- من المعلوم إن القاسم المشترك بين جميع اشكال الارتزاق هو الكسب المادي وفقدان المبادئ والقيم في أداء المهام الملقاة على عاتق اصحابها سواء كان هذا الارتزاق سياسيا أو ثقافيا…. وقد برز الارتزاق السياسي بشكل خاص وجلي في المرحلة الراهنة نتيجة للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية حيث الصراعات الخارجية والداخلية وما خلفتها من واقع يساعد على نمو وتفشي ظاهرة الارتزاق السياسي والتي تحولت الى وباء في منطقتنا بشكل خاص لأنها اضحت منطقة صراع مصالح الدول وجهات خارجية وداخلية وبالإضافة إلى عوامل متعددة سواء الاقتصادية منها او ما ارتبط بنظام الاستبداد وما خلفه من ارث ثقافي سلبي و كذلك الواقع المتشرذم للحركة السياسية وغيرها من العوامل قد شكلت بيئة خصبة لتفشي ظاهرة الارتزاق حيث اتخذ البعض السياسة مهنة ووسيلة للارتزاق بل اعتبروا العمل السياسي مجرد وظيفة يكتسبون من خلاله المال والجاه وبمجرد انقطاع هذا السبيل عنهم يعلنون عن تذمرهم ومظلوميتهم وهم بذلك يبحثون عن مبررات يعرضون من خلالها شخصهم للبيع لاية جهة ينتفعون منها فهم بعيدون كل البعد عن مفهوم السياسة كفعل في خدمة المصلحة العامة من خلال الوعي الفردي والجمعي والتضحية من اجل تحقيق الاهداف النبيلة والتي يمكن أن تتكامل بالانسانية والقومية والوطنية والاجتماعية…لكن المرتزق يرى السياسة عبارة عن صراع بين الأفراد والجماعات مستخدما كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لاشعال هذا الصراع واستثماره لمصلحته الشخصية فهو انتهازي و وصولي ينطلق غالبا من مبدأ الغاية تبرر الوسيلة والنشاط السياسي لديه ليس إلا وسيلة للانتفاع لذلك تجده فاقدا للقيم والأخلاق التي لابد أن يتحلى بها اي سياسي او اي شخص يعمل من اجل المصلحة العامة فالمرتزق لا يسعى إلى تحقيق اي انجاز لامنفعة شخصية له فيه ولا يملك القدرة على ربط القول بالفعل فيلجأ إلى إثارة العواطف ويعتمد على حنكته في الكذب والخديعة ليوهم الآخرين بأنه مناضل مظلوم فيقول القول ونقيضه وهو في تناغم مع السياسيين الفاسدين حيث تتقاطع المصالح بينهم. وإن الحقيقة التي لا يمكن غض الطرف عنها هي إن ارادة الشعوب ونضالها من اجل حقوقها بساستها الشرفاء اقوى من ارادة المرتزقين والفاسدين وان أبناء المجتمع يستطيعون بوعيهم كشف وفضح أولئك المتاجرين بقضاياهم ووضع حد لهذه الظاهرة التي تنخر في كل ماهو نبيل من قيم وأخلاق.
كاظم خليفة
عضو المكتب التنفيذي لحركة الاصلاح الكردي-سوريا