حلقة المنتدى 5/7/2019
الاستاذ :بشار امين عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا
الحضور الكريم نحييكم جميعا ونرحب بكم أجمل ترحيب ونتمنى ان تكون امسيتنا هذه بما يطرح فيها من آراء وأفكار ومناقشات مسؤولة أن تكون في خدمة سوريا المستقبل كدولة ديمقراطية تتسع لكل مكوناتها في تعايش وتآلف على مبدأ ثقافة التسامح والعيش المشترك لكل السوريين “عربا كردا سريانا “…
تعلمون أن موضوع امسيتنا هذه هو : ( الوضع القائم في سوريا، وآفاق الحل) .. ولكي تكون مقاربتنا موضوعية ومنسجمة مع المتغيرات التي حصلت في المنطقة وقبلها في العالم، وكما يعلم الجميع بدأ التغيير الحديث في العالم مع تسلم ميخائيل غورباتشوف لقيادة الحزب الشيوعي وقيادة الدولة منذ 1985 وحتى 1991 في الاتحاد السوفيتي السابق ، وغدا الاهتمام بالتغيير عند توافق الرئيسين ( الأمريكي رونالد ريغان والسوفيتي ميخائيل غورباتشوف) حينها على أمرين أساسيين : وقف الحرب الباردة ، ووقف سباق التسلح والحد من السلاح النووي ومنع امتلاك من لا يمتلكه من الدول ، وبدأ التغيير كثورة عارمة في السوفييت عبر الشفافية ( كلاس تنوس ) وإعادة البناء ( البريسترويكا )..واقتدت بها سلميا معظم الدول الاشتراكية السائرة في فلك السوفييت ، إلا القليل مثل رومانيا وغيرها ..
واخذ التغيير مجاله الأوسع أولا بأول ومنذ سقوط جدار برلين 1991وحتى الهجمات الارهابية على ابراج التجارة العالمية في أمريكا تاريخ 11 ايلول 2001 ، الى أن اصبح التغيير شبه مشروع عالمي من أبرز عناوينه : الحد من اسلحة الدمار الشامل ومنع استخدامه ، مكافحة الارهاب والتطرف بكل اشكاله ، محاربة الأنظمة والأفكار الاستبدادية والدكتاتورية ، بناء انظمة ديمقراطية ، مناصرة حقوق الانسان ، ومساندة الشعوب بحقها في تقرير مصيرها ، توفير عوامل التنمية الاقتصادية المستدامة للدول النامية والشعوب المتخلفة ..الخ ..
وقد تبدل اسلوب التغيير والاستجابة له من بلد الى آخر ، وامتد هذا التغيير الى منطقتنا ونحو العراق تحديدا منذ مطلع التسعينيات واستمر حتى نيسان 2003 حيث سقوط النظام العراقي بتدخل عسكري مباشر من تحالف أكثر من ثلاثين دولة بينها أمريكا وبعض الدول العظمى الأخرى .. ليبدأ بعدها ما سمي بالربيع العربي عام 2011، بداً من تونس ثم مصر وسوريا وليبيا ..الخ وكان لكل منها ظروفها وطبيعتها الخاصة، فكان وضع ليبيا شبيها بالعراق ، وتونس غادر منها خلال ايام رئيسها زين العابدين ، بينما مصر تنحى رئيسها حسني مبارك بعد أشهر ولم يغادر مصر وقبل بالمحاكمة، وهكذا في الجزائر وفي السودان منذ فترة قصيرة ..الخ
أما في سوريا فقد اختلف الوضع اختلافا كليا عن أوضاع الدول المذكورة بسبب دعم إيران للنظام السوري منذ البداية واستفادته من تجارب الآخرين وبالتالي دعوة النظام لروسيا للتدخل العسكري في سوريا وضمان مصالحها ( روسيا ) وفق اتفاق لعقود عديدة، .. وعليه فقد طرأت عوامل عدة لاستمرار الوضع في سوريا من خراب ودمار وقتل وجراح واعتقال وتهجير ونزوح وويلات ومآسي قرابة ثمانية أعوام، ولا تزال الأوضاع مستمرة الى يومنا هذا، وقد حصلت بعدها تطورات على الوضع السوري، سواء تعلق منها بالنظام السوري وأصدقائه، أو من جانب المجتمع الدولي والإقليمي ما كان له التأثير الفاعل على مسارات الحل السياسي للأزمة السورية، أهمها : أولاً : تحولت الثورة السورية إلى أزمة بسبب العوامل التالية : 1- استخدام النظام السوري العنف والسلاح ضد المتظاهرين السلميين .. 2- توافد أو ظهور قوى التطرف والإرهاب، وظهور الاسلام السياسي بقوة .. 3- التدخل العسكري الدولي والإقليمي في الشأن السوري .. 4- تفهم النظام للحالة الجديدة وسعيه لاستثمار هذه الحالة بقوة ..
ثانياً : الأزمة السورية غدت من أهم أزمات المنطقة .. 1- ترتبط معظم أزمات المنطقة بما هي الأزمة العراقية ، الأزمة اليمنية ، الأزمة الليبية ..الخ ترتبط بالأزمة السورية ارتباطا وثيقا .. 2- العلاقة الوثيقة بين أزمتي سوريا والعراق .. 3- دور إيران السلبي في هذه الأزمات .. 4- ردع إيران يكون خطوة هامة باتجاه الحل السياسي للأزمة السورية والأزمات الأخرى
.. ثالثاً : شرع الغرب بمحاربة الاسلام السياسي، وليس الاسلام كدين .. 1- تجربة مصر من (مرسي ) الى ( السيسي ) ، دعم الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي على محمد مرسي المنتخب لسبب خلفية الاسلامية .. 2- اليمن دعم الشرعية ( عبد ربو هادي ) ومحاربة الحوثيين .. 3- ليبيا دعم المشير خليفة حفتر ، ومناوأة حكومة الوفاق الوطني التي يمثلها السراج ، بسبب الخلفية الاسلامية لهذا الأخير. 4- التصعيد القوي مع إيران لما تمثل من الاسلام السياسي أو دولة مصدرة للإرهاب ومتدخلة في شؤون بعض دول المنطقة ..
رابعاً : برأيي يعتبر الغرب معظم القوى العسكرية والميليشيات الأخرى المتواجدة على الساحة السورية إما متطرفة أو ذات خلفيات إسلامية وبالتالي هي قوى ارهابية بهذا الشكل أو ذاك : 1- داعش والنصرة وغيرهما .. 2- النظام السوري وقواه الأمنية والعسكرية .. 3- القوى المرتبطة به ( مسلحي p.y.d وقسد وبعض فصائل العشائر العربية .. 4- الإخوان المسلمون والعديد من الفصائل المسلحة ذات الخلفيات الاسلامية المحسوبة على المعارضة .. 5- يرى الغرب برأيي في تقاتل وتآكل هذ القوى هو انتصار لبرنامجها وحتى للقضاء على الارهاب ..
خامساً : الغرب استخدم داعش ولا يزال في العديد من القضايا : 1- داعش هو عبارة عن جمع للمجاميع والأفراد الارهابية المتطرفة من المنطقة ومن انحاء العالم في محرقة .. 2- يتم استخدام داعش للتقاتل واستقطاب الأوساط والأفراد المماثلة له .. 3- يتم استخدام داعش لخلق الذرائع للتدخل في هذه الجهة أو تلك ،واستهداف ما يمكن استهدافه .. 4- داعش يستخدم كقوة تحت الطلب ، بدليل أنه يختفي هنا ويظهر هناك ، وعلى أن هناك خلايا نائمة ..
سادساً : تراجع دور المعارضة السورية : 1- هيمنة بعض الدول الإقليمية على مقدراتها وقراراتها مثل تركيا والسعودية .. 2- الواجهة بعض القوى الاسلامية ( الإخوان المسلمون ) على المعارضة السياسية ..
3- ظهور الفصائل المسلحة للمعارضة ذات الطابع الاسلامي وحتى بأسمائها .. 4- هيمنة العناصر الشوفينية من بقايا حزب البعث العنصري .. 5- غياب دور المعارضة بشكل موضوعي في مأساة شعب عفرين بل زاد من همها .. 6- غياب دورها في المنطقة الآمنة المزمع تأسيسها ، كي تبعد تجربة عفرين عن المناطق المعنية ..
سابعاً: برأيي يرى الغرب أن لا فائدة من تغيير النظام السوري ما لم يتحقق هدف تقليص الاسلام السياسي أو انهائه : 1- النظام استوعب هذا الجانب .. 2- النظام يساعد المجتمع الدولي في اتجاه ما يخدم توجهه وبما ينسجم مع برنامج الغرب في هذا المجال .. 3- لهذا السبب تختلف التجربة السورية عن تجربة كل من تونس ومصر وليبيا وحتى العراق سابقا ..
ثامناً : الحل السياسي الذي ينشده السوريون برأيي يتلخص في أن تكون سوريا المستقبل : 1- دولة علمانية اتحادية ( فيدرالية ) برلمانية ذات نظام ديمقراطي .. 2- ضمان حقوق المكونات السورية كافة العرب والكرد وآشور السريان والأرمن والتركمان ..الخ وفق العهود والمواثيق الدولية .. 3- ضمان حقوق المرأة والطفل ، مع ضمان حقوق الإنسان وفق القوانين والشرائع الدولية .. 4- فصل الدين عن الدولة .. 5- فصل السلطات الثلاث ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) .. 6- توفير مبدأ التداول السلمي للسلطة ..
تاسعاً : آفاق الحل عبر مسارات الحل السياسي للأزمة السورية : آ- الأمم المتحدة ( مجلس الأمن ) .. 1- جنيف1 أساس الحل السياسي .. 2- القرارات الدولية : ( 2118 ) و ( 2254 ) والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة .. 3- المبعوثون الدوليين ( الأخضر الابراهيمي، ديمستورا ، غير بدرسون ) ودورهم في عملية التفاوض بين المعارضة والنظام واللقاءات والترتيبات اللازمة من جنيف1 وعبر المحطات الأخرى وصولا الى تنفيذ السلال الأربعة : ( محاربة الارهاب ” داعش ومثيلاته، وضع دستور لسوريا المستقبل، الحكم الانتقالي، الانتخابات ).. 4- دور دول خفض التوتر في وقف إطلاق النار ، روسيا، تركيا، ايران ( استانا – سوتشي ) .. ب- التقسيمات الحاصلة على الأرض في سوريا وقد تكون أساس لدولة اتحادية بعد التعديلات اللازمة : 1- منطقة النفوذ الروسي ، سوريا المفيدة وتشمل : حمص، حماه، الساحل السوري، دمشق .. 2- النفوذ الأمريكي، أو نفوذ التحالف الدولي، شرقي نهر الفرات .. 3- النفوذ التركي ، شمال حلب وحتى ادلب .. 4- ايران المتغلغلة في مفاصل القوى الفاعلة للنظام السوري ..
وخلاصة القول : أن التغيير في سوريا آت لا محالة وسيحصل أسوة بغيرها، بل هو حاصل أولاً بأول عبر عموم المسارات المذكورة .. وأن التوافق النسبي قائم بين معظم القوى ذات الدور والفاعلية في الأزمة السورية .. ويمكن القول أن الحل النهائي يكمن في التوافق الروسي الأمريكي وبرعاية ومباركة من هيئة الأمم المتحدة .. وشكرا لإصغائكم
الدور الايراني هناك عدم اتفاق بين السوريين للحل فقسم لا يريدون دولة علمانية وبعض القوى الديمقراطية لايحبذون الدولة الاتحادية فالحل يتجه نحو الحل العسكري.
مداخلات الحضور
أ. رياض احمد: في هذه الأزمة الشعب السوري بما فيه المعارضة غائبة وليس للنظام اي موقف او دور او قرار
وأصبح القرار العسكري والسياسي للأمريكان والروس ليبقى الشعب السوري بدون اي دور
أ.محمد شريف: التقسيمات الحالية على الارض ومناطق النفوذ تقررها الاطراف الاقليمية والدولية وبمنظور الغرب كل القوى الموجودة ارهابية المعارضة و غيرها
والنظام له منظوره و كذلك المعارضة
أ.وليد جولي : واجهت المعارضة الفشل وضعفت واتجهت نحو الاسلام السياسي والذي ساعد على ذلك استبداد النظام وتوجهه نحو الحل العسكري ولا يوجد اي توجه حتى الآن من اي دولة غربية لدعم الاٍرهاب خاصة ان هناك علاقات واتفاقيات مع الادارة الذاتية وسيكون هناك تغيير في المنطقة والذي يجب ان يكون من خلال حلف شرق أوسطي وهذا الحل قد يطول ولكن سيكون بدور روسي أمريكي.
أ.أكرم حسين: القرار 2254 ينص على وحدة الاراضي السورية ما يجب فعله هو ذكر موقع الكرد في سورية المستقبل ومراعاة الخصوصية الكردية والذي جعل بأن تتحول الثورة السورية الى حرب طائفية هو التدخلات الاقليمية والعالم لن يسمح بانتصار النظام وهذه الثورة ستحقق أهدافها في المستقبل وهدف التحالف الدولي القضاء على الاٍرهاب والحد من الدور الايراني هناك عدم اتفاق بين السوريين للحل فقسم لا يريدون دولة علمانية وبعض القوى الديمقراطية لايحبذون الدولة الاتحادية فالحل يتجه نحو الحل العسكري.
د.منيب احمد: كما يبدو حالياً لا يوجد أفق للحل لان الحل بيد الدول المسيطرة وصاحبة النفوذ في سورية وعن دور السوريين حتى الآن ليس لهم دور لان الاطراف الاقليمية والدولية هي التي تتحكم بالنظام والمعارضة فالمطلوب من الشعب السوري وضع برنامج يحفظ جميع مكونات الشعب السوري والتوجه نحو صناديق الانتخاب لاختيار القادة من السوريين والأكثر حرصا على سورية والسوريين بجميع مكوناته لان سورية للجميع دون استثناء
أ.بشير سعدي: يجب تقييم المرحلة السابقة وما جرى في سوريا عبر تخطيط من الغرب والدول الاقليمية ولكن الغرب ليس له علاقة بالإسلام السياسي والمعارضة التي تبنت الثورة أفشلتها أيضاً بالخطاب السياسي المتشدد وهددوا الأقليات والقيادة غير الثورية والارتهان للإرادة الخارجية وتبنيها المعارضة المسلحة مما اثار حفيظة الغرب وهذا كان متعارضاً مع مطالب الشعب السوري الذي أراد دولة ديمقراطية يحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري لذلك يجب التخلي عن هذه المعارضة والبحث عن اطار يجمع كل القوى السورية السياسية المؤمنة بالديمقراطية والعلمانية كما يجب التوافق و التفاهم بين p y d والمجلس الوطني الكردي والقوى السورية الاخرى وتجاوز المنطقة الآمنة والتدخلات
أ.فصال الحسين: هناك تدخلات دولية سافرة في سوريا و ميليشيات عديدة لها الدور السلبي في الأزمة السورية والغرب لا يعول عليه في ايجاد حل يرضي الشعب السوري وأصبح الحرب في سوريا من اجل الحرب فقط
أ.زبير زينال: تساؤل.. هل تم كسب المعارضة السورية لقضية الشعب الكردي ؟
أ.عصام حوج: لا يوجد ربط بين ما جرى في التسعينات قبل انهيار الاتحاد السوفياتي والأزمة السورية فمنذ ذلك التاريخ هناك تزايد في الحروب ووصلت برامج كل القوى السورية الى طريق مسدود واثبتت الوقائع بأن الخيار العسكري كان وهماً من قبل الجميع (المعارضة والنظام )وان الخيار الأخير هو طاولة المفاوضات والحل السياسي والقرار 2254 وتقديم تنازلات متبادلة وإعادة القرار للشعب السوري بإجراء انتخابات وضمان حقوق المكونات وتحريك الحل السياسي
أ.نايف جبيرو: معيار الاٍرهاب عند الغرب مبني على المصالح والمتغيرات على ارض الواقع هي التي تقرر وحسب المصالح كما هناك دور سلبي لتركيا وتدخلها في شؤون الثورة السورية ويجب ان تخرج المناطق السورية من يد الاٍرهاب وتركيا وخاصة أدلب ويبدو أن آفاق الحل ستبدأ من شرقي الفرات و بدعم دولي
أ.شمسي خان : بعد ثماني سنوات من عمر الثورة السورية لم يستطع أحداً عمل شيء ولَم تجد حلاً للازمة المتفاقمة وخارطة الطريق ستطبق والحل أخيراً عند الغرب وروسيا
أ.مجدل دوكو: المطلوب الان هو محاربة الاٍرهاب (جبهة النصرة )في أدلب المدعومة من امريكا التي تعرقل الحل السياسي ويجب ان نتمسك بدستور جديد ونحافظ على وحدة سوريا
أ.علي السعد:هناك خصوصية في جغرافية سوريا ومحكوم علينا بأن الدول كلها ضد الشعب السوري وضد الدولة الديمقراطية في سوريا يجب العمل من اجل جمع الاّراء والتفاهم لتحويل الثورة الى الهدف الديمقراطي لان الشعب السوري قادر على ايجاد الحل لازمته وآدلب حالياً في البازار سياسي و تركيا محتلة للشمال السوري بتوافق روسي – مريكي وبنظري يكمن الحل في مؤتمر جامع لكل السوريين وبتفاهم مع الآخرين و بأن تكون سوريا دولة علمانية