الاصلاح
تعد الثورة الإعلامية إحدى نتائج العولمة التي برزت في مجتمعاتنا قبيل نهاية القرن الماضي وتوضحت ملامحها في بداية هذا القرن متجاوزة الكثير من المفاهيم والتسميات التقليدية التي وسمت بها إلإعلام “كالسلطة الرابعة” اوغيرها، فأصبح الإعلام ثورة بحد ذاته مستهدفة الإرث القديم المتعشعش في بنية المجتمعات التقليدية بنزعة ثورية من خلال إعادة بنائه من جديد ورفده بقيم وأفكار معرفية جديدة، فأصبح الإعلام متاحا لجميع فئات المجتمع، ولعب دورا محوريا في تغيير اتجاهاتهم وأنماط حياتهم، فهيأ بذلك للاضطرابات التي حدثت في مجتمعاتنا وفي بنية الأنظمة السياسية الإستبدادية التي باتت تعيش خارج الواقع والتاريخ، فكان الإعلام بمثابة ناقوس يهز عروشهم يهدم اسوارهم وحصونهم المنيعة، فقد أصبحت من الماضي واستحالت عملية التغيير، مما جعلت الشعوب تثور عليها وتحطم اركانها، فكان الإعلام لهم بالمرصاد من خلال مصادره المتعددة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي(الفيس بوك والتويتر …) علاوة على الإعلام المقروء والمرئي.
ولا ننكر بأن الإعلام نفسه هو سلاح ذو حدين قد يكون إيجابيا وقد يكون سلبيا، ولهذا يجب أن يكون أفراد المجتمع في حيطة وحذر من تأثيراته ودوره محاولين التأقلم معه والاستفادة منه بما تتماشى مع توجهاتهم الفكرية والثقافية والمعرفية، للمحافظة على البنية الثابتة لمجتمعاتهم ورفدها بالقيم العصرية والأفكار الإنسانية من خلال تبادل الثقافات والترويج لثقافة مجتمعاتهم وتثبيت هويته الحضارية وشخصيته المستقلة التي تعبر عن كينونته الحضارية، فعصر الثقافات الانعزالية قد ولى، حتى مصطلح ما يسمى إعلاميو السلطة لم يعد له وجود، فكما هو معلوم أن مهمة الإعلام في الأنظمة الديمقراطية تختلف عن مهمته في الأنظمة الديكتاتورية، حيث تلعب في الأنظمة الديمقراطية الدور الرقابي على مؤسسات الدولة من خلال إظهار العيوب أمام الرأي العام، وقد يكون ذلك في الترويج والدعاية الانتخابية.
أما في الأنظمة الاستبدادية فيكون الإعلام حكرا على السلطة فقط وتخدم مصالح تلك الفئة القليلة التي تسيطر على مقاليد الحكم، فالسؤال المطروح أين نحن الكورد في كل ما يجري؟ فالأنظمة الاستبدادية حولت الإعلام طوال القرن الماضي إلى بوق لإشباع أهوائها وغرائزها العدوانية وخدمة مصالحها الضيقة ، فحاولت بشتى الوسائل تشويه القضية الكوردية أمام الرأي العام الوطني، من خلال اتهام الكورد بحجج واهية من قبيل الانفصالية والإرهاب، وقد كان له أثره السلبي على عقول شريحة واسعة من الشعب السوري، لذا ومن أجل مواجهة وإزالة اللبس واللغط الممنهج من قبل هذا النظام ضد شعبنا الكوردي لا بد أن نبحث عن الطرق المجدية للمواجهة وإزالة الأثار السلبية التي خلفتها آلته العدائية وإظهار الحقيقة، ولنتمكن من المواجهة يجب علينا استغلال الإعلام بالطريقة العلمية وأكاديمية في إيصال الصورة الحقيقية لشعبنا الذي كان ومازال محبا لقيم العدالة والتسامح وقبول الآخر، لذا يجب أن نبدأ ب إيجاد خطاب إعلامي موحد كورديا يراعي خصوصيتنا والتوازن بين جانبي القضية الكوردية القومي والوطني- الاعتماد على الكوادر الإعلامية المختصة الذين بإمكانهم إيصال المعلومة بمهنية وحرفية إلى الرأي العام الوطني والعالم. -توثيق الأعمال العدائية والانتهاكات التي مورست بحق شعبنا طيلة الفترة الماضية وإظهاره للرأي للعام كأحداث القامشلي و قضية الإحصاء ووو إلخ – فتح قنوات حوارية مع مختلف مكونات الشعب السوري لتعريفها بالقضية وإيصال رسالة شعبنا الخروج من اطار الإعلام الحزبي الضيق إلى عرض المصلحة القومية العليا – إنشاء جيل الكتروني متسلح بمهارات عالية من أجل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطرية حرفية – إنشاء وسائل علامية بلغات الأقوام الذين يتعايشون مع الشعب الكردي بالإضافة الى اللغات العالمية لأن اللغة وسيلة من أجل التواصل وايضا لها دور في التفاهم والارتياح المتبادل .
نحن بحاجة الى فريق من المؤرخين لتدوين التاريخ كما كان موجوداً وليس كما كتبه بعض المؤرخين من القوميات الأخرى الذين كتبوا التاريخ على اهوائهم – كل ما ذكرناه لشعبنا هذا لا يعني أننا ننكر حقوق الآخرين بل على العكس نحن نطالب بحقوفهم قبل حقوقنا .
واخيرا، في ظل الثورة الإعلامية التي اصبحت بدون منازع جيش الكتروني، فأغلب الأفراد حول العالم يستخدمونه، ويلعب دورا في كل التغييرات في عالمنا، وهذا ما رأيناه في قيام ثورات الربيع العربي فاستطاعت تغيير الأنظمة وتقويض أركانها وحتى بناء شبكات فكرية ومعرفية لذلك حري بنا ونحن في عصر التطور التكنولوجي ان نحرص على استخدام الإعلام بحرفية لكي نستطيع تدويل قضية شعبنا في المحافل الاقليمية والدولية.